الجمعة 2017/05/26

آخر تحديث: 13:59 (بيروت)

اللاجئون الفلسطينيّون من سوريا: بطالة وإذلال وهجرة ثالثة

الجمعة 2017/05/26
اللاجئون الفلسطينيّون من سوريا: بطالة وإذلال وهجرة ثالثة
يعد ملف فلسطينيي سوريا في لبنان الأكثر مأساوية على المستوى الإغاثي (Getty)
increase حجم الخط decrease

شهد العام 2016 انخفاضاً ملحوظاً في أعداد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، إذ تراجع العدد بنسبة 23% مقارنة مع نهاية العام 2015، وكان العدد نحو 43 ألفاً، فأصبح نحو 33 ألفاً، وفق التقرير السنوي الرابع عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، الذي أصدرته حركة حماس. ووفق بعض الإشارات الموثقة في سجلات وكالة الأونروا، فإن هذا الانخفاض قد يكون تجاوز حدود 30 ألفاً، وإن كانت الوكالة لا تعلن ذلك سعياً منها لتوفير التمويل من الدول المانحة.

ووفق التقرير، يعود سبب انخفاض الأعداد إلى التضييق الذي يتعرضون له في المجالات الإنسانية والاجتماعية والسياسية، كنقص الدعم الغذائي والصحي والإيوائي من جانب الأونروا، والتكاليف المترتبة على تصحيح أوضاعهم القانونية في لبنان، خصوصاً أن الجهات الرسمية لا تصنفهم كلاجئين، بل زواراً أو سائحين أو مقيمين عليهم أن يجددوا اقاماتهم بتكاليف باهظة نسبياً.

ويمكن تفسير هذا الانخفاض بالهجرة المستمرة لفلسطينيي سوريا، وعمليات لم الشمل للأسر التي سبق أن هاجر أحد أفرادها، بالإضافة إلى عودة عشرات العائلات إلى سوريا نتيجة الوضع القانوني والمعيشي الذي تعانيه في لبنان، فضلاً عن إقفال السلطات اللبنانية الحدود.

ووفق الأونروا، فإن 55% من عائلات اللاجئين الفلسطينيين من سوريا تقيم داخل 12 مخيماً رئيسياً، بينما تقيم النسبة الأكبر منهم في جنوب لبنان، بين صيدا وصور، وتقدر بـ53%. ويبلغ متوسط أعمار اللاجئين الفلسطينيين من سوريا 25.6 سنة، وتشكل الإناث 54% منهم.

ويعد ملف فلسطينيي سوريا في لبنان الأكثر مأساوية، على المستوى الإغاثي، إذ إن 89.1% منهم فقراء في العموم، أي لا يمكنهم تلبية الحاجات الغذائية وغير الغذائية الأساسية، ويصل معدل البطالة بينهم إلى 52.5%، والعاملون منهم يتقاضون أجوراً منخفضة، والاتفاقات بينهم وبين أرباب عملهم تكون شفهية. ويتعرضون لأشكال مختلفة من الإذلال والاهانات والشتائم اللفظية من بعض عناصر الأمن العام اللبناني على الحدود السورية اللبنانية، خلال سعيهم لإنجاز معاملات لاتمام عملية هجرتهم إلى دول أخرى.

وتقول اللاجئة الفلسطينية تسنيم ش.، إنها حاولت، في 16 كانون الثاني 2016، الوصول إلى بيروت لاجراء مقابلة لم شمل في إحدى السفارات الأوروبية، إلا أنها "تعرضت إلى جانب العديد من اللاجئين السوريين للشتائم والإهانات، واغلاق الأبواب في وجهنا، لحجج واهية كتغيير الضابط المسؤول. ولم يراع أحد وجود أطفال معي".

تضيف: "انتظرت لساعات طويلة على الحدود من دون جدوى. فالأمر متعلق بمزاجية الضابط المسؤول. وقد حلَّ موعد المقابلة في السفارة الأوروبية في بيروت ولم تصل الموافقة". ما اضطرها إلى العودة إلى سوريا رغم المخاطر التي كانت تتهددها في طريق العودة ليلاً، فضلاً عن التكاليف المرتفعة التي تكبدتها للوصول إلى نقطة الحدود، على ما ينقل التقرير عنها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها