الأحد 2017/02/26

آخر تحديث: 08:53 (بيروت)

هآرتس: حزب الله وجد الحل للالتفاف على قوة إسرائيل

الأحد 2017/02/26
هآرتس: حزب الله وجد الحل للالتفاف على قوة إسرائيل
منذ العام 2006 هناك توازن استراتيجي يؤجل الحرب المقبلة (Getty)
increase حجم الخط decrease

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليلاً بعنوان "هل يستطيع الجيش الإسرائيلي هزيمة حزب الله وحركة حماس في أي معركة جديدة؟"، تضمن تقييماً وشرحاً لما يحدث من تخبط داخل المؤسسات الإسرائيلية. ووفق الصحيفة، ولتجنب الأخطاء في معارك مستقبلية مع حزب الله وحماس، فإنه من المتوقع أن يصدر في نهاية شهر شباط 2017، تقرير مراقب الدولة العبرية جوزيف شابيرا عن فشل الحكومة خلال حرب غزة، في العام 2014. ومن المؤكد أن التقرير سيركز على ثلاثة جوانب رئيسية من الصراع، وهي العمل المعيب للحكومة الأمنية خلال القتال، "عدم الاستعداد في ما يتعلق بالأنفاق في قطاع غزة، والفجوات الاستخباراتية بشأن التهديد الشامل من القطاع".

وتتوقع هآرتس أن يتسبب هذا التقرير بمزيد من التوتر بين الليكود والبيت اليهودي، نظراً لاحتمال أن ينهار الائتلاف الحاكم بسبب تحقيقات الفساد التي تجريها الشرطة مع بنيامين نتنياهو. واللافت، وفق الصحيفة، أن تقرير شابيرا لم يناقش القضية المركزية التي تهم الإسرائيليين وهي الصواريخ، لاسيما صواريخ حزب الله، وكيف يمكن أن تنهي تل أبيب الصراع لمصلحتها.

وترى الصحيفة أنه لأغراض سياسية، أكد كل من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت على مطلبهما بأن تنتهي الحملة المقبلة على حزب الله وحماس بنصر حاسم. لكن من الأفضل أن تعترف إسرائيل بالواقع، وهو أن الجيش الإسرائيلي، وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن، لم يكن قادراً على انهاء هذه العملية بانتصار واضح.

وانطلاقاً من التقرير والتصريحات، تستعيد "هآرتس" مشاهد من الصراع تعتبر مشابهة لتصريحات اليوم. فقد انتهت الانتفاضة الثانية، وفق الصحيفة، في صيف العام 2005، عندما عرقلت إسرائيل حملة التفجيرات الانتحارية من قبل حماس وفتح والجهاد الإسلامي. واتسع بعدها الانقسام السياسي حول مستقبل الضفة الغربية وقطاع غزة. ما دفع رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون، وتحت الضغوط الدولية وضغط الهجمات، إلى اخلاء جميع المستوطنات في غزة وعدد قليل منها في شمال الضفة الغربية.

وفي الوقت نفسه، ساعد ما تم افتراضه نجاحاً، في المعركة ضد الفلسطينيين، الجيش الإسرائيلي بإقناع نفسه أنه كان جيداً ومستعداً للصراع المقبل. وبعد عام واحد فقط، في صيف العام 2006 في لبنان، أُثبت خطأ هذا الافتراض. ورغم الأضرار الجسيمة التي كبدها الجيش الإسرائيلي لحزب الله، فإنه لايزال لديه صعوبة في التخطيط لمناورة على الأرض في جنوب لبنان، أو وضع حد لإطلاق الصواريخ من نوع كاتيوشا خلال الحرب.

وتشير تقديرات "هآرتس" إلى امتلاك حزب الله 80 ألف صاروخ حالياً. ورغم دخول نظام مقلاع داود في الخدمة، نهاية العام 2016، إلا أن استجابته الدفاعية ليست كاملة، وارتفاع تكلفة الصواريخ الاعتراضية "يعني أنه لا يمكن إنتاجها بأعداد غير محدودة. ما سيسبب كارثة مع احتمال سقوط نحو ألف صاروخ يومياً على الجبهة الداخلية".

كما أن بطاريات القبة الحديدية كانت قد حققت، وفق الصحيفة، نسبة نجاح بلغت 90٪ في حرب غزة 2014. لكن التحدي في لبنان أكبر من ذلك بكثير، ومن شأن الحرب مع حزب الله أن تحصد عدداً أكبر من الإصابات والأضرار البالغة للبنية التحتية في شمال البلاد ووسطها. والأهم من ذلك، أن حزب الله وجد الحل للالتفاف على قوة إسرائيل النارية ودقة التكنولوجيا والاستخبارات، وأصبح يملك قدرة واسعة لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وتخلص هآرتس إلى أن لدى إسرائيل حالياً حلولاً نظرية خاصة بها، وهي تعرف بإستراتيجية الضاحية، التي وضعها رئيس الأركان الحالي غادي آيزنكوت في العام 2008، عندما كان رئيساً لقيادة المنطقة الشمالية. وهي تعني تدميراً واسع النطاق للبنية التحتية لحزب الله والدولة اللبنانية أيضاً. لكن ليس واضحاً ما هو النهج الذي ستتبناه الحكومة الإسرائيلية عندما يحين الوقت، وكيف سيتم تنفيذه على أرض الواقع. أما "الجانب الإيجابي"، وفق هآرتس، فهو التوازن الاستراتيجي، حيث يدرك الطرفان أن الضرر على الجانب الآخر يمكن أن يساعد فعلاً في تأجيل الحرب المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها