الإثنين 2017/12/18

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

طائرات هجومية أميركية لحزب الله

الإثنين 2017/12/18
طائرات هجومية أميركية لحزب الله
تسليح حزب الله وإيران يشبه تسليح ستالين في العام 1947 (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

شكل إعلان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد عن برنامج مساعدات عسكرية أميركية للبنان بقيمة تبلغ أكثر من 120 مليون دولار، صدمة في إسرائيل والولايات المتحدة، فيما اعتبره البعض خدمة مجانية لحزب الله.

المساعدات التي تشمل ست طائرات هليكوبتر هجومية خفيفة من طراز MD 530G، وست طائرات من دون طيار من طراز Scan Eagle، بالإضافة إلى أحدث أجهزة الاتصالات والرؤية الليلية، تشكل وفق موقع جويش برس الإسرائيلي عامل قلق لإسرائيل، التي تعتبر أن "الجيش اللبناني أصبح جزءاً لا يتجزأ من حزب الله".

بسبب هذه المساعدات، سيستطيع حزب الله في المستقبل، وفق الموقع، أمر رجاله داخل الجيش اللبناني بقيادة تلك المروحيات إلى الجنوب اللبناني للمساعدة في المجهود الحربي ضد إسرائيل. وما يزيد الطين بلة، هو عدم امتلاك رئيس الوزراء سعد الحريري خطة لاستخدام معداته العسكرية الأميركية الجديدة لشن حرب ضد حزب الله. ولن يبذل جهداً لوقف هذا الجيش من الدخول إلى سوريا وخارجها. فالقوة الوحيدة التي يمكن أن تأمر الحزب هي إيران.

وجهة النظر الأميركية المحافظة عبرت عنها شبكة conservative review الإعلامية، التي اعتبرت أنه بصرف النظر عن حقيقة أن تسليح الجيش اللبناني الذي يوجهه حزب الله تُعتبر جنوناً، فإن فرضية تسليح أعداء أميركا لمحاربة داعش لا معنى لها. فحزب الله وإيران كانا دائماً تهديداً استراتيجياً أكبر للولايات المتحدة من داعش، وتسليحهما اليوم سيكون أقرب إلى تسليح ستالين من أجل محاربة الألمان في العام 1947.

ووفق الشبكة، تعرف الحكومة الأميركية تماماً ما تقوم به، لكنها تخادع الجمهور عمداً في التفكير بأن هناك جيشاً لبنانياً مستقلاً يعمل خارج سيطرة حزب الله. والآن بعدما تخلصت إيران وحلفاؤها من مشكلتهم مع داعش، وبدأوا يسارعون نحو حرب مع إسرائيل، تُزوّدهم الولايات المتحدة بأسلحة للحرب.

وتذكّر الشبكة بخداع الجنرال الأميركي جيمس جيرارد، وهو قائد العمليات الخاصة لقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، حول عدد القوات الأميركية في سوريا. فبعدما قال إن هناك 4000 جندي، قال متحدث باسم البنتاغون في المؤتمر الصحافي نفسه إن هناك 500 جندي فقط. ثم قيل للأميركيين بعدها عن وجود 2000 جندي. وهذا ما ينطبق تماماً على العمليات الخاصة على الحدود اللبنانية- السورية، والقتال جنباً إلى جنب مع حزب الله، حين حاولت القيادتان الأميركيتان العسكرية والمدنية، اللتان تواصلان سياسات إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إبقاء الحقيقة بعيدة من الجمهور. ففي آب 2017، أفاد موقع المونيتور أن "القيادة المركزية الأميركية اتصلت بقائد الجيش اللبناني وطلبت منه إنكار أي تعاون مع حزب الله، فالأمر يجب أن لا يكون علنياً".

ما هو محبط جداً، وفق الشبكة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفهم المشاكل الأوسع في السياسة الخارجية الأميركية الفاشلة، وقد قال لدى إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل: "لا يمكننا حل مشاكلنا من خلال تقديم الافتراضات الفاشلة نفسها وتكرار استراتيجيات الماضي الفاشلة نفسها. كل التحديات تتطلب نهجاً جديداً". لكن، المشكلة هي أن التفاصيل والفروق الدقيقة في تحالفات إدارته الأخرى تُضيّع عليه الفرصة وتناقض مبادئه العريضة. فحقيقة أن لديه أشخاصاً مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر يواصلون سياسات أوباما تعرقل كل مشاريعه السياسية.

المشكلة الأخرى، وفق الشبكة، هي الجدل داخل الكونغرس بشأن مشروع قانون تمويل الدفاع، من دون التطرق إلى ما تقوم به أميركا مع هذا التمويل وما هي مبادراتها الاستراتيجية ومن تسلح ومن هم حلفاؤها وأعداؤها ونوع التعاقدات العسكرية التي تسعى إليها، والتكلفة والنتيجة. لذلك، يجب على الحزبين الديمقراطي والجمهوري الإجابة عن هذه الأسئلة. فإذا لم تتمكن الولايات المتحدة من وقف تمويل حزب الله في مشروع الموازنة بسبب السياسات الخاطئة، التي مكنت داعش سابقاً من الحصول على أسلحة أميركية من المعارضة السورية، فهذا يعني فشل الكونغرس في نهاية المطاف بتمثيل الشعب الأميركي والانخراط في الرقابة الأساسية على البيروقراطية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها