الأحد 2017/11/05

آخر تحديث: 09:06 (بيروت)

فايننشال تايمز: الاستقالة فراغ سياسي وصراع مع إسرائيل

الأحد 2017/11/05
فايننشال تايمز: الاستقالة فراغ سياسي وصراع مع إسرائيل
لا يمكن حصر انعكاسات الاستقالة السلبية بتوترات سياسية داخلية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تتوجه أنظار العالم إلى لبنان، بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، السبت في 4 تشرين الثاني، لما لها من انعكاسات إقليمية خطيرة. فالاستقالة التي أعلنها الحريري من المملكة العربية السعودية، خلقت، وفق الفايننشال تايمز البريطانية، صدمات في بلد يكافح من أجل الحفاظ على استقراره في الوقت الذي تنحدر فيه المنطقة إلى حالة من الفوضى.

تؤكد هذه الخطوة، وفق الصحيفة، التنافس المتصاعد بين القوى الرئيسية في المنطقة، أي دول الخليج العربية بقيادة الرياض، وإيران. وقال إميل حُكيم المحلل الاقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجيَّة في لندن للصحيفة البريطانية: "من المغري القول إن السعوديين يريدون التصعيد وأخذ البلاد إلى حافة الحرب. لكن، الحقيقة أن لبنان كان بالفعل على منحدر نزولي. إذ كانت حكومة الحريري تفقد السيطرة على سياستها الخارجية وقضاياها الأمنية. وكانت تعمل كغطاء لحكومة يهيمن عليها حزب الله".

أصبح الحريري رئيساً لوزراء لبنان في أواخر العام 2016. وهو جزء من حكومة وحدة وطنية تضم حزب الله المدعوم من إيران، التي ازداد نفوذها في لبنان والمنطقة بسرعة على مر السنوات. ويقول النقاد، وفق الصحيفة، إن حكومة الحريري سمحت لحزب الله بتعزيز نفوذه داخل الحكومة اللبنانية في الوقت الذي وسع فيه حضوره ونفوذه في سوريا، من خلال القتال جنباً إلى جنب مع الرئيس السوري بشار الأسد.

إلا أن هذه الاستقالة لا يمكن حصر انعكاساتها السلبية بتوترات سياسية داخلية وتأجيل الانتخابات النيابية. فمخاطر الحرب باتت أكبر والوضع العام لا يبشر بالخير. وهذا ما يؤكده حُكيم. إذ إن "الاستقالة تخاطر بإعادة فتح فراغ سياسي في البلاد، وقد تعرضها لخطر أكبر من الصراع مع إسرائيل".

الصدمة التي حدثت جاءت، وفقاً للصحيفة، بعد استمرار إسرائيل بالقول إن حكومة الحريري لم تعد قادرة على العمل بشكل فعال بسبب الدور المتنامي للحزب في الحكومة، وبعد تزايد التوترات منذ سنوات بين الجانبين، خصوصاً أن إسرائيل كانت ترد عسكرياً على دور حزب الله في سوريا، وتوجه ضربات لشحنات الأسلحة. بالتالي، كل هذه العوامل تطلق جرس الانذار لاحتمال حدوث مواجهة جديدة.

ينقسم لبنان، كما سوريا، على أسس طائفية وسياسية، وبين القرب من السعودية أو إيران. وقد كافح البلد، وفق الصحيفة، من أجل تجنب الانزلاق في الصراع السوري، بعدما تعافى في العقد الماضي من أثار الحرب الأهلية. لذلك، تستنتج الصحيفة أن قرار الحريري التخلي عن السلطة يهدد بزعزعة استقرار البلاد، التي كانت تأمل معالجة اقتصادها المتعثر بعد سنتين من الفراغ في منصب رئاسة الجمهورية وغياب حكومة فاعلة ومأزق سياسي حاد بسبب الحرب السورية. وتستشهد بقول النائب وليد جنبلاط: "لبنان صغير جداً، وضعيف لتحمل العبء الاقتصادي والسياسي للاستقالة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها