السبت 2017/11/04

آخر تحديث: 01:33 (بيروت)

ماذا يفعل نصرالله والعاروري في غزة؟

السبت 2017/11/04
ماذا يفعل نصرالله والعاروري في غزة؟
هل هناك نية لدى حماس لمحاكاة نموذج حزب الله في غزة؟
increase حجم الخط decrease

يعكس اللقاء الذي عقد بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والقيادي في حركة حماس صالح العاروري، في 31 تشرين الأول 2017 في بيروت، في نظر إسرائيل، التعاون المتنامي بين الطرفين ضد تل أبيب، بموافقة إيرانية. وهو يحمل مؤشرات خطيرة على الوضع الإقليمي.

هذا اللقاء الاستفزازي، وفق مركز القدس الإسرائيلي للشؤون العامة، يظهر عدم اخفاء الحزب وحماس التعاون بينهما. فالعاروري، المسؤول عن النشاط العسكري لحماس في الضفة الغربية، بعد مغادرته تركيا ثم قطر، استقر قبل نحو أربعة أشهر في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى العشرات من نشطاء حماس.

ينقل المركز عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن العاروري، الذي أصبح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ينشئ فرعاً للحركة في مقر الحزب. وبالإضافة إلى تنسيق نشاطات حماس في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يبدو أن العاروري سيوجه نشاط الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة إلى جانب حزب الله.

تحليلات المركز الإسرائيلي تفيد بأن العاروري، الذي زار إيران مرتين في الأشهر الثلاثة الماضية على رأس وفد من حماس، يعتزم العمل بكثب مع حزب الله لبناء القوة العسكرية لحماس في غزة، وأن السيد نصرالله سيكون قادراً على توجيه الجناح العسكري لحماس بسبب علاقاته الوثيقة مع قادته. وفي ظل هذه الخلفية، حدث اللقاء الذي تم الإعلان عنه لمناقشة تداعيات تدمير الجيش الإسرائيلي نفقاً للجهاد الإسلامي، والحالة العامة في غزة، ومسألة تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية إلى جانب آثاره الإقليمية.

ويُفترض أن اللقاء ناقش فكرة قيام حماس بدور في غزة وفقاً لنموذج حزب الله في لبنان. فاتخاذ حماس قرارها الاستراتيجي بنقل السيطرة المدنية على غزة إلى السلطة الفلسطينية، من دون التخلي عن قوتها العسكرية، سيوفر لها الحرية في استثمار الموارد في بناء قوة عسكرية كبيرة، مثل حزب الله في لبنان، من أجل حرب مستقبلية مع إسرائيل.

وتعتزم إيران، وفق المركز، وضع إسرائيل بين مطرقة حزب الله في الشمال، وسندان حماس في الجنوب. فبعدما قام حزب الله ببناء قوته الصاروخية بمساعدة إيرانية، جاء دور الجناح العسكري لحماس، وبمساعدة من الحزب. ورغم أن كبار مسؤولي حماس ينكرون أي نية لمحاكاة نموذج حزب الله في غزة، ويقولون إنهم يريدون "تحقيق شراكة سياسية مع السلطة الفلسطينية بشأن قضية السلام والحرب"، فمن الواضح، كما يحلل المركز، أن هذا "الاحتيال يهدف إلى ارساء حقائق على الأرض".

نتائج هذا اللقاء، كما يلخصها المركز، تتركز حول عدم وجود أي نية لدى حماس لتفكيك جناحها العسكري أو نزع سلاحها. وبدلاً من ذلك، فإن عملية المصالحة تهدف إلى السماح لها بتعزيز قدراتها العسكرية. وستحصل حماس على مساعدة في هذا المسعى من حزب الله، الذي يتصرف في الوقت نفسه، بموافقة إيران، كوسيط بين القيادة الجديدة لحماس ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.

القلق الإسرائيلي المستجد من هذا التعاون لا يمكن الاستهانة به أو التقليل من حجمه. فبعد تحذيرها المستمر من خطر الحزب في الجولان، قد تستخدم تل أبيب هذا التعاون ذريعة لتبرير أي عدوان على لبنان، خصوصاً مع إشارتها إلى أن الضاحية الجنوبية ستكون مركزاً لألد أعدائها، أي حزب الله وحماس.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها