الجمعة 2017/10/27

آخر تحديث: 16:26 (بيروت)

الحريري يضبضب فضيحة أوجيرو

الجمعة 2017/10/27
الحريري يضبضب فضيحة أوجيرو
الجرّاح وجد نفسه محاصراً في الوزارة وأوجيرو (المدن)
increase حجم الخط decrease

لم يستفق وزير الاتصالات جمال الجراح فجأة على الفساد داخل هيئة أوجيرو أو وزارة الاتصالات. فهو في اتهامه المدير العام لأوجيرو، عماد كريدية، بالفساد وهدر المال العام ومحاولة استغلال منصبه لغايات شخصية، يهدف إلى تحقيق مكاسب، في الوزارة والشارع، تمهيداً للانتخابات النيابية.

فتح الجراح، الخميس في 26 تشرين الأول، ملفين كبيرين، لا يمكن فتحهما في الأحوال العادية من دون التنسيق مع رئيس الحكومة سعد الحريري، أو على الأقل مع مدير مكتبه نادر الحريري. فالجراح حاول التخلص من مستشاره نبيل يمّوت، المقرّب من آل الحريري وتحديداً من نادر الحريري، قبل أن يعود عن قرار فسخ العقد، بإخراجٍ يقضي بإبرام عقد جديد مع يمّوت ومستشار آخر، لم يكشف الجرّاح عن هويته. لكن، مصادر في الوزارة تشير، في حديث إلى "المدن"، إلى أن "الجراح لم يعيّن أي جهة استشارية جديدة".

الضجة التي افتعلها الجراح "استدعت تدخلاً من نادر الحريري، الذي لم يتمكن من حل الملف. فتدخّل سعد الحريري، وأعاد الأمور إلى نصابها بعد سجال بينه وبين الجراح". تتابع المصادر أن الخلاف بين الحريري والجراح "يعتبر جزءاً من الأزمة. فالطرفان يحاولان تمرير تعيينات لهما في شركتي ألفا وتاتش".

عليه، فإن الجراح وجد نفسه محاصراً من الحريري، من خلال يمّوت، الذي يعتبر الآمر الناهي في الوزارة، أم من خلال كريدية، الذي يثبّت أقدامه شيئاً فشيئاً في أوجيرو، خصوصاً أنه يقود عملية مشاركة أوجيرو في مد شبكات الفايبر أوبتيك إلى جانب شركة غلوبل داتا سيرفيسيس التي تتولى الجزء الأكبر من العملية. والشركة عبارة عن تحاصص بين مختلف أحزاب وتيارات السلطة. بالتالي، فإن إكتساب كريدية قوة داخل أوجيرو، إلى جانب قوة يمّوت، والخلاف مع الحريري، يضعف سلطة الجراح. وهذا الحصار يأتي في وقت يحاول فيه الجراح بناء قوة شعبية انتخابية في منطقة البقاع الغربي.

لكن، ما لم ينتبه إليه الجراح خلال فتح الملفات هو أن حديثه عن هدر المال العام يستدعي تحرّك النيابة العامة المالية، التي سارعت إلى طلب "توضيحات تتعلق بالاتهامات التي ساقها ضد المدير العام لأوجيرو".

"القضية انتهت عند هذا الحد"، تقول المصادر. فتدخل رئيس الحكومة أفضى إلى "توقف الجراح وكريدية عن الكلام في الملف، على أن تمتنع النيابة العامة المالية عن التحقيق الجدّي في تهم الفساد".

الخاسر الأكبر في هذه الحالة هو الجراح. فيمّوت بقي في الوزارة، وكريدية يتابع عمله، في حين أن ما حاول الجراح تمريره لتحسين صورته أمام الناخبين في البقاع لم يحصل. وفي المقلب الآخر، عرف الحريري من خلال هذه الأزمة أن الجراح لا يسير على خطى ثابتة ضمن تياره وتحت وصايته. ما يستدعي اتخاذ اجراءات مستقبلية، تحد من صعود نجم الجراح بإسم الإنجازات في وزارة الاتصالات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها