الأربعاء 2017/10/25

آخر تحديث: 11:47 (بيروت)

حرب صغيرة في حي السلم: ضد إزالة التعديات

الأربعاء 2017/10/25
حرب صغيرة في حي السلم: ضد إزالة التعديات
هذه الخطوات مازالت منقوصة (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

في إطار حملة إزالة المخالفات والتعدّيات في الضاحية الجنوبية لبيروت، توجهت بين الساعة الثانية والثالثة فجر الأربعاء، في 25 تشرين الأول، جرافة تابعة لبلدية الشويفات، بمؤازرة القوى الأمنية، إلى منطقة الموقف في حي السلّم، والتي تتبع لبلدية الشويفات وليس لإتحاد بلديات الضاحية، وعملت على إزالة المحال والبسطات المخالفة للقانون. ما دفع بعض المتضررين إلى حمل السلاح وإطلاق النار في الهواء احتجاجاً.

غادرت الجرافة والقوى الأمنية المكان وسط تجمهر المتضررين وعدد من المواطنين الذين توزّعت مواقفهم بين مؤيد لخطوة الاتحاد والمعارض لها. ورأي ثالث يؤيد الإلتزام بالقانون وإزالة التعديات، لكن "ليس بهذه الطريقة. فعلى الأقل يجب أن تتوصل البلدية إلى تسوية مع أصحاب البسطات كي يعوّضوا المال الذي دفعوه. ففي النهاية لديهم أطفال يطعمونهم من هذه البسطات"، وفق أحد المواطنين الموجودين في المكان.

الإعتراض على الطريقة "غير مبرَّر"، وفق مصادر متابعة للملف، فالجهات المعنية "وجّهت الإنذارات غير مرّة للمخالفين". وتشير المصادر في حديث إلى "المدن"، إلى أن "هناك قانوناً يجب تنفيذه، والبلدية تراعي المسألة المعيشية لأصحاب المخالفات عبر إنذارهم. وهذه الخطوة لم تأتِ فجأة، فإتحاد بلديات الضاحية، في المناطق التابعة لإدارته، أزال مخالفات في أكثر من مكان، وكان على المخالفين في حي السلم الإتعاظ والبدء بإزالة مخالفاتهم، لكنهم لم يفعلوا ذلك". كما أن "الحديث عن عائلات وأطفال يجب إطعامهم، يقابله وجود عائلات أصحاب المحال الشرعيين الذين يتضررون من وجود البسطات المخالفة. فالمخالفات تحجب الطريق عن المحال الشرعية. بالتالي، تقطع رزقهم ورزق عائلاتهم. فهل يجوز لأحد أن يقطع رزق الآخرين، بحجة أنه يريد إطعام عائلته؟".

وبين دخان الإطارات المشتعلة التي حرص بعض الشبان على تغذيتها عبر إحضار مزيد من الإطارات، باستخدام الدراجات النارية، تحوّلت إزالة المخالفات إلى نقاش بشأن المقاومة والإلتزام بمبادئ عاشوراء. فإحدى أصحاب البسطات المخالِفة، وقفت بين ركام بسطتها، تدعو الناس إلى "الاهتداء بالحسين والثورة على السياسيين الظالمين".

ووسط دخان الإطارات وهواتف المارّة الذين يصورون المشهد، عبّرت المرأة عن استيائها من نواب ووزراء حزب الله. فمن وجهة نظرها، هم "لا يهتمون لشعب المقاومة، بل يهتمون لمصالحهم الخاصة"، فهي قدّمت زوجها جريحاً في حزب الله، وغيرها قدّم الشهداء، "لكن يبدو أن هناك جرحى وشهداء بسمنة، وجرحى وشهداء بزيت"، وفق قولها.

تضع المصادر ما تقوله المرأة في خانة "فشة الخلق". وتستغرب "السرعة في زج أسماء سياسيين ورموز دينية، في أمور كإزالة التعديات أو تشريع قانون ما أو إبطال آخر".

وتعتبر المصادر أن "هذه الخطوات مازالت منقوصة، وتطبيق القانون في الضاحية لن يتحقق بين ليلة وضحاها. فالمنطقة اعتادت على الفوضى واستسهال المخالفات. لكن علينا البدء من نقطة معينة، لا أن نستسلم للفوضى".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها