الجمعة 2017/01/27

آخر تحديث: 00:53 (بيروت)

جيروزاليم بوست: قصة الحب بين حزب الله والأسد.. انتهت

الجمعة 2017/01/27
جيروزاليم بوست: قصة الحب بين حزب الله والأسد.. انتهت
إسرائيل هي الملاذ الأخير لحزب الله ضد النظرة السلبية له في العالم العربي
increase حجم الخط decrease

تنطلق صحيفة جيروزاليم بوست من العرض العسكري الذي نظمه حزب الله، في مدينة القصير، باعتباره رسالة عن "النفوذ العسكري والسياسي الهائل" للحزب في سوريا، وانطلاقاً من هذا الاستنتاج أجرت الصحيفة مقابلات عدة مع عسكريين سوريين منشقين ومحللين آخرين للاضاءة على خفايا الحرب السورية.

أحد الضباط السوريين المنشقين عن النظام، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال إن دور الحزب في سوريا بدأ قبل الحرب بسنوات. فبين عامي 2000 و2003 كان عناصر الحزب يمرون عبر نقاط تفتيش المخابرات السورية في وادي البقاع من دون تدقيق. و"في عام 2005، عندما انسحب الجيش السوري من لبنان، وكان الضابط في الضاحية الجنوبية لدمشق، رأى أعلام الحزب وصور أمينه العام السيد حسن نصرالله. وفي حمص أيضاً، تم انشاء العديد من المجتمعات تحت رعاية حاكم المحافظة، ضاهر يونس، الذي كان مقرباً من طهران.

وقد التقت الصحيفة العقيد  مصطفى أحمد الشيخ، الذي شغل منصب رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في بدايته ورئيس فرع الأسلحة الكيميائية وكان ضابط أمن المحافظات الشمالية للبلاد. يشرح ما جرى حين كان يشرف على العمليات العسكرية قائلاً: "عندما بدأت الثورة، كان جيش النظام مدمراً وغير قادر على التعامل مع المعارك الشرسة، فكان حزب الله أول منقذ للنظام"، واعتبر حماية النظام مسألة حياة أو موت.

أما رئيس مكتب قناة الميادين في فلسطين ناصر اللحام، فقال إن الحزب قرأ الوضع الجيوسياسي لسوريا بدقة، فعندما تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى لبنان، وعندما بدأت السيارات المفخخة تنفجر، ما أسفر عن مقتل العشرات من الضحايا، فهم اللبنانيون أن القضية السورية كانت في الواقع مسألة لبنانية. وفي ذلك الوقت، كان هناك خطر ملموس من انهيار لبنان. وهذا عمل لمصلحة حزب الله". أضاف أن الطريقة التي استخدمها الحزب لتسويق مشاركته في سوريا أمام الجمهور اللبناني كانت تحذر من التهديد الوجودي الذي تشكله الجماعات التكفيرية.

لكن قصة الحب بين حزب الله ونظام بشار الأسد وصلت إلى نهايتها في أيار 2013 كما تحلل الصحيفة، مستعيدة تصريحاً للناشطة الكردية روشن قاسم، نشر العام الماضي في صحيفة الشرق الأوسط، تقول فيه إن الحزب قرر القتال بشكل مستقل. وفي محادثات أجرتها قاسم، مع قادة عسكريين  انشقوا عن الجيش السوري قالوا لها إن الحزب كان مهتماً في السيطرة على سوريا "بما يتناسب مع تضحياته". ووفقاً للتقرير، فإن الحزب يعتقد أن الأسد كان على قيد الحياة بسبب دعم من مقاتليه فحسب، في حين أن النظام رأى الحزب كوحدة في الجيش السوري.

وتقتبس الصحيفة من كتاب حزب الله وسياسة المتعة... من الإرهاب إلى الإرهاب، للكاتب اللبناني فادي وليد عاكوم، قوله إن شهود عيان لبنانيين  يعيشون في الضاحية والجنوب والبقاع، أفادوا في عام 2015 عن بدء الحزب بتجنيد الشباب غير الشيعة للقتال في سوريا مقابل 500 دولار شهرياً، ومساعدة اقتصادية واجتماعية لذويهم، "وبسبب الوضع الإقتصادي الصعب في لبنان، انضم العديد من الشبان، إلى الحزب، وقاتلوا في سوريا.

وعلى نقيض الآراء في المقابلات التي أجرتها الصحيفة اعتبر العقيد السوري عماد راحيل، أحد كبار الضباط الذين انشقوا وساعدوا في تشكيل الجيش السوري الحر ويعمل حالياً معلقاً عسكرياً واستراتيجياً، أن فكرة حزب الله السوري قد دفنت وأن الحزب لن يحقق ما يخطط له على المدى الطويل.

ورغم المشاكل التي تواجه حزب الله، ترى الصحيفة أنه لن ينسى العدو في الجنوب. ففي عينيه إسرائيل هي دائماً الملاذ الأخير ضد النظرة السلبية له في العالم العربي، فهاجس الحزب مع إسرائيل يخدم لتذكير أنصاره ومعارضيه، أن مبدأ المقاومة التي نقشت على علما وفي خطب نصرالله تهديداته الحربية، هي لتذكير العالم العربي بأنه الوحيد الذي يمكن أن يؤذي إسرائيل في جبهتها الداخلية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها