الثلاثاء 2016/02/09

آخر تحديث: 10:04 (بيروت)

إسرائيل تتخوف من نتائج معركة حلب!

الثلاثاء 2016/02/09
إسرائيل تتخوف من نتائج معركة حلب!
السيطرة على حلب يعني انتقال الحزب الى الجنوب!
increase حجم الخط decrease

تنظر اسرائيل بقلقٍ كبير إلى تقدم "حزب الله" والحلفاء في محور الممانعة على جبهة حلب، بما تعتبره قلباً للموازين العسكرية، ونهاية لحرب الاستنزاف التي تريدها ان تستمر طويلاً. وعلى الرغم من بعد حلب عن حدود إسرائيل جغرافياً، إلا أن المخابرات الإسرائيلية تتابع ما يجري عن كثب لما تصفه بانقلاب المعادلة لصالح محور إيران - "حزب الله".

بعد ست سنوات من الحرب السورية بدأت اسرائيل تلمح لإمكانية الحسم في الميدان السوري - بعد أن كانت تستبعد سابقاً مثل هذا التطور - وتراقب إعلام الحزب الذي يحتفل بالتقدم الأخير في الريف الشمالي لحلب، بشكل غير مسبوق، خصوصاً ان مصادر الحزب تعتبر عبر "المدن" ان حصار المدينة، وسقوطها، والوصول إلى الحدود التركية، هو مسألة وقت، يستطيع بعدها الحزب والحلفاء الاطمئنان الى أن المعركة قد حُسمت.

والخوف من ان يعزز التقدم الأخير من قدرة الحزب على اتخاذ اجراءت ضد اسرائيل يشكل هاجساً في الدولة العبرية، إذ تصف صحيفة "هآرتس" التطورات الأخيرة بأنها ليست مجرد ترسيخ لنظام الأسد، ولكن يمكن أيضا أن تعزز مكانة الحلفاء، وتؤثر في نهاية المطاف على الوضع على الحدود السورية مع اسرائيل، في هضبة الجولان، وتكسر حرب الاستنزاف بين القوى المتصارعة. وتضيف الصحيفة أن القيادات العسكرية الإسرائيلية لا تتوقع استسلاماَ سريعاً للمقاتلين المعارضين في حلب، نظراَ لحاجة النظام و"حزب الله" لقوات كبيرة، لكن الدعم الإيراني والروسي قد يساعد بشكل كبير.

وتنقل "هآرتس" عن الخبير الأميركي في الشؤون السورية فريدريك هوف ان بوتين ربما لديه خطة واضحة منذ وقت طويل. وقد جهز تدخله في سوريا لتقسيم البلاد إلى منطقتين واحد تحت سيطرة قوات الأسد و"حزب الله"، وأخرى تخضع لحكم تنظيم "داعش"، في حين يتم القضاء تدريجياً على جميع الجماعات المتمردة الأخرى، ويتم تخيير الغرب بين "داعش" والأسد ليتمكن الأخير من البقاء على قيد الحياة.

لكن الأبرز في قراءة "هآرتس" لجهة أمن إسرائيل، أن  النصر في حلب قد يقنع "حزب الله" بزيادة جهوده في جنوب سوريا، في درعا ثم غرباً باتجاه مرتفعات الجولان، خصوصاً أن اي اشتباكات عنيفة بين قوات الحزب والثوار في الجولان، ستقوض استقرار الحدود السورية - الإسرائيلية، ويمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى وجود أكبر لـ"حزب الله" والحرس الثوري الإيراني على حدود إسرائيل.

ووفق الصحف الإسرائيلية فإن وقوع حلب تحت سيطرة طهران و"حزب الله"، وليس نظام الأسد، بات وشيكاً، وفق موقع "التايمز اوف اسرائيل"، وبالتالي فرض النفوذ على الجزء الشمالي الغربي بأكمله من سوريا مع ما يمكن لذلك أن يشكل نقطة تحول في الحرب إذا تدخلت المملكة العربية السعودية، ودعمت المتمردين المناهضين للأسد، على الرغم من استبعاد اسرائيل لقيام المملكة بهذه الخطوة حالياً، وهذا يعني أن الحزب سيسيطر على أجزاء كبيرة من سوريا، وسيتمكن في "المستقبل" من إقامة معاقل من شأنها أن تهدد إسرائيل، سواء في شمال غرب سوريا، أو في منطقة درعا بالقرب من الحدود.

وفي السياق ذاته، تنقل صحيفة "إسرائيل اليوم" أجواء القلق والذعر بين المسؤولين الإسرائيليين حول إمكانية أن ينتصر نظام الأسد و"حزب الله" حلب بمساعدة روسية وإيرانية، الأمر الذي يجعل في نظر المتشددين الإسرائيليين، حلب دمية إيرانية وسيطلق يد "حزب الله" في المنطقة.

ويحذر وزير البنية التحتية والطاقة والمياه الإسرائيلي يوفال شتاينيتز في حديث صحافي من الانتصارات التي تشكل تهديداً طويل الأمد لإسرائيل، حيث سيصبح الحزب أكثر تسليحاً، وقد تضطر إيران لإبقاء وجود عسكري دائم في سوريا، ووضعه على الحدود الإسرائيلية، وخصوصاً على مرتفعات الجولان التي تطل على  إسرائيل.

لكن، وعلى الرغم من القلق الإسرائيلي، إلا أن البعض يربط التطورات الأخيرة، بتهديد أشمل للمنطقة،  اذ تشير "إسرائيل اليوم" إلى أن تهديد إيران و"حزب الله" سيطال قبرص وتركيا بعد أن تثبت إيران وجودها على البحر الأبيض المتوسط.

ونالت الإدارة الأميركية حصة من الإنتقادات الإسرائلية. وأذاعت "صوت إسرائيل الثانية"  تقريراً يفيد أن حلفاء المتمردين السوريين قد تخلوا عنهم، وأن سقوط حلب سيمثل نهاية أي تهديد للنظام و"حزب الله"، خصوصاً  أن الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري تخلوا عن المعارضة لصالح روسيا التي سمحت لـ"حزب الله" بتوسيع نشاطاته، ما احرج تركيا، لأن المواجهة أصبحت مباشرة مع حليف إيران الأقوى الذي سيوجه اهتمامه بعد سقوط حلب إلى جنوب سوريا ومرتفعات الجولان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها