الثلاثاء 2016/02/16

آخر تحديث: 08:11 (بيروت)

الحريري – ريفي في مواجهة حلف طرابلس الثلاثي

الثلاثاء 2016/02/16
الحريري – ريفي في مواجهة حلف طرابلس الثلاثي
المستقبل يستعدّ لخوض معركة الإنتخابات البلدية
increase حجم الخط decrease
لن تكون إقامة الرئيس سعد الحريري في بيروت سهلة عليه أو بالنسبة إليه، خصوصاً أنه أمامه العديد من الملفات التي تحتاج إلى تسوية أوضاعها، لا تبدأ بالإستحقاق الرئاسي ولا تنتهي بالإنتخابات البلدية المقبلة بعد أشهر قليلة، والتحديات التي تفرضها في أكثر من مدينة وقرية، لعل أبرزها معركة كسر العظم في مدينة طرابلس.


استبقت عودة الحريري، بإعلان الثلاثي الطرابلسي المناهض له (الرئيس نجيب ميقاتي، والوزيرين السابقين محمد الصفدي وعمر كرامي)، عن تحالف إنتخابي في الإنتخابات البلدية المقبلة، بالتزامن مع خضة الخلاف، في الشارع الطرابلسي، بين الحريري ووزير العدل أشرف ريفي على خلفية الموقف من إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي.


سارع الحريري إلى تلقفّ الموضوع. لم يكن تقبيله لريفي بطريقة حارة، بالإضافة إلى مصافحته النائب خالد الضاهر، وعدد من مشايخ الشمال، ومن بينهم أعضاء في هيئة العلماء المسلمين، سوى تأكيد من الحريري على أن "الرسالة وصلت"، وبدأ زمن الوصل وترميم جبهة "المستقبل" شمالاً.


ينطلق التحالف الثلاثي من مبدأ الرهان على تململ شارع "المستقبل"، على الصعيدين السياسي والخدماتي، لكن على ما يبدو أن الحريري يأخذ كل الأمور في الحسبان. وفي اليوم الأول من وجوده في بيروت أصرّ على استقبال مختلف كوادره في الشمال، للبحث في آخر التطورات والإحتياجات هناك، وفي السياق اتى اللقاء مع ريفي والنائب أحمد فتفت. وتشير مصادر "المدن" إلى أن "الهم الشمالي" سيكون في أولوية سلّم اهتمامات الحريري بالإضافة إلى الهم البقاعي بعد حدوث بعض التصدّعات.


في السياق العام للإستحقاقات البلدية، غالبا ما كان تيار "المستقبل" يتجنب خوض معارك طاحنة في المدن الكبرى، فمثلاً في الإنتخابات الماضية حرص على إنتخاب بلدية توافقية في طرابلس، لكن بعض الأمور تتغير اليوم، خصوصاً أن "المستقبل" يعتبر أن وضعه في صيدا، وفي بيروت "مقدور عليه"، على حدّ تعبير أحد قيادات "التيار"، اما طرابلس فهي ذاهبة إلى معركة طاحنة.


تسلّم مصادر "المستقبل" أن رجاحة الكفة في طرابلس يميلها ريفي، خصوصاً أنه نجح في المرحلة الماضية في خرق صفوف مناصري ميقاتي وكرامي والصفدي، بالإضافة إلى قربه من أبناء المناطق الفقيرة، وبعض الشبان المتحمّسين، والذين لا يجدون في "المستقبل" استجابة لطموحاتهم وتطلّعاتهم. وبالتالي تؤكد المصادر أن مصالحة الحريري وريفي العلنية هي أكبر رسالة لجهة وحدة الصف، ودليل على خوض المعركة الواحدة سويا، وتعتبر أن التحالف الثلاثي لن يحالفه الحظ طالما أن ريفي والحريري على وئام، لأنهما قادران على تجيير أكثر من 65 بالمئة من الأصوات بالحد الأدنى.


وعلى الرغم من ذلك، لا تنفي مصادر "المستقبل"، بأن التيار حاول سابقاً التقارب مع كرامي وإبقاء الخطوط مفتوحة مع الصفدي، وجرت مداولات لأجل التلاقي إنتخابياً، لكن ذلك لم يحصل لأسباب عديدة، أولها ضغط ميقاتي عليهما، وثانيهما الإستجابة لمطالب "حزب الله" الذي يريد شق الصف الطرابلسي، والدخول في معركة تحجيمية مع "المستقبل" عبر هذا الثلاثي.


أما على صعيد المناطق والقرى الشمالية، تؤكد مصادر "المستقبل" أنه لن يتدخل في بلدات يكون التنافس فيها بين لوائح مقربة منه لأنه لن يكون متضرراً، وهذا الأمر ينطبق على كل الأراضي اللبنانية، ومن بينها عكار، باستثناء بعض المناطق التي تحتاج إلى توافقات أو تنسيق مع بعض التيارات السنية، مثل "الجماعة الإسلامية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها