الأربعاء 2016/12/28

آخر تحديث: 01:50 (بيروت)

نفايات كفرنبرخ تتلف التفاح

الأربعاء 2016/12/28
نفايات كفرنبرخ تتلف التفاح
يبدو أن معظم الأهالي يرفضون إقامة المكب لغياب الثقة
increase حجم الخط decrease

يواجه نادر نصر مشكلة تلف نحو 50 شجرة سنوياً، بسبب انزلاق عصارة النفايات، منذ عامين، في عقار محاذٍ لبستانه في كفرنبرخ، بحسب ما خلص إليه خبراء البيئة بعد فحوص مخبرية أجريت على التربة والأشجار معاً، ليتبين وجود فيروس في التربة مجهول المصدر.

يروي نصر حكاية البستان الذي يبعد عن المكب نحو 150 متراً، وتبلغ مساحته نحو 10 آلاف متر2 ويحتوي على 1400 شجرة تفاح وأنواع أخرى من الفاكهة. وكان قد بدأ زراعته بالتفاح منذ أربع سنوات حين أعاد تأهيل العقار، قبل حصوله على قرض كفالات لزراعة أنواع أخرى من الشجر منذ عام ونصف. وفي حين فر أصحاب البساتين من المنطقة بعدما أصيب زرعهم باليباس نتيجة عدم وصول المياه إليها بعد انزلاق التربة، بقي مشتل الزهور صامداً مع نصر.

لكن نصر تفاجأ العام الماضي باصفرار أوراق الشجر في البستان ويباسه في أقل من خمسة أيام، وفق ما قال لـ"المدن". ليتبين مؤخراً أن عصارة النفايات هي المشكلة، حيث اختار المجلس البلدي السابق المشاع الذي ترمى فيه النفايات ويستخدم منه نحو 2000 متر تقريباً، مكاناً لجمع النفايات منذ إقفال مطمر الناعمة، وقد جرى ردمها أكثر من مرة. لكن طبيعة التربة وانزلاقها سمحا بانزلاق النفايات كما العصارة إلى الأسفل، لاسيما حين يهطل المطر، ما يتسبب بتلف الأشجار.

وإذا كان نصر متخوفاً من خسارة مشروعه كاملاً وأمواله بسبب النفايات، فإن هذه الحالة ليست فردية. وما حال دون تضرر آخرين هو عدم استثمارهم أراضيهم هناك. فالنفايات وأزمتها المتراكمة ستكون وخيمة على أطراف أخرى، وربما يكون أثرها الأكبر هو تلوث المياه الجوفية، ولاسيما أن المكب معرض للإنهيار نتيجة عدم ثبات الصخور الرملية، وفي حال تمرير مشروع تحويل هذا العقار مكباً مؤقتاً لعوادم السويجاني. ورغم بناء حائط دعم لمنع الإنهيار والإنزلاقات، يبدو واضحاً وجود انحدار حاد للردميات وتكسرات في أعلى الحائط.

وفي هذا السياق، خلص تقرير أعدته إحدى الشركات الإستشارية لدى مجلس الإنماء والإعمار إلى أن طبيعة الأرض تسمح بمنع تسرب النفايات إلى المياه الجوفية والينابيع، ما سيحول دون مرور الملوثات السطحية نحو المخزون الجوفي. لذلك، لا مشكلة في إقامة موقف عوادم النفايات، علماً أن الخبير الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي كان قد حذر من إقامة المكب في المكان الذي تم تحديده لسهولة انسياب العصارة إلى المياه الجوفية والينابيع. واللافت أن زعاطيطي يؤكد، في حديث إلى "المدن"، أن الموقع الذي يتحدث عنه التقرير والموجود على الخريطة هو موقع خاطئ والتفاصيل التي تضمنها التقرير غير جيولوجية. ما يعني أنه لا يمكن أخذها في الإعتبار.

وكانت بلدية كفرنبرخ دعت الأهالي إلى اجتماع للبحث في أمر المكب. ويبدو أن معظم الأهالي يرفضون إقامته لغياب الثقة في الحكومة وبإدارة ملف النفايات، وفق مصادر مطلعة. وبينما يتخوف الأهالي من تكرار تجربة مطمر الناعمة، تبين أن العرض الذي حصلت عليه البلدية لاستثمار هذا العقار من طريق مجلس الانماء والإعمار قُدم من شركة جهاد العرب، الذي يبدو أن لديه مصلحة في ذلك. فكيف سيقرأ الأهالي هذا الطلب؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها