الجمعة 2014/10/03

آخر تحديث: 16:45 (بيروت)

طرابلس: الأهالي يعرفون "الخلية الإرهابية" بالأسماء!

الجمعة 2014/10/03
طرابلس: الأهالي يعرفون "الخلية الإرهابية" بالأسماء!
هناك مجموعة خطيرة اخرى (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

ليس جديداً على أهل طرابلس ما قاله قائد الجيش جان قهوجي. الجميع يعرف بوجود خلية "إرهابية"، وهم اكثر من ذلك يتناقلون اخبار هذه المجموعات التي تتمدد بشكل او بآخر ولو بتأثير بطيء ومحدود.

يعرف الناس ما يجري في الشارع والاحياء، وما يحاك في الظلمة ايضاً. يطلقون حذرهم بخجل، لكن هذا الحذر لم تستجب له القوى الامنية بالشكل المطلوب، او كما يؤكد شيخ سلفي لـ"المدن": تعاملت الاجهزة الامنية مع الامر بتساهل وخبث ايضاً، مضيفاً "انها استفادت وتستفيد وستسفيد من وجود وتنامي هذه المجموعات، ويستفيد من ورائها جميعا حزب الله وآل عيد في طرابلس، خصوصا ان الرائحة تخرج من باب التبانة عادة".

لكن هذه المرة ما قاله قائد الجيش علناً له دلالته. فبعد 4 أشهر من وجود ملفات ومعلومات عن هذه الخلية لدى الاجهزة الامنية كافة، تحركت الدولة في تصريح خجول يؤكد انهم يتعاملون معها برصد وحذر.

هؤلاء يعرفون ان التبانة تأوي مجموعة من المسلحين، خطرهم قد يتطور ويصبح اجتثاثهم شبه مستحيل، الا في فرض حل عسكري قد يشبه سيناريو عرسال، لكن له خطورة اكبر على السكان لعوامل كثيرة ليس اقلها جغرافية المكان المزنر بأحزمة بؤس متشابكة، قد تورط الجيش في معارك لا يمكن الخروج منها.

يتعامل أهل المدينة مع أخبار هذه المجموعات (يتوزع بعضها بيت التبانة والقبة وباب الرمل والبداوي والمنكوبين) بجدية عكس ما كانت تتعامل معها القوى الامنية، التي تجاهلت كل ردود الفعل والبيانات والتحذيرات التي اطلقها مشايخ وناشطون اضافة الى سكان الاحياء المتضررين مباشرة من وجود هؤلاء المسلحين الذين ينتمون فكراً وقلباً الى "داعش"، ويفرض بعضهم صورة ما على الاحياء التي يتواجدون فيها.

يعرف الناس اسماء هؤلاء فرداً فرداً. يلتقون ببعضهم في سوق الخضار او في سوق القمح وبين احياء القبة نزولا من سكة الشمال. يعرفونهم وهم ينتقلون ليلاً او فجراً عبر "موتسيكلات" صغيرة. منهم من يزور عائلته ومنهم من يذهب الى القلمون او عكار او الضنية، لكنهم يعودون حتماً الى ملجئهم في التبانة، داخل مسجد كان يغطيه ايضا الشيخ سالم الرافعي قبل سفره، والذي بدا على خلاف مع تيار المستقبل والسعودية التي امرت باجتثاث دوره بعد حوادث عرسال وما حصل مع هيئة علماء المسلمين.

المجموعة المؤلفة من 56 شخصاً يرأسها مطلوبان اثنان الى العدالة: اسامة منصور وشادي مولوي، لكن أيضاً هناك مجموعة خطيرة اخرى هي اخطر من هذه المجموعة وتوازيها حجماً وهي مسلحة ومدربة، ولو بتدريب بدائي، متواجدة في البداوي والمنكوبين وتعيش بين الاهالي، ويصعب رصدها وهي تتبع لشخص من آل إيعالي وهذا الشخص هو على عداء مع هيئة العلماء المسلمين، التي يبدو ان دورها تراجع ولم يعد لوجودها سوى هيكل خارجي.

يتخوف مشايخ كثر على تماس بالحركة السلفية وعلى تواصل مع تمدد هذه الخلايا "المرتدة" حسب وصفهم. يعتبرهم المشايخ "فتية خارجون عن سلطة الدولة"، اذ يعترف سلفيو الشمال انهم "مريدون طيّعون للدولة واجهزتها". لكن ما قدّر وحصل، جاء بشكل مدروس بعد القاء القبض على الشيخ حسام صباغ. ويعتبر شيخ سلفي لـ"المدن" ان وجود الصباغ كان منع تطور نمو هذه الخلايا او على الاقل كان ابقاها تحت ناظريه"، مضيفاً ان القوى الامنية اخطأت (قصدا ربما) في القاء القبض عليه وحبسه وهو الذي كان يلعب دوراً قويا في ضبط الصف السلفي وغضب الشارع السني طرابلسياً".

يتخوف الشيخ من "تنامي دور هؤلاء لا سيما انهم صاروا قادرين على استعطاف بعض رجال الدين والسياسة، وما زيارة النائب السابق مصباح الاحدب الا صورة عن ما تؤول اليه الامور"، محذرا من "كسر شوكة الدولة، التي صارت صورتها مهزوزة بعد ما جرى من تطورات امنية وما يحصل من اعتداءات امنية على الجيش ونقاطه ومراكزه (البداوي مؤخراً)".

يقول الشيخ: تعاطي الدولة يجب ان يكون مدروساً وبشكل حكيم. ومن الضروري الحسم لكن بشكل لا يؤثر على المدينة التي قد تتفجر بحركة هؤلاء التي لا يمكن احتواؤها لانهم ببساطة شبان موتورون ومأخوذون بأجندة هدفها الزعزعة والتخريب"، مشيراً الى ان "دور رجال السياسة في طرابلس ورجال الدين هو الاجماع على الجيش والابقاء على كلمة سواء في رفض هذه المجموعات، مع الابقاء على حلول ومفاوضات لاخراجها ومن هذه الاحياء من دون اي اضرار بالناس والسكان الذين انهكوا بمعارك سابقة وباهمال مزمن". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها