"لبنان فقَد عقله"

لطالما كان سعيد عقل محط جدل بين اللبنانيين، فهو الشاعر الذي أثارت فلسفته ومواقفه وإيديولوجيته تجاذباً كبيراً في الآراء والنقاشات. وكما في حياته، أعاد سعيد عقل برحيله، إشعال الجدل عينه، والذي تمثّل اليوم بشكل ملحوظ في مواقع التواصل الاجتماعي. وفيما نعاه جزء من المستخدمين، ممن اعتبروا أن "لبنان اليوم فقد عقله"، أعاد آخرون التذكير بمواقف عقل السياسية، خصوصاً ضد الفلسطينيين.

"خسرنا أحد عمالقة الشعر"، يقول ناشط في "تويتر"، ليضيف آخر قائلاً "بالأمس فقد لبنان صباحه واليوم فقد عقله"، ويودّع مستخدم آخر "الزمن الجميل". وضمن هاشتاغات #سعيد_عقل و #رحيل_سعيد_عقل، عبّر ناشطون وفنانون وإعلاميون وسياسيون عن حزنهم لرحيل الشاعر، مستذكرين بعضاً من قصائده خصوصاً تلك التي غنتها السيدة فيروز. فامتلأت صفحات "تويتر" و"فايسبوك" بصور وقصائد لسعيد عقل مرفقة بروابط لأغنيات فيروز.

في المقابل، اعتبر مستخدمون أن حدث رحيل الشاعر سعيد عقل، هو فرصة لاستذكار مواقفه السياسية والايديولوجية خصوصاً تجاه الفلسطينيين. وفيما تمّ تداول الفيديو الذي يظهر فيه عقل وهو يطالب "بتنظيف لبنان من آخر فلسطيني" والذي يعتبر من خلاله بأنّه "مع دخول الجيش الاسرائيلي على لبنان، كان يجب على كل لبنان أن يهبّ ليقاتل معه"، اعتبر أحدهم أن سعيد عقل "أضاع فنّه بسبب هذه المواقف"، وأضاف آخر"أليس هو نفسه الذي كتب (قصيدة) سيف فليُشهر (وغنتها فيروز)؟ انفصام شخصية". وبين الهاشتاغات عينها، ترواحت تعليقات المستخدمين بين من اعتبر أن "سعيد عقل عدو العرب وعدو الفلسطينيين المرحّب بالغزو اليهودي في لبنان"، و"سعيد عقل يهودي أكثر من اليهود" و"سعيد عقل هو الوحيد الذي إذا نعاه أفيخاي أدرعي يكون صادقاً مع نفسه".

لكن مواقف سعيد عقل لم تمنع البعض من الفصل بين من يعتبرونه "شاعراً عظيماً" وبين مواقفه السياسية التي لا يتفقون معها، معتبرين أن "الخلط بين السياسة والشعر هو أمر غير منطقي". فبالنسبة للإعلامي جمال الخاشقجي فإنّ "سعيد عقل مثير جداً للجدل، وهكذا هو المفكر، يطربك أدبه وتغضبك مواقفه السياسية وتخبرك أفكاره ولكنه يبعث على الاحترام". وعلّق أحد المستخدمين بالقول "شاء من شاء وأبى من أبى، سيبقى سعيد عقل من الرموز اللبنانية التي شخصياً أفتخر بها، ومن ركائز الأدب العربي".