الخميس 2015/03/26

آخر تحديث: 19:49 (بيروت)

#عاصفة_الحزم تهب على اللبنانيين

الخميس 2015/03/26
#عاصفة_الحزم تهب على اللبنانيين
increase حجم الخط decrease
عند كل منعطف اقليمي، يبدو لبنان، بانقساماته السياسية، وتشظي مواطنيه بين المحاور، شريكاً ومرحباً ومديناً ومتفاعلاً بالحدث. "لكي تعرف ماذا يحصل في لبنان، عليك أن تعرف ماذا يحصل في سوريا والعراق واليمن وروسيا وأميركا والبرازيل..." ذلك التعليق ليس نكتة لبنانية، بقدر ما تجسد واقعاً، يمكن الإستدلال إليه، من حجم التفاعل الإلكتروني مع الحدث اليمني.

ولبنان الذي يقف على منعطف المتغيرات الإقليمية، والمحاور، يسأل عن مصيره. قلة قليلة تساءلت عن انعكاسات الحدث على لبنان، سياسياً او أمنياً. الأغلبية الساحقة، أكدت انقسام اللبنانيين. رحالهم الذي لم يحط بعد، لا في عدن، ولا صنعاء، ولا الرياض ولا طهران. هشاشة الإنسجام الوطني اللبناني، تجعل عقده الإجتماعي، قابلاً للإنفراط عند أي حدث، كما الحدث اليمني الذي يؤرخ لمرحلة أخرى من النزاع اللبناني، والإنقسام الذي يغذيه التشظي الإقليمي.

لم يكن خبر الضربات العسكرية التي شنتها الدول المشاركة في التحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، بالحدث العادي، الذي أشعل مواقع التواصل عربياً وعالمياً، حيث تجاوز تداول هاشتاغ #عاصفة_الحزم الـ 2 مليون مشاركة، بعدما تفاعل سياسيون وإعلاميون ونشطاء في "فايسبوك" و"تويتر" للتعليق على الحدث، باعتباره "يحمل أبعاداً إقليمية"، على الرغم من الانقسام في المواقف والآراء والذي تمظهر عبر إطلاق ناشطين هاشتاغات عديدة أبرزها #الحرب_على_الحوثيين و#اليمن_تشكر_الملك و#العدوان_السعودي_على_اليمن.

وإلى جانب الاهتمام العربي، كان لافتاً التفاعل اللبناني الكثيف في مواقع التواصل مع هذا الحدث، حيث غصّت مواقع التواصل بتعليقات ونقاشات حول استهداف الحوثيين، فيما لجأ البعض إلى السخرية للتعبير عن موقفه من الغارات السعودية سواء بالمديح أو الاستنكار. وهو ما بدا متوقعاً في ظل الانقسام اللبناني المعتاد حول الصراعات الجارية في المنطقة إلى جانب انقسامهم المعهود حول القضايا المحلية.

هكذا، حافظ اللبنانيون على انقسامهم، حيث اعتبر جزء منهم أن الغارات على الحوثيين هي "عدوان"، متماهين بذلك مع موقف حزب الله الذي أعلن عنه قبل ساعات. البيان، أزال أي إحراج للتصويب على التدخل الخليجي. توعد البعض بالقول إن "اليمن محرقة آل سعود"، فيما ذهب آخرون الى أدلجة المعركة: "كهنة معبد التعاون الخليجي يعلنون رسمياً الحرب على اليمن"، يقول مغرد آخر!

الموقف المندد بالضربة السعودية قابله موقف لبناني معاكس، رحب بالضربة وثمنها. وعلّق أحد النشطاء قائلاً "ليسقط 7 أيار اليمن"، إلى جانب من حيّا سلاح الجو الملكي السعودي "الذي يقصف الميلشيات الانقلابية الحوثية في اليمن" بموازاة تداول أغنية "بيرق التوحيد" التي غناها الفنان محمد عبده للجيش الملكي السعودي العام الماضي. وبالنسبة لأحد الناشطين اللبنانيين فإنّ "اليوم أحلى نهار وأحلى صباح، لما أخيراً فينا نقول: العرب 1 - إيران 0"، مضيفاً بالقول: "الملك سلمان عم بغنيلو لسليماني، هش هش يا ديك الفرخة دي مش ليك". بينما تساءل آخر "هل يسعى أوباما إلى إرضاء السعودية (في اليمن) وإقناع إيران بالاكتفاء بثلاث عواصم عربية، بغداد وبيروت ودمشق، دون صنعاء؟".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها