الجمعة 2014/11/21

آخر تحديث: 15:37 (بيروت)

إعلانات الإستقلال: "بلد واقع بنقطة"

الجمعة 2014/11/21
increase حجم الخط decrease

لا تكفي الصور التي تؤكد تضحيات الجيش اللبناني، لتجسيد معاني عيد الإستقلال هذا العام. فالأزمات السياسية المرافقة، وفي مقدمها غياب رئيس للبلاد وتمديد البرلمان لنفسه، كافية لوسم العيد بمعاني التعثر في البلد. وإذا كانت هذه التطورات المحلية غابت عن أذهان المعلنين المحتفين بالعيد، فإن ناشطي واقع التواصل الإجتماعي ذكروا بها، وأضافوا اليها أزمات الغذاء الدواء والفقر وغياب الخطط الحكومية عن مراعاة مصالح المواطنين، ما يجعل العيد منقوصاً.

"بلد واقع بنقطة"، تقول إحدى الصور التي انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي، بعد إنزال نقطة من حرف القاف الى أسفل كلمة "إستقلال". بات الإستقلال "إستغلالاً"، و"الوقوع بالنقطة" يذكّر بمرض الصرع وفقدان التوازن والتخبط. فالعيد تحيط به عشرات التطورات الداخلية والخارجية التي تجعل منه إستقلالاً منقوصاً. وعليه، أُفرغ العيد من مضمون كان يجب أن يتضمنه. حتى الشركات الإعلانية، التي لم تغب عن المناسبة، جيّرت معاني العيد الى رمزية سياسية محقة. "بعيييد الإستقلال"، في إشارة واضحة الى أن العيد بعيد، رغم اعتلاء العلم اللبناني زجاجة بيرة. ويأتي التذكير النقدي بالعيد، تكريساً للالتزام بالتذكير بالمناسبة التي تغيب عن القصر الجمهوري، بسبب غياب للرئيس، كما تغيب الاحتفالات المرافقة لها، أهمها العرض العسكري المركزي، كما درجت العادة منذ العام 1992.

ولا يأتي العيد على جيش يتمتع بأفضل أحواله. فالجيش الذي خاض معارك ضد الإرهاب في غير منطقة لبنانية، وشيّع العديد من شهدائه، تغيب عنه مظاهر الإحتفال الفرح بالمناسبة. نحو 12 عسكرياً من جنوده، لا يزالون في الأسر لدى جماعات متشددة... ما يجعل معاني العيد بالنسبة اليه، محصورة في التضحيات، وهو ما أكده في الإعلان الرسمي لعيد الإستقلال. ويضاف الى مقطع الفيديو الذي يجسد عنواناً بصرياً آخر، يتمثل في تصوير آلية للجيش ترابض على الحدود الشرقية، في إشارة الى وجهة المعركة مع الإرهاب. وتحيل الصورة وظيفة الجيش الى القتال مجدداً، خلافاً للإعلانات في السنوات السابقة التي كانت تظهر الجيش مساعداً إجتماعياً بما يتخطى التفرغ للقتال، ما يثبت أن التضحيات هي الوجهة الوحيدة له هذا العام.

تتنوّع الإعلانات والصور في مواقع التواصل الإجتماعي. تكثر الإنتقادية منها، حتى بات الإستقلال فرصة للتذكير بأزمات البلاد، كون مفهومه يرتبط بالسيادة الحقة. منذ وقت طويل تحمل الإعلانات هذه المعاني الإنتقادية، ولعل أبرزها ما ورد في التسعينيات حيث حمل الإعلان كلمة "إستقلا" منقوصة من حرفة الـ"لام"، في إشارة الى الإحتلال الإسرائيلي للجنوب آنذاك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها