السبت 2024/04/13

آخر تحديث: 00:22 (بيروت)

إسرائيل تبحث عن رد إيران في الصحافة الأميركية...والسوشال ميديا

السبت 2024/04/13
إسرائيل تبحث عن رد إيران في الصحافة الأميركية...والسوشال ميديا
تصورات إعلامية متخيلة لضربة تطاول مطار بن غوريون (إعلام إسرائيلي)
increase حجم الخط decrease
يبدو أن إسرائيل تستثمر كل وسيلة قد تساعدها في التنبؤ بماهية ردّ إيران على استهداف قنصليتها في دمشق، وشكله، وحجمه، حتى لو كان ذلك برصد كل منشور إيراني، وباللغة الفارسية، في مختلف منصّات السوشال ميديا.

وهنا، سارعت صحيفة "معاريف" العبرية إلى نشر خبر قالت فيه إن نشطاء إيرانيين نشروا تلميحاً خلال الساعات الماضية حول المكان المحتمل لـ"العملية الانتقامية"، وقالت إن الصور التي تداولها النشطاء الإيرانيون تظهر رسماً توضيحياً لطائرات "شاهد" الإيرانية بلا طيار، وصواريخ كروز الدقيقة، وهي توجه نيرانها عمودياً باتجاه مطار بن غوريون، في مشهد يظهر الصواريخ وهي تستعد لسقوط حر جواً على المطار أرضاً، إلى جانب تعليق من النشطاء الإيرانيين، ومفاده: "أي مكان تحبه؟.. الاختيار في يدك".

جديّة
الحال أنه حتى لو كان الهدف من المنشورات الإيرانية هو اللعب بأعصاب إسرائيل، وربما التمويه، فإن الدوائر الأمنية والإعلامية الإسرائيلية تتعامل معها بكل جديّة، بل وتصوغ خطة الاستعداد بناء على احتمالات الاستهداف، ومواقعه، خصوصاً أن الجهد الإسرائيلي يتركز منذ اللحظة الأولى لاستهداف القنصلية الإيرانية في سوريا على البحث عن إجابات لثلاثة أسئلة: "كيف ستردّ إيران؟ وماذا ستستهدف؟ وما هو حجم الهجوم؟".. في حين، أنها لم تطرح سؤالاً بشأن حتميّة الردّ؛ كونها تعاملت معه على أساس أنه آت بنسبة "مئة في المئة".

ولم تنسَ وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تعثر على إجابات من خبراء محليين، وإقلميين، وعالميين، بشأن طبيعة الرد ومكانه المفترض، لكنها بدت متأكدة أكثر من أن طهران ملزمة بالرد عبر "الحرس الثوري" مباشرة، لا وكلائها، لأن المستهدف هذه المرة قنصلية، والحصيلة مقتل قائد رفيع في الحرس الثوري.. ناهيك عن أنها لم تشكك في أن الرد سيكون في العمق الإسرائيلي، لكن معالجاتها نوّهت بأن رسائل التحذير الأميركية إلى طهران هدفت خلال الأيام الأخيرة إلى خفض مستوى الرد على نحو يمنع تدحرج الأمور إلى حرب شاملة، أكثر من كونها رسائل هادفة إلى منع الرد مطلقاً.

موقعان.. ما هما؟
مع ذلك، قدّرت تحليلات إسرائيلية بأن الردّ الإيراني يمكن أن يكون في موقعين: الأول هدف عسكري إسرائيلي في الجولان السوري المحتل، باعتبار أنه مكان يضمن امتصاص رد الفعل الإسرائيلي والغربي على الضربة الإيرانية فيه؛ لأنه لا اعتراف دولياً بسيطرة إسرائيل على الجولان. أما الموقع الثاني المرشح للضربة الإيرانية، فهي آليات عسكرية متمركزة في وادي غزة.

إعادة انتاج الضبابية
لكنّ الملاحظ من طبيعة النقاش الإسرائيلي، بما يشمل طريقة تعاطي الإعلام العبري والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية مع مسألة الرد الإيراني "الموعود"، هو أن هناك حالة من عدم اليقين تسيطر على كل المؤسسات الأمنية المنوطة بها مهمة تغذية المستوى السياسي والإعلامي في إسرائيل بالمعلومات، لدرجة أن المتخصص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد اعتبر في حديث إلى "المدن" أن الضبابية الأمنية التي سادت إسرائيل قبل السابع من أكتوبر تعيد إنتاج ذاتها الآن، من منطلق أن إسرائيل "لا تعلم أين تذهب الأمور".

ويبدو أن حالة الضبابية هذه دفعت الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى النقل أولاً بأول عن وكالات ووسائل إعلام أميركية ودولية بشأن سيناريوهات الرد، بما فيها إطلاق إيران عشرات المسيّرات الهجومية وصواريخ مُجنّحة في آن واحد ضد أهداف إسرائيلية، وغيرها مما عُرف بالأخبار الحصرية نقلاً عن مصادر استخباراتية أميركية.

ومن غير المستبعد أن نشر هذه المعطيات حول الردّ الإيراني، يندرج في سياق حوار أميركي- إيراني لخفض حدّة الرد، وربما لكبح هذه الحدّة، عبر القول لإيران إنه سيكون "رداً فاشلاً"، كَون المعلومة الأمنية الاستباقية وصلت إلى تل أبيب، وأن الأخيرة تستعد "خير استعداد".

تضارب بين نشرة.. ونشرة
لكن تضارباً ظهر بين نشرة أخبار وأخرى في محطات التلفزة العبرية بشأن الرد الإيراني، فتارة تتحدث عن رد في ساحة خارجية، وتارة أخرى أنه تم تأجيله في اللحظة الأخيرة، وغيرها من المعلومات المتضاربة غير المحسومة.

وواكبت وسائل الإعلام في إسرائيل اجتماعات نتنياهو والمستويات العسكرية والاستخباراتية المكثفة في الأيام الأخيرة لبحث الهجوم الإيراني المرتقب، وسيناريوهات الرد الإسرائيلي عليها. بينما ادعت تحليلات يمينية بأن إسرائيل، حينما اتخذت قرارها باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، كانت تعلم جيداً أن طهران سترد، وأن ذلك قد يؤدي إلى حرب شاملة، وذهبت هذه التحليلات إلى إظهار تل أبيب مستعدة لسيناريو الحرب الواسعة، وأنها لا تخشاها طالما كانت في سبيل "الردع النهائي لإيران، وحلفائها". كما أن معالجات عبريّة أخرى بدت واثقة من أن أميركا ستضطر للدخول في الحرب إذا توسّعت، وهو ما عدّته عاملاً بارزاً يجعل إيران مأزومة في مسألة الرد.

طوارئ في تل أبيب أيضاً
على صعيد الاستعدادات الداخلية في إسرائيل، فإن اللافت أن الجبهة الداخلية سعت إلى أن تكون بعض التعليمات الموجّهة لعامّة الإسرائيليين من خلال البلديات، لا منها مباشرة، وذلك في محاولة منها لاستيعاب حالة الهلع لدى الإسرائيليين، ولإظهار تعليمات الطوارئ وكأنها ليست صادرة عنها، وإنما مجرد "اجتهادات" من البلديات لا أكثر. فمثلاً، ظهر أن التعليمات التي تحثّ الإسرائيليين على اتخاذ الاحتياطات اللازمة استعداداً لسيناريو المواجهة والحرب قد تكثفت من بلديات المركز "الوسط"، مثل تل أبيب وغوش دان ونتانيا وغيرها، ولم تقتصر على المناطق الشمالية. 

لكن التعليمات اللافتة أكثر كانت من رئيس بلدية حيفا، الذي ناشد سكانها بإعادة تركيب الهواتف القديمة، استعداداً لفرضية انقطاع التيار الكهربائي نتيجة أي حرب، وبالتالي توقف عمل الهواتف النقالة والذكية. كما نصح بشراء معلبات وأطعمة لا تحتاج الحفظ في الثلاجة. في حين رصدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة تهافت للإسرائيليين على المحال التجارية لشراء المواد التموينية تحسباً للحرب المفترضة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها