الخميس 2024/04/11

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

حرب السودان: عائلات "تبيع" أحد أولادها....لتتمكن من إطعام الباقين

الخميس 2024/04/11
حرب السودان: عائلات "تبيع" أحد أولادها....لتتمكن من إطعام الباقين
increase حجم الخط decrease
باتت النازحة من دارفور، آمنة اسحق، تطعم أطفالها "مرة واحدة في اليوم وأحياناً لا تطعمهم بالمرة"، بعد مرور سنة على اندلاع الحرب في السودان، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن "جيلاً كاملاً قد يكون دمر" وبات ملايين الأطفال نازحين.

وفي مخيم "أوتاش" للنازحين الذي أنشئ قبل عقدين في جنوب دارفور، لم تعد حصص حساء الذرة التي كانت توزع على قاطنيه، متوافرة. وروت إسحق لوكالة "فرانس برس": "كلنا مرضى وكذلك أطفالنا، ليس لدينا شيء نأكله والمياه التي نجدها ملوثة".

ومنذ حرب دارفور في مطلع القرن الحالي، ولد في المخيم وشب فيه جيل كامل. لكن منذ اندلعت الحرب مجددا في 15 نيسان/ابريل 2023 في الخرطوم هذه المرة، غادر الدبلوماسيون وعاملو الإغاثة، البلد المنكوب وحرمت أكثر الفئات عوزاً من المساعدة نتيجة لذلك.

وأدى القصف الجوي والمعارك والنهب والطرق المقطوعة الى زيادة عزلة أقاليم البلاد الشاسعة. وأفادت الأمم المتحدة باستحالة الوصول إلى 90% من السودانيين الذين باتوا على حافة المجاعة. وحذرت الأمم المتحدة من أن من بين هؤلاء "222 الف طفل قد يموتون جوعاً خلال أسابيع أو بضعة شهور" و"أكثر من 700 الف" قد يواجهون المصير نفسه "هذا العام".

وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأن طفلاً على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم "زمزم" للاجئين في شمال دارفور. أما في مخيم "كلمة" جنوب دارفور "يدخل 15 طفلاً يومياً منذ 15 آذار/مارس وحدة الرعاية المكثفة ويموت منهم أكثر من طفلين كل 12 ساعة"، بحسب منظمة "آلايت" غير الحكومية للمساعدات الانسانية.

وذكرت مجلة "لانسيت" الطبية، أن مستشفى "البلك" للأطفال في الخرطوم يستقبل "كل أسبوع 25 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد ويموت اثنان أو ثلاثة منهم أسبوعياً". وعموما، يعاني ثلاثة ملايين طفل من سوء التغذية فيما توقف 19 مليوناً عن ارتياد المدرسة، ما يهدد مستقبل السودان حيث تقل أعمار 42% من السكان عن 14 عاماً.

وقال آدم رجال، الناطق باسم "تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور" أنه رأى "عشرات الأطفال يموتون". وأضاف أنه "بسبب عناد" قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، اللذين يخوضان نزاعاً مسلحاً على السلطة منذ عام، "لم تعد المساعدات الغذائية والانسانية تصل".

توقفت المساعدات لعدم وجود طرق يمكن نقلها من خلالها وكذلك لأن المصنع الذي كان ينتج المكملات الغذائية للأطفال في الخرطوم تم تدميره أثناء المعارك. وتعرضت مصانع لقاحات الأطفال حديثي الولادة للنهب فيما انتشرت الكوليرا والحصبة والملاريا في كل أنحاء السودان.

وتضاف الى المخاطر الصحية، أهوال الحرب وتبعاتها الاقتصادية. وحذرت منظمات سودانية بشكل متزايد من أن الكثير من العائلات تضطر لـ"بيع" أحد أبنائها كي تتمكن من إطعام الباقين. وأشارت الأمم المتحدة الى حالات "زواج أطفال" بسبب "التشتت الأسري" حيث فقد آباء وأمهات ابناءهم وهم يهربون هلعاً من المعارك أو بسبب "عنف جنسي واغتصاب وحالات حمل غير مرغوب فيها".

وأوضحت الأمم المتحدة أن الفتيات والنساء يقعن ضحايا لحوادث "اختطاف وزواج قسري وعنف جنسي مرتبطة بالنزاع في دارفور وفي ولاية الجزيرة وسط البلاد" حيث يوجد عدد كبير من النازحين. وقال خبراء مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان أنهم جمعوا "معلومات حول نساء وفتيات يتم بيعهن في أسواق للرقيق في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع ومجموعات مسلحة أخرى، خصوصاً في شمال دارفور".

أما الخطر المحدق بالصبية فهو من نوع آخر، فالجيش وقوات الدعم السريع والمليشيات القبلية والعرقية "تجند وتستخدم أطفالاً في دارفور وكردفان والخرطوم وشرق السودان"، كما أن بعض الأطراف ترغم حتى "أطفالاً جاؤوا من بلد مجاور على المشاركة في القتال".

ومنذ الأيام الأولى للحرب، تظهر الصور واللقطات التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مراهقين يقفون في شاحنات صغيرة حاملين أسلحة آلية. ولا يكف مسؤولو الأمم المتحدة عن التحذير من "كارثة جيل بكامله" في بلد كان، قبل الحرب، قرابة نصف أطفاله يعانون من "تأخر في النمو بنسبة 40%" فيما يعجز 70% من تلاميذ المدارس في سن العاشرة عن قراءة وفهم جملة بسيطة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها