الجمعة 2024/03/22

آخر تحديث: 12:14 (بيروت)

غانتس على مأدبة إفطار بدوية: ماذا وراءها؟

الجمعة 2024/03/22
غانتس على مأدبة إفطار بدوية: ماذا وراءها؟
بني غانتس على مأدبة إفطار بدو النقب
increase حجم الخط decrease
تفجر الغضب في مواقع التواصل جراء انتشار مقطع فيديو يظهر إقامة عائلة عربية من بدو النقب، جنوبي فلسطين المحتلة، لمادبة إفطار استضافت الوزير في مجلس الحرب بني غانتس، وشخصيات إسرائيلية متعددة، بينها جنود.
 

من هي؟
وعائلة زيادنة البدوية هي المُنظّمة لمأدبة الإفطار في منزلها، وذلك في وقت تشن إسرائيل عدواناً مستمراً على سكان قطاع غزة، أمعنت خلاله في تدمير غزة وتجويع سكانها على نحو غير مسبوق، وهو أمر عزز انتشار المنشورات الغاضبة من الواقعة كالنار في الهشيم، والتي عبرت عن إدانات للعائلة وسلوكها المستنكَر وطنياً وعروبياً.

وحسب تغريدات في منصة "أكس"، فإن قبول غانتس وشخصيات إسرائيلية المشاركة في مأدبة الإفطار جاء "تكريماً" لعائلة زيادنة، لكون أربعة من أبنائها محتجزين في غزة على أيدي فصائل فلسطينية إثر هجوم 7 أكتوبر، وتم إطلاق سراح فتاة وشقيقها بموجب اتفاق الهدنة السابق، وتم الإبقاء على اثنين هما الوالد وابنه. 

فيديو مستفز في مجلس الأمن أيضاً!
وكان علي زيادنة، المتحدث باسم العائلة، قد انتشر له فيديو في وقت سابق، وهو يخوض حواراً جدلياً في مقر مجلس الأمن الدولي مع مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، وهو يوجه لومه لمنصور والفلسطينيين: "ليش خطفتوا أولادنا المسلمين، وأطلقتم سراح تايلنديين، وما طلعتو أولادنا".. فرد عليه منصور: "أنت أتيت هنا لتقول هذا الكلام؟!، لا تجعل من يعتدي على الشعب الفلسطيني يستغلك، وتذكر أن أهل غزة يعانون الجوع والقتل".

وأثار هذا الحوار استفزاز أطياف واسعة من الفلسطينيين والعرب، فوجهوا له الشتائم، والتشكيك في عروبته، ووصفوه بـ"الصهيوني" و"خادم المحتل".


 والحال أن واقعة الإفطار ليست الأولى من نوعها، إذ يقيم بعض العرب إفطارات رمضانية تستضيف شخصيات إسرائيلية، وهي تثير جدلاً واسعاً في صفوف الفلسطينيين في أراضي 48 وخارجها. لكن هذه المأدبة أثارت غضباً أكبر، باعتبارها تشكل مشهدية فلسطينية وعربية متناقضة ومؤلمة، تتمثل بإطعام وزير بمجلس الحرب الإسرائيلي، وجنود، في وقت يواجه سكان غزة مجاعة ولا يجدون ما يأكلونه جراء العدوان المستمر على القطاع.

سياق سياسي
لكن، ثمة سؤال أثاره فيديو مأدبة الإفطار، إضافة إلى ما يشكله من وجع واستفزاز لكل فلسطيني وعربي، ألا وهو: لماذا كانت الدعوة موجهة فقط إلى بني غانتس وفريقه، وليس لآخرين في الحكومة الإسرائيلية؟

يرجح متخصصون في الشأن الإسرائيلي في أحاديثهم لـ"المدن" بأن الأمر قد يكون مرتبطاً بمسألة "مقاولي الأصوات"، وهم عرب يعملون لصالح أحزاب صهيونية وإسرائيلية، ويتم تنصيبهم "مخاتير" و"وجهاء" لخدمة الأحزاب الإسرائيلية، خصوصاً قبيل موسم الانتخابات.

وفي نظر المتخصصين، تم طرح التفاعل الإسرائيلي مع فيديو الإفطار المستفز ضمن سياقين، الأول باتجاه حزبي إسرائيلي داخلي، حيث أراده غانتس لإظهار نفسه بأنه يتصرف كـ"شخصية قيادية جمعية، تحتوي اليهود الشرقيين والغربيين، والعرب"، وهي خطوة يسعى غانتس من ورائها إلى كسب الصوت البدوي والعربي في الانتخابات المقبلة.

أما السياق الثاني للفيديو، فقد وظفه إسرائيليون في السوشال ميديا في خضم المواجهة، وكأنه يمثل "اختراقاً صهيونياً" للمجتمع العربي، وأن الحرب ضد "حماس" ليست إسرائيلية فقط، أي أن ماكينة الاحتلال الدعائية تستغل هذه الفيديوهات لمحاولة خلق "سردية" إسرائيلية تدعي أن الحرب على "حماس" والفلسطينيين هي "حرب إسرائيلية وعربية ضدهم".

وهذا ما ولد انطباعاً ظهّرته ردود أفعال إسرائيلية توزعت بين اعتبار مأدبة إفطار غانتس "ضربة لنتنياهو"، باعتبار أن الحادثة أظهرت أن "العرب يتعاملون مع غانتس كقائد مستقبلي"... وبين اعتبارها ضربة للفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب قتل وتجويع مستمرة على يد إسرائيل.

نسبة التجنيد في صفوف البدو
لكن ناشطين من بدو النقب استبعدوا فرضية أنّ يكون الدافع من إقامة مأدبة الإفطار، انتخابياً بحتاً، بل رأوا أن الأمر يندرج في إطار مواظبة غانتس على اللقاء بعائلات المحتجزين في غزة.

بدوره، قال الصحافي من النقب حسين العبرة لـ"المدن" إن فيديو الإفطار الذي شارك فيه غانتس ومقربون منه، أثار انقساماً في صفوف بدو النقب، إذ أن البعض دافع عن الخطوة، فيما استنكرها آخرون.

وبينما استدعت واقعة إفطار غانتس في النقب مسألة تجنيد البدو في الجيش الإسرائيلي، أوضح الصحافي العبرة أنّ النسبة الأكبر من البدو بواقع 90% يشعرون أنهم فلسطينيون، أما النسبة المتبقية بواقع 10% فيعتبرون أنفسهم "عرباً إسرائيليين".

وأكد العبرة أن نسبة تجنيد البدو في جيش الاحتلال تراجعت خلال السنوات الأخيرة، لأسباب سياسية وأمنية واجتماعية، لا سيما على وقع إمعان السلطات الإسرائيلية في تنفيذ سياسة الهدم لبيوت البدو، ومصادرة أراضيهم، وعدم منحهم تراخيص بناء.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها