الأربعاء 2023/09/13

آخر تحديث: 21:32 (بيروت)

جويا خيرالله تكسر التنميط برفع الأثقال: أجمَعُ القوة والأنوثة!

الأربعاء 2023/09/13
جويا خيرالله تكسر التنميط برفع الأثقال: أجمَعُ القوة والأنوثة!
فازت أخيراً في بطولة العالم لرفع الأثقال IPF worlds، في رومانيا
increase حجم الخط decrease
بعضلاتٍ مفتولة، وجسدٍ رشيق، وملامح ناعمة، كسرت جويا خيرالله صورة المرأة النمطية. الشابة اللبنانية (22 عاماً)، استهواها رفع الأثقال منذ حوالى خمس سنوات، حتى باتت تلك الرياضة شغفها واحترفتها فنقلتها نحو العالمية. 

فازت جويا أخيراً في بطولة العالم لرفع الأثقال IPF worlds، التي أُقيمت في رومانيا. وهذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها جويا في بطولات عالمية، إذ شاركت، إلى جانب البطولات المحلية التي حققت فوزاً ساحقاً فيها، في بطولات عالمية عديدة، منها "بطولة العرب" و"بطولة آسيا" و"بطولة الأندية العربية"، وفازت فيها كلها.


وشاركت في بطولة العالم لرفع الأوزان لفئة الشباب ثلاث مرّات. في المرّة الأولى حلّت جويا في المرتبة السادسة، وفي المرة الثانية حلّت في المرتبة الثانية، أما مؤخراً فقد حققت المركز الأول وكسرت رقماً قياسياً في تلك الرياضة. ويدّل ذلك على عزيمة جويا وإصرارها على كسر أرقامٍ لتحقيق انتصارٍ ليس لها وحسب، وإنما للبنانيات والرياضيات جميعاً.
 

حلم جويا بالمشاركة في بطولات عالمية راودها منذ صغرها، ووضعت نصب عينيها هدفها الذي توصلت إليه بمفردها من دون مساعدة، وإنما بدعم وتشجيع من أهلها الذين وثقوا في قدراتها العالية وشغفها لممارسة هذا النوع من الرياضة.

تؤكّد جويا في حديثٍ مع "المدن" أنها تعرّضت لانتقاداتٍ واسعة من محيطها ومجتمعها منذ بداية رحلتها في عالم رفع الأثقال منذ سنوات، على اعتبار أن المرأة لا تستطيع الجمع بين القوة و"الأنوثة" من وجهة نظرهم. تقول: "استطعت أن أُثبت ان المرأة يمكنها ان تكون قوية جسدياً، لقد كسرت الصورة النمطية عن المرأة في مجتمعنا لأني ثابرتُ على شغفي".


بالمرور على المحتوى الذي تعرضه جويا في صفحاتها الشخصيّة في السوشال ميديا، يبدو لافتاً كيف تجمع الشابة بين القوة والصلابة من جهة، وبين اللطف والنعومة من جهةٍ أخرى. تظهر جويا وهي تحمل ما يتخطى الـ200 كيلو في صورة، فيما تظهر في أخرى وهي ترتدي فستاناً، وهو أمر قد يبدو طبيعياً، لولا القوالب التي يفرضها المجتمع على النساء وأجسادهن. 

"ما زلت أتلقّى تعليقات سلبيّة أحياناً، وما زلت أُصادف أشخاصاً يُفاجَأون مما أفعله، لكني مثابرة على أهدافي، وأتحضّر للمشاركة في بطولة العالم المقبلة للفوز في المرتبة الأولى وكسر رقم قياسيٍ جديد"، تُضيف جويا.


قصة جويا تتقاطع مع قصص كثيرة، لا سيما بين الرياضيات في لبنان. إذ إن نجاح جويا ووصولها إلى العالمية لم يلقَ أي اهتمام من الجهات المعنيّة في الدولة اللبنانية. تؤكّد جويا أن لا مردود ماديّاً تحققه من فوزها في البطولات العالمية، بل تتحمّل على نفقتها الخاصة كلفة السفر والإقامة وغيرها.

تقول: "مدخولي أنفقه على الطعام والمعدّات الخاصة التي أستخدمها في التمرين... في لبنان الرياضي/ة بحاجة للعمل بدوامين كاملين من أجل ممارسة رياضته"، مُشيرةً إلى أنها تقضي ثلاث ساعات يومياً في التدريب، إلى جانب عملها في أكثر من مكان. إلا أن ذلك لم يمنعها من النجاح وكسر القوالب الاجتماعية المفروضة عليها، وهي تشجّع غيرها من الرياضيّات على تحقيق ذواتهن.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها