الأحد 2018/03/18

آخر تحديث: 12:33 (بيروت)

تحقيقات أميركية باختراق بيانات ملايين المستخدمين في"فايسبوك"

الأحد 2018/03/18
تحقيقات أميركية باختراق بيانات ملايين المستخدمين في"فايسبوك"
increase حجم الخط decrease

فتح النائب العام في ولاية ماساتشوستس الأميركية تحقيقا في مزاعم بحصول شركة، استخدمتها حملة ترامب الانتخابية،على بيانات ملايين المستخدمين في "فايسبوك"، وذلك بعدما كشفت تحقيقات نشرتها كل من صحيفتي"نيويورك تايمز" الأميركية "و"الغارديان" البريطانية، أن شركة "كامبريدج أناليتيكا" جمعت بيانات 50 مليون حساب في "فايسبوك"، من دون علم المستخدمين بذلك.

وتركز مزاعم الصحيفتين على أحد الأساتذة في جامعة أوكسفورد، واسمه ألكسندر كوغان، الذي كان قد صمم في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 تطبيقا في "فايسبوك"، لاختبار الشخصية يحمل اسم  This is your digital life، والذي كان مشروعاً خاصاً وليس جزءاً من عمل كوغان في الجامعة، ويطلب من المستخدمين السماح بالوصول إلى بيانات ملفاتهم الشخصية وكذلك بيانات أصدقائهم.

وبحسب التحقيقات، فإنّ كوغان باع هذه البيانات لشركة "كامبريدج أناليتيكا" بالمخالفة لسياسات "فايسبوك". وتعرف الشركة الأميركية العاملة في تحليل البيانات، التي لا صلة لها بجامعة كامبريدج البريطانية، بدورها الكبير الذي لعبته في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من خلال توفير بيانات دقيقة للغاية حول توجهات الناخبين الأميركيين. لكن "كامبريدج أناليتيكا" قالت إنها بمجرد أن علمت بطرق جمع كوغان لهذه البيانات، قامت بحذف جميع السجلات ذات الصلة في كانون الأول/ديسمبر 2015.وأضافت أنها لم تستخدم تلك البيانات في الخدمات التي قدمتها لحملة ترامب الانتخابية، ولم تستخدم أو تحتفظ ببيانات خاصة بملفات "فايسبوك".

وفي حين أعلن "فايسبوك"، الجمعة، أنه علّق عمل الشركة، قال متحدث باسم الشركة لصحيفة "أوبزرفر" إنّ جمع البيانات لم يكن اختراقا أو خرقا لسياسات الموقع، مضيفاً "المستخدمون قدموا معلوماتهم عن دراية كاملة، ولم يجرِ التسلل إلى أي أنظمة ولم تخترق أو تسرق كلمات مرور أو معلومات حساسة". وتم تعليق حساب منظمة "ستراتيجيك كوميونيكيشن لابوراتوريز" أيضاً التي تتبع لها الشركة، إضافة الى حسابي ألكسندر كوغان عالم النفس من جامعة كامبريدج، وكريستوفر وايلي الذي يدير مؤسسة تدعى "يونويا تكنولوجيز".

وحصلت "كامبريدج اناليتكا" على تمويل يقارب 15 مليون دولار من صندوق استثماري للملياردير روبرت ميركر الذي يعد من أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري. وأوردت "الغارديان" أن رئيس الشركة في ذلك الوقت كان ستيف بانون الذي تم طرده من وظيفته كمستشار لترامب الصيف الماضي، مشيرة إلى أن 270 ألف شخص قاموا بتنزيل التطبيق ما سمح لكوغان بالدخول الى معلوماتهم الشخصية مثل المدينة التي يقيمون فيها، كما هو مدون على صفحتهم، إضافة الى المواد التي حازت إعجابهم. وقالت "الغارديان" إنه "مع ذلك فإن التطبيق جمع معلومات أيضاً عن أصدقاء الذين أجروا الاختبار، ما أدى الى مراكمة قاعدة معلومات تشاركية قوية عن عشرات ملايين الأشخاص".

وأمام هذه الوقائع تراجع "فايسبوك" لاحقاً عن هذا الادعاء بسرقة المعلومات، وأصدر بياناً جديداً، السبت، اعتبر فيه أن البيانات التي تمت إساءة استخدامها انحصرت بهؤلاء الذين أجروا بشكل تطوعي الاختبار الذي يقدمه التطبيق حول الشخصية، في حين أعلنت شركة "كامبريدج اناليتكا" أنها على اتصال مع الموقع "من أجل حل هذه المسألة بأسرع ما يمكن"، وألقت باللوم على كوغان في عملية إساءة استخدام البيانات، وقالت إنها قامت بالغاء كل البيانات التي تلقتها من شركة قام هو بتأسيسها وتحمل اسم "جي إس آر" (غلوبال ساينس ريسيرتس). وأكدت الشركة "لم يتم استخدام أي بيانات من جي إس آر من قبل كامبريدج اناليتكا، في إطار الخدمات التي تم تقديمها لحملة دونالد ترامب الرئاسية عام 2016".

إلى ذلك، قالت مفوضة الاتصال البريطانية، إليزابيث دينهام، السبت:"نحن نحقق في الظروف التي قد يكون تم من خلالها الحصول على بيانات فايسبوك واستخدامها بطريقة غير شرعية". وأضافت "أنه جزء من تحقيقاتنا المستمرة في مسألة استخدام تحليلات البيانات لأهداف سياسية، وهذا التحقيق تم فتحه للنظر في كيفية استخدام الأحزاب السياسية والحملات والشركات ومنصات التواصل الاجتماعي في بريطانيا للمعلومات الخاصة للأشخاص وتحليلها بهدف استهداف الناخبين".

وتعتبر شركة "كامبريدج اناليتكا" الوحدة الأميركية لشركة "إس سي إل" البريطانية التي تعني بالتسويق السلوكي، وبرزت على الصعيد العالمي بعد أن استأجرت خدماتها مجموعة داعمة لـ"بريكست" من أجل جمع المعلومات واستهداف الجمهور. علماً أن الشركة تخضع لتحقيق في البرلمان البريطاني حول الطريقة التي تتعامل بها مع المعلومات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها