الأربعاء 2018/01/31

آخر تحديث: 19:41 (بيروت)

أنفاق "حماس" وانتقالها الى جنوب لبنان.. آخر دعايات اسرائيل

الأربعاء 2018/01/31
أنفاق "حماس" وانتقالها الى جنوب لبنان.. آخر دعايات اسرائيل
"معاريف" فتتحدث عن إطار جغرافي آخر لحماس في الحدود الشمالية غير لبنان
increase حجم الخط decrease
بشكل مكثف وشبه يومي لافت، يواظب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي أخيراً، على حملته الإعلامية عبر صفحته الفايسبوكية ضد الأنفاق الهجومية التي تحفرها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، في إطار ماكينة اعلامية متكاملة ومُصاحبة للجهد العسكري الإسرائيلي المتصاعد بشكل غير مسبوق في الأشهر الأخيرة للقضاء على هذه الأنفاق نهائياً بصفتها "سلاحاً أقلق وأرهق جيش إسرائيل"، لاسيما خلال الحرب التي شنها في صيف 2014.
وبدا أدرعي رجلاً يعمل في مجال التنمية والبنى التحتية، بمنشور على صفتحه في فايسبوك وذلك في سياق دعايته المضادة لحركة "حماس" وأنفقاها، مفاده: "قادة حماس فاهمين موضوع الأنفاق غلط. تكثر عمليّات حفر الأنفاق في الكثير من الأماكن في العالم. ولكن للأنفاق التّحت أرضية فوائد جمّة لا تفهمها حماس الإرهابية لأنّ لجميع أنفاقها هدف واحد.. هو الإرهاب. ففي تل أبيب مثلًا؛ هناك أعمال حفر أنفاق هدفها بناء شبكة مواصلات عامّة تحت أرضيّة لخدمة الشّعب في المنطقة ولتخفيف أزمة السّير حفاظًا على رفاهية المواطنين في المنطقة". 
ثم يطرح أدرعي سؤاله الهادف لدق إسفين بين الفلسطينيين بغية نقل الصراع من إسرائيلي- فلسطيني إلى جدل وخلاف فلسطيني داخلي: "كيف تخدم أنفاق حماس الإرهابية مواطني #غزّة؟". وينهي المنشور بهاشتاغ #أنفاق_حماس_إرهاب_محض، على حد تعبيره.

وتتساوق مضامين المنشورات التي يكتبها افيخاي أدرعي عبر السوشيال ميديا مع رؤية المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل لإنهاء مسألة الأنفاق بشكل نهائي خلال عام 2018، مستخدمين وسائل متطورة من التكنولوجيا لرصدها ومن ثم قصفها كما حصل لثلاثة أنفاق في الأشهر الثلاثة الأخيرة، إضافة إلى استكمال العائق الذي تواصل الدولة العبرية بناءه تحت الأرض (فيه مجسّات ترصد الأنفاق) على طول الحدود مع غزة.

لعل أهمية الانفاق تنبع من كونها تزعج العسكريين وخبراء الأمن في اسرائيل، فكل الهجوم الاعلامي من ادرعي وجهات أخرى، تهدف بالمحصلة الى احباط المعنويات لدى الفلسطينيين، وزعزعة ثقتهم بخبراء صناعة الأنفاق في "القسام" عبر التأكيد على أن تكنولوجيا العصر الإسرائيلية، مثلما أحبطت صواريخ حماس وبقية الفصائل عبر القبة الحديدية جواً، فإن هذه التكنولوجيا قادرة على إحباط الأنفاق الهجومية وتدميرها أرضاً. 

والحال ان الحرب الإسرائيلية على أنفاق حماس لا تقتصر فقط على المواجهة العسكرية المتمثلة بتفجيرها وقصفها، بل تسير بالتوازي معها حرب إعلامية موجهة لكل من حماس وسكان غزة والمجتمع الدولي، عبر البعث برسالة تقول "إن الأنفاق مضرة عليكم يا سكان غزة، وهي سبب حصاركم وتهلكتكم".

وتدخل الصحافة الإسرائيلية أيضاً على خط الحرب الإعلامية الرسمية ضد الأنفاق، فيصطحب ضباط عسكريون عدداً من المراسلين المتخصصين بالشأن العسكري في جولة بنفق "كرم ابو سالم"، بعد قصفه مؤخراً، وذلك لتغذيتهم بالمعلومات الأمنية اللازمة والتي تكفل لهم كتابة القصص والمواد الخبرية والتحليلية التي من شأنها أن تعزز مخاوف إسرائيل الأمنية من جهة، والترويج لإنجازات جيشها التكنولوجي من جهة أخرى.

وتنقل صحيفة "إسرائيل اليوم" عن ضابط رفيع في القيادة الجنوبية قوله خلال لقاء مع المراسلين العسكريين الإسرائيليين "إن حركة حماس توجد في مراحل متقدمة من الإدراك أن لا فائدة من حفر الأنفاق، وستكون خطوة غير ضرورية من طرفها لحفر أنفاق جديدة في ظل نظام الكتروني إسرائيلي يحدد كل عملية حفر تجري على الحدود".

ومما رصدته "المدن" من متابعات للصحف العبرية المختلفة على مدار الأيام الأخيرة لموضوع الأنفاق، تذكر صحيفة "هآرتس" في تحليلها أن حماس و الجيش الإسرائيلي يخططان لما بعد الأنفاق في قطاع غزة، موضحة أن تدمير الأنفاق يدفع بالحركة للبحث عن اسلحة نوعية بديلة للأنفاق أو على الأقل تُضاف إليها لتعزيز قدراتها الإستراتيجية.

اما موقع "مكور ريشون" الإلكتروني، فهو على غرار العديد من المواقع الإخبارية العبرية، واصل نشر تصريحات للمسؤولين الإسرائيليين التي تندرج في سياق الحرب النفسية والسياسية ضد حماس، أبرزها تصريح لوزير الجيش افيغدور ليبرمان، والذي أكد فيه "أننا سنستمر في تدمير الأنفاق حتى لو بدأت مواجهة في قطاع غزة".
وفي سبيل بحث حماس عن أسلحة بديلة لـ"الأنفاق" التي لن تكون فعالة في اي مواجهة قادمة محتملة، كما كان عليه الحال في الحرب السابقة، تكثر التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن محاولات الحركة لتطوير سلاح "الطيارات المُسيّرة" بدعم إيراني (على صعيد الخبرة)، حيث سيكون بمقدور هذه الطائرات تصوير أهداف إسرائيلية أو تنفيذ عمليات تفجير في إسرائيل، عدا عن تطوير صواريخ بتكنولوجيا إيرانية. 

ويذهب موقع "مونيتور" العبري للحديث عن بدائل جغرافية أيضاً لحماس في ظل الحصار المفروض على القطاع وليس فقط بدائل على مستوى الوسائل، فيطرح الموقع تساؤلاً، مفاده: "لماذا تقيم حماس قوة في جنوب لبنان؟".

ويزعم الموقع أن انتقال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري إلى لبنان غيّر إستراتيجية الحركة، والتي باتت تهدف الآن إلى السعي للضغط على إسرائيل من الحدود الشمالية، وليس فقط من الحدود الجنوبية (قطاع غزة)، الأمر الذي قد يجر حزب الله لمواجهة شاملة.

أما صحيفة "معاريف" فتتحدث عن إطار جغرافي آخر لحماس في الحدود الشمالية غير لبنان؛ إذ تقول إن إيران طلبت من حماس إقامة قوة عسكرية لها في منطقة الجولان السوري، والهدف استغلالها في إطلاق صواريخ على إسرائيل حال وقوع حرب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها