الثلاثاء 2017/05/30

آخر تحديث: 15:00 (بيروت)

الفضاء السيبراني.. مرحلة جديدة من دورة حياة "داعش"

الثلاثاء 2017/05/30
الفضاء السيبراني.. مرحلة جديدة من دورة حياة "داعش"
increase حجم الخط decrease
حذر خبراء أميركيون، من أن الهزائم التي يتعرض لها تنظيم "داعش" في سوريا والعراق عسكرياً، قد تجرفه نحو مناطق حديثة نسبياً وغير مألوفة بالنسبة لمعارضيه الغربيين، في الفضاء الإلكتروني، خاصة أن للتنظيم تاريخاً طويلاً من ناحية استخدام التكنولوجيا والفضاء الإلكتروني على نطاق واسع، لتجنيد المقاتلين وبناء خلافته المزعومة ونشر مواده الدعائية، بشكل يختلف عن أي تنظيم تكفيري آخر.

ويعرب محللون غربيون عن قلقهم من أن "داعش" قد يتحول في المستقبل القريب نحو العملات الافتراضية من أجل تمويل هجماته القادمة. إذ أن هذه العملات مثل "بيكوين" يمكن أن تستخدم لإخفاء المعاملات غير المشروعة للتنظيم مع تفعيلها من أجل دعم الهجمات الإرهابية خارج مناطق تواجده التي تنحسر بشكل متسارع، حسبما نقلت مجلة "أميركان إنترست".

ويرى الباحث في الكلية البحرية الحربية الأميركية كريغ ويتسايد، وخبراء آخرون متخصصون في شؤون الإرهاب، أن "داعش" ينتقل بشكل جوهري الآن إلى مرحلة جديدة من دورة حياته، حيث يتحرك بشكل خفي سري عبر شبكة الإنترنت مع تلقيه هجمات قوية من قبل قوات التحالف الدولي لذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق. وبالتالي فإن انتزاع الأراضي من "داعش" هو توقف مؤقت من شأنه أن يدفع المجموعة نحو المزيد من النشاط السري على المدى القريب.

بالتوازي مع ذلك، من المحتمل أن تحول المجموعة الإرهابية مكان نشاطها إلى جيوب أخرى حيث مازالت تحتفظ بالسلطة والنفوذ، كما يمكن أن تظل قادرة على إعادة تزويد منظمتها بالأسلحة وغيرها من المواد. وستضاعف المنظمة بلا شك جهودها وتواجدها في الفضاء السيبراني، حيث تتمتع منذ سنوات بملاذ غير مطلق لتنفيذ العمليات الهجومية والداعمة.

يتعزز ذلك الاحتمال مع الأنباء التي راجت مؤخراً، حول الجهود التي يقوم بها "داعش" من أجل تطوير هيكليته الخاصة لـ "السوشيال ميديا"، وذلك لمساعدة أعضائه على تجنب التعقب الأمني الذي تفرضه شركات التكنولوجيا وأجهزة الاستخبارات العالمية والمحلية على الاتصالات المتبادلة، والمحتوى الذي ينشره أعضاء التنظيم عبر الإنترنت، ضمن الحرب العالمية على الإرهاب والمحتوى المتطرف.

ووفقاً للشرطة الأوروبية "يوروبول"، فإن من شأن توسيع "داعش" لحضوره عبر مواقع التواصل بطريق جديدة أن ينتج استمرارية للتنظيم في تشجيعه على الهجمات الخارجية ولو بزخم أقل مما هو عليه الآن، رغم تراجعه وهزائمه في مناطق سيطرته في سوريا والعراق.

ورغم كل هذه المحنة التي يعاني منها "داعش"، إلا أنه من غير المرجح أن يهزم بشكل كامل في الأشهر والسنوات المقبلة بشكل نهائي، فحتى في حالة تهجير "داعش" أو إزاحته مؤقتاً من الأراضي بالمعنى الفيزيائي للكلمة نحو مناطق نائية محاصرة في سوريا والعراق، إلا أن السكان العرب السنة المحرومين من الكثير من الحقوق والذين يعانون من التمييز، سوف يواصلون إبداء نوع من التعاطف على الأرجح مع هدف التنظيم النهائي وهو إقامة الخلافة الأسطورية، إذ أن أولئك السكان الذين لم ينبذوا أيديولوجيا "داعش" من تفكيرهم مازالوا يعتقدون أن التنظيم يعتبر حامياً أكثر ملاءمة للمصالح السنية من الحكومات السورية والعراقية على سبيل المثال.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها