الخميس 2017/05/25

آخر تحديث: 18:24 (بيروت)

الفلسطينيون يغرّدون.. #قطر_ليست_وحيدة

الخميس 2017/05/25
الفلسطينيون يغرّدون.. #قطر_ليست_وحيدة
increase حجم الخط decrease
لم تمنع قضية اضراب الأسرى في السجون الإسرائيلية منذ تسعة وثلاثين يوماً، الفلسطينيين من التفاعل مع أزمة العلاقات الخليجية - القطرية على خلفية التصريحات المنسوبة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إذ فرضت الأزمة وتبعاتها نفسها على المزاج العام لرواد مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينيين، فبدا لافتاً حجم التفاعل والتعاطف عبر المنصات الافتراضية مع الدوحة بالترافق مع تصاعد الهجوم السعودي - الإماراتي عليها رغم نفي الدوحة أن يكون أميرها قد أدلى بأي حديث أو موقف حيال ملفات اقليمية أو خليجية، وأن ما نشر كان من قبل مخترقين للوكالة القطرية للأنباء من أجل توتير علاقة قطر مع محيطها الخليجي.


ورغم أن "تويتر" لا يعترف بفلسطين كدولة، إلا أنه بطريقة أو بأخرى كان بالإمكان أن يتم رصد المغردين الفلسطينيين من ناحية الكم والمضمون. وحسب الناشط محمود حريبات، فإن هاشتاغ #تصريحات_تميم احتل المرتبة الأولى في عدد المستخدمين له سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية حتى عصر الخميس، ليليه في المرتبة الثانية هاشتاغ #قطر_ليست_وحدها.

وتوقع حريبات في حديث إلى "المدن"، أن تستمر التغريدات والهاشتاغات الفلسطينية المتعاطفة مع قطر ما دام التوتر مع السعودية والإمارات وبعض الدول الأخرى في تصاعد.

ونظراً لوجود قواسم مشتركة في الرابط الوجداني بين الأردنيين والفلسطينيين، فإن التغريدات والمشاركات عبر هاشتاغ #تصريحات_تميم ومضمونها المتعاطف مع قطر، كان واضحاً وجلياً في "فايسبوك" و"تويتر"، على خلفية الاستفزاز الذي سببته قمة الرياض للأردنيين، ما خلق ردود أفعال مشابهة عند سكان الضفة وغزة أيضاً.

واحدة من التغريدات اللافتة، كانت للمتحدث باسم "الهيئة الوطنية لكسر الحصار عن غزة" أدهم أبو سلمية، الذي قال عبر حسابه الشخصي في "تويتر": "#قطر_ليست_وحدها نحن في #فلسطين معها وإلى جانبها كنا وسنبقى لأنها وقفت لجانب #غزة حين تخلى عنها الجميع".

ويعطي ربط المغردين الفلسطينيين بين هاشتاغ #حماس_مش_ارهاب وبين #قطر_ليست_وحدها، فرة عن السبب الذي دفعهم للتعاطف مع قطر بهذا المستوى، فهم ربطوا بين الحالة الوطنية الفلسطينية وبين الهجمة التي تشن على قطر باعتبارهما شيئاً واحداً. وبالتالي كانت التغريدات والمشاركات في مختلف منصات السوشيال ميديا، تعبّر عن تأييد لقطر.

الموقف السابق يرتبط نسبياً بالقمة العربية - الإسلامية - الأميركية في الرياض في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، والتي اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامشها، حركة "حماس"، "منظمة إرهابية"، ما ساهم في تحويل "فايسبوك" و"تويتر" إلى مساحة للفلسطينيين "من أجل التفريغ وأن يضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد".

فمن جهة عبر الناشطون الفلسطينيون عن تضامنهم مع قطر، ومن جهة أخرى رفضوا وسم "حماس" بصفة الإرهاب، بغض النظر إن كان أولئك الناشطون ينتمون لحركة "حماس"، أم لأحزاب أخرى، أم كانوا مستقلين. وأدى ذلك لمحاولة ضمنية مشتركة من أجل ربط الحالة  الوطنية الفلسطينية وتطوراتها مع الأزمة القطرية - الخليجية.

في السياق، يتحدث أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت د.نشأت الأقطش لـ"المدن" عن الأسباب التي دفعت الفلسطينيين للتضامن القوي مع قطر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ويرى أن السبب الأول والمباشر يرتبط بحيثيات القمة الإسلامية - العربية - الأميركية، والتي فاجأت الشارع الفلسطيني واستفزته كثيراً عندما قال ترامب أمام خمسين زعيم عربي وإسلامي "بأن حماس إرهابية"، الأمر الذي ولد شعوراً لدى الفلسطينيين، حتى الذين ينتقدون "حماس"، بأنه ضوء أخضر عربي وإسلامي لإسرائيل كي تتصرف كما تشاء بحرية مطلقة، ضد "حماس" وقطاع "غزة" وكل فصيل يفكر بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي.

وبما أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تحتضن "حماس" وتقدم خدمات لتخفيف الحصار عن غزة، فقد ربط رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الهجمة على "حماس" وتلك التي تشن على الدوحة.

أما السبب الثاني، بحسب الأقطش، فهو إن الفلسطيني المحايد عندما يقارن بين قطر وإعلامها بالنسبة للقضية الفلسطينية، وبين ذلك التابع لبعض الدول الخليجية والعربية، فإنه يلمس بوعيه ان مؤامرة ما تحاك ضد القضية الفلسطينية في هذه الأثناء، بحسب تعبيره.

وفي ما يتعلق بالسبب الثالث، يقول الأقطش: "هناك صدمة في الشارع الفلسطيني تجاه حجم الأموال الخليجية التي ستضخ خارج الأرض العربية بعد قمة الصفقات في الرياض ولصالح الولايات المتحدة في مقابل الدعم العربي الشحيح للقضية الفلسطينية". موضحاً: "علمتُ من مصدر دقيق أن حجم الصفقات السرية والعلنية بين الخليج وأميركا بلغ ألف مليار دولار، وليس حوالى 400 مليار كما أُعلن، حيث تم دفع جزء من المبلغ فوراً، أما الباقي فهو بمثابة الجزية على الخليج لمدة عشرة سنوات مقابل الحماية الأميركية. وهذا يؤدي إلى زيادة وعي الشارع العربي بما يجري حوله".

وحول السبب الذي جعل الفلسطينيين يختارون منصات العالم الافتراضي كوسيلة للتعبير عن تضامنهم مع قطر وليس بوسيلة أخرى، يُعلل الأقطش هذا الأمر بالقول أنه "لا يمكن للمواطن الفلسطيني أن يصل أصلاً للإعلام الرسمي الموالي للسلطة الفلسطينية حتى يعبّر عن رأيه في هذا المجال. كما أن هذا الإعلام الرسمي هو، إما منحاز لجهة خليجية دون أخرى، أو أنه يريد أن يتخذ موقف الحياد السلبي". كما يعتقد أن هذه المواقف في الشارع الفلسطيني ستفجر الوعي، ليس دفاعاً عن جهة دون أخرى، وإنما لأن الفلسطيني يشعر بأنه محاصر وأن المشروع الإقليمي المقبل هو تصفية القضية الفلسطينية بمساعدة دول عربية وإسلامية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها