الأحد 2017/03/05

آخر تحديث: 16:33 (بيروت)

فندق بانكسي في بيت لحم

الأحد 2017/03/05
increase حجم الخط decrease
على بعد أمتار من الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية، والذي يختصر سبعين عاما من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وأمام برج مراقبة للجيش الإسرائيلي، افتتح فنان الغرافيتي البريطاني بانكسي فندقاً في مدينة بيت لحم الفلسطينية، زُيّنت جدران غرف النوم والممرات فيه برسومه الداعمة للقضية الفلسطينية.


الفندق الذي يحمل اسم "ذا وولد أوف هوتيل" The Walled Off Hotel، يتألف من ثلاثة طوابق، وهو كان عبارة عن مبنى سكني قديم في المدينة، أخلي في وقت سابق من سكانه، واختاره بانكسي ليحقق فيه مشروعه الذي موّله بنفسه بالتعاون مع فريقه، حيث تم تزيين الغرف وتجهيزها، وهو لن يكون مجرد عمل فني، بل إن غرف الفندق ستؤجر فعلاً، حسبما أعلن متحدث باسم الفنان البريطاني.


من جانبه قال بانكسي، في بيان، إن الموقع كان ورشة للفخار قبل أن يتحول إلى فندق يشبه أندية "نبلاء الإنكليز في عهد الاستعمار" إقراراً بالدور التاريخي الذي لعبته بريطانيا في الشرق الأوسط. لكن الديكور اعتمد على التماثيل المختنقة بالغاز المسيل للدموع وأطفال بأجنحة ملائكة تتدلى من السقف وتغطي وجوههم الأقنعة الواقية من الغاز، علاوة على اللوحات الزيتية المرسومة على سترات نجاة كان يستخدمها اللاجئون وقذفت بها الأمواج إلى الشاطئ.

ووصف بانكسي دار ضيافته بأنها تمتلك المشهد الأسوأ لأي فندق في العالم، قائلا إن كل غرفة تطل على الجدار الذي يرمز لقمع الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الفندق يقدم استقبالا حارا للناس من جميع أطراف الصراع ومن كل أنحاء العالم. وفي غرفة الطعام يمكن الاستماع لموسيقى هادئة من بيانو آلي، وتنظر صورة للسيد المسيح إلى ثلاث طائرات حربية على ورق الحائط. ويضم الفندق أيضا معرضاً فنياً خاصاً، ومعرضاً مخصصاً فقط للجدار تعرض فيه أعمال لفلسطينيين وإسرائيليين.

ويعود بناء جدار الفصل إلى عام 2002، عندما بدأت إسرائيل تشييده من كتل من الإسمنت بارتفاع أمتار عديدة، والذي تصفه بأنه ضروري لوقف عمليات التسلل من الضفة الغربية المحتلة، فيما يصفه الفلسطينيون بأنه "جدار فصل عنصري". ويفصل الجدار بشكل خاص بيت لحم عن القدس التي تبعد عنها أقل من عشرة كيلومترات، والبلدات الفلسطينية المجاورة.ومن الجانب الفلسطيني، تحول الجدار إلى مكان للاحتجاج والتعبير السياسي الفني.

وفي العام 2007، أمضى بانكسي بعض الوقت في بيت لحم، وترك فيها عددا من اللوحات الجدارية، منها صورة لفتاة صغيرة تفتش جنديا ويداه مرفوعتان وسلاحه ملقى إلى جانبه. وكان بانكسي حينها برفقة نحو 15 فنانا آخر، وقد أقام سرا في المدينة التي ولد فيها المسيح، وقدم أعماله في معرض قرب كنيسة المهد. وذهبت عائدات المعرض إلى أعمال خيرية يستفيد منها الأطفال والمستشفيات الفلسطينية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها