الإثنين 2017/12/11

آخر تحديث: 04:03 (بيروت)

الوفد البحريني ُطرد من الاقصى..وأُدين على مواقع التواصل

الإثنين 2017/12/11
increase حجم الخط decrease

لأنها الزيارة الأولى التي تتم علناً وفي وضح النهار، بعيداً عن التلكؤ والتعمية والتمويه، بدت ردود الفعل الفلسطينية- اعلامياً وعلى مواقع التواصل الإجتماعي- مغايرة تماماً هذه المرة وأشد حنقاً اتجاه وفد قدم من البحرين لزيارة إسرائيل، في سياق ما قالت القناة الإسرائيلية الثانية إنها ليست سياسية، وإنما "تحقيقاً لرسالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة حول التسامح والتعايش والحوار بين الديانات المختلفة".

زيارة الوفد البحريني المكون من 24 شخصاً ويتبع جمعية "هذه هي البحرين" تأتي في الوقت الاكثر حساسية، حيث يغضب الفلسطينيون في الأراضي المحتلة على اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القدس عاصمةً لإسرائيل، فقام موظفو وزارة الأوقاف ومعهم أهالي القدس بمنع هذا الوفد من دخول المسجد الأقصى المبارك عندما حاول ذلك عبر أكثر من بوابة للمسجد.

وبعد أن كان الاعلام الفلسطيني مجرد ناقل للخبر عن القناة الإسرائيلية الثانية بصفتها الوحيدة التي تحدثت عن زيارة الوفد البحريني في بادئ الأمر، تحول إلى متابع لنبأ طرد أعضاء الوفد ومنعهم من دخول المسجد الأقصى على يد الحراس والمصلين، فتعاطت المواقع الإلكترونية والإذاعات وشاشات التلفزة المحلية مع الزيارة بجدية أكثر بعد ذلك، وتحدثت مع حراس "الأوقاف" الذين طردوا الوفد، مروراً بتسليط الضوء على المواقف الفلسطينية الغاضبة من زيارات التطبيع العربية مع إسرائيل، بدلاً من أن تكون متضامنة، وخاصة في هذا الوقت الحساس.

ويقول الناطق باسم أهالي سلوان المقدسية، فخري أبو دياب لـ"المدن" إن الحراس التابعين لوزارة الأوقاف الدينية منعوا الوفد من دخول الأقصى رغم أنه كان محاطاً بعناصر كبيرة من الشرطة الإسرائيلية ومخابرات الاحتلال بلباس مدني"، مبيناً أن أعضاء الوفد لم يخجلوا من أنفسهم عندما حاولوا أكثر من مرة دخول الأقصى وعبر بوابات يستخدمها المستوطنون في اقتحام المسجد.

وأضاف أبو دياب أنه "لو أن أعضاء الوفد دخلوا الاقصى لحدث مكروه لهم في ظل التوتر الذي ينتاب المصلين"، ويضيف: "حظهم السعيد وصلوا الأبواب، وطردناهم بشكل مهين وحمتهم الشرطة الاسرائيلية، قبل أن تقرر بعد محاولات عدة أن تسحب الوفد، خشية اندلاع اشتباكات". ويصف أبو دياب ما جرى "بالحادثة المخجلة جدا من قبل ذلك الوفد الذي لم يستحِ من تطبيعه، ما يدل على أن ترامب لم يتخذ قراره بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل لولا تواطؤ بعض العرب".

في مواقع التواصل الإجتماعي، بدأ التفاعل الغاضب إزاء زيارة التطبيع لوفد البحرين منذ الوهلة الاولى لنشر القناة الثانية العبرية لنبأ الزيارة وغايتها، مساء السبت، ثم تعاظمت التغريدات والمنشورات، الأحد، وخاصة في أعقاب محاولاته دخول المسجد الأقصى، قبل أن يُمنع من ذلك.

ومن هذه التغريدات، كانت لمواطنة مقدسية حيث كتبت على صفحتها على تويتر: "تم طرد الوفد البحريني المطبع من المسجد الاقصى.. وكل من يطبع ستستقبله القدس واهلها بالاحذية".

اما المدون الفلسطيني احمد البيقاوي، فغرد على تويتر: "اظن أن زيارة الوفد البحريني ليست إلا زيارة تمهيدية لما بعدها، ومحاولة لكسر الحواجز وتنفيس الرأي الرافض لمسارات التطبيع. قد يكون من المجدي أن نريهم أن الرأي الرافض يتعاظم ويزداد مع كل محاولة ولا أمل في تماهينا مع ما يحاولون فرضه"، ثم ذيّل التغريدة بهاشتاغ #التطبيع_خيانة.

وحذرت منشورات وتغريدات في "فايسبوك" و"تويتر" من الدخول في دائرة التعميم والسب والشتم على البحرين، لان صفحات وهمية يُنشئها مجهولون لإثارة النعرات والفتن، قد يقف وراءها اسرائيليون، كما أن كثراً في هذه الدولة الخليجية يرفضون بقوة التطبيع مع اسرائيل فكرة وسلوكاً، بينما يعبر الوفد البحريني المذكور عن رأيه وموقفه الشخصي، فحسب.

وتقاطع نشطاء ومواطنون بحرينيون في نبذ هذه الزيارة للوفد البحريني، فخرجوا بهاشتاغ #البحرين_تقاوم_التطبيع، ليرد عليهم فلسطيني ناشط على تويتر بتغريدة "أنا حسين، فلسطيني، أتوجه بالتحية للشعب البحريني على حملة #البحرين_تقاوم_التطبيع، وأعتبرها موقفاً نبيلاً، وان ما قام به الوفد البحريني من زيارة لدولة الاحتلال هو موقف فردي لا يعبر عن نبض الشعب البحريني الحر".

وكانت تغريدة للمذيعة في قناة الجزيرة خديجة بن قنة، لا تخلو من الثناء على ما فعله المقدسيون عندما منعوا أعضاء وفد البحرين من دخول الأقصى، فكتبت: "شباب مقدسيون ضد التطبيع في #المسجد_الأقصى يطردون الوفد البحريني اثناء قيامه رفقة شرطة الاحتلال بزيارة المسجد الأقصى"، ثم تذيلها  بهاشتاغ ‫#القدس_عاصمة_فلسطين، و‫#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية، و ‫#القدس_عربية.

وعلى صعيد الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية، فكان خطاب السلطة أكثر جُرأة ووضوحاً وصراحة هذه المرة في إدانته لزيارات التطبيع العربية لإسرائيل- فرادى أو جماعة- سواء التي تتم من تحت الطاولة أو فوقها. وقال مسؤول من دائرة الرئاسة الفلسطينية لـ"المدن": "نحن تفاجأنا بهذه الزيارة الخطيرة والسخيفة والتي لا مُبرر لها، خاصة في هذا التوقيت"، موضحاً أن السلطة تشجع زيارات العرب للقدس عبرها فقط ولكن ليس مع الاحتلال وبهدف التطبيع.

وأضاف هذا المسؤول، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن الرئاسة تتواصل مع مملكة البحرين لإستيضاح هذا الأمر الخطير.

ولم يختلف موقف حركة حماس كثيراً عن موقف السلطة في إدانة زيارات التطبيع، حيث اعتبر القيادي في الحركة الشيخ حسن يوسف أن هذه الزيارة لوفد بحريني عقب القرار الاميركي الخاص باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، تُشكل "اعتداءً على شعبنا وامتنا وعلى ركيزة اساسية من ثوابتنا وهي القدس"، وكأن الزيارة التطبيعية تُضفي شرعنة على الموقف الاميركي المنحاز للإحتلال.

ودعا الشيخ يوسف في حديث لـ"المدن" إلى وقف زيارات التطبيع، بل وحذر منها، لانها دعم للسياسة الاميركية، وبالتالي هي مرفوضة وغير مرحب بها باي شكل من الاشكال؛ واصفاً إياها بـ"طعنة كبيرة في خاصرة الشعب الفلسطيني والأمة، والجماهير الغاضبة في فلسطين ومختلف دول العالم استنكارا للقرار الاميركي، ثم نجد البعض يزور او يخطط من تحت الطاولة أو يدعم باتجاه قبول التطبيع كأمر واقع والرضى باسرائيل".

وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قد قالت إن وفدا بحرينيا يضم 24 شخصا من جمعية "هذه هي البحرين" يزور إسرائيل وبشكل علني للمرة الأولى. وتجول أعضاء الوفد، السبت، في البلدة القديمة في القدس المحتلة، برفقة مراسل القناة الذي أجرى مقابلات مع عدد من أعضاء الوفد.

وعلى هامش تقرير القناة الإسرائيلية، قال المعمم الشيعي فضل الجمري أحد أعضاء الوفد البحريني الزائر لإسرائيل من جمعية "هذه هي البحرين" إن ملك البحرين حمّله رسالة سلام لجميع أنحاء العالم، وأضاف الجمري خلال لقائه مع معد التقرير أن الشيعة لا يحملون أي عداء لأي ديانة أو مذهب، على حد تعبيره.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها