الأحد 2024/05/05

آخر تحديث: 19:45 (بيروت)

"حماس"تكشف ملابسات مفاوضات غزة:"وقف القتال".. أم"إنهاء الحرب"!

الأحد 2024/05/05
"حماس"تكشف ملابسات مفاوضات غزة:"وقف القتال".. أم"إنهاء الحرب"!
increase حجم الخط decrease
قال مصدر من حركة حماس ل"المدن" إن استهداف كتائب "القسام" تجمعاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي في معبر كرم أبو سالم شرقي رفح بقذائف صاروخية، بينها هاون من عيار 120 ملم، له صلة بالسياق السياسي المتعلق بجولة المفاوضات الدائرة حالياً في القاهرة لوقف إطلاق النار.

وأشار المصدر إلى أن "القسام" أرادت من استهداف كرم أبو سالم، وموقع نتساريم وسط القطاع، وتجمعات إسرائيلية أخرى، أن تؤكد أنها باتت مستقرة أكثر ميدانياً وسياسياً مقارنة بوقت سابق، إلى جانب محاولة حماس تسويف ورقة الضغط الإسرائيلية المتمثلة بالتهديد الدائم باجتياح رفح، عبر القول إنها "لا تخشى العملية، وأن مقاتليها متماسكون"، ناهيك بأن العملية هدفت إلى إرباك خطة الاحتلال العسكرية المُعدة لرفح، وتشكيكه ب"جدوى" الخطة.

حماس تتجنب قول "لا"
وبتقريب المجهر مما يجري في القاهرة، أفاد المصدر الحمساوي ل"المدن" بأنه في ظل معضلة وقف الحرب التي تعترض الجولة التفاوضية الحالية، ستحاول حماس أن تفعل ما بوسعها من مواقف إيجابية حيال جهود الوسطاء لبلورة صفقة لوقف إطلاق النار. ونوه المصدر بأن حماس لن تقول كلمة "لا" ضد المقترحات المقدمة للحل، وستحاول بدلاً من ذلك الضغط لتحقيق مطلبها بإنهاء الحرب.

وتابع المصدر: "الاحتلال يريد سماع كلمة (لا) منا؛  لتفجير المفاوضات، وشراء الوقت لاستمرار عدوانه".

وأفاد المصدر أن أداء حركته في جولة القاهرة التفاوضية يقوم على أساس إلقاء الكرة في ملعب الوسطاء وإسرائيل، بموازاة مضيها حتى آخر نقطة يمكن الوصول إليها في المفاوضات، على أمل نيل "أفضل ما في الجولة الحالية".

وبحسب حماس، فإن الوسيط الأميركي هو الحاسم بالمفاوضات، سواء بالضغط على إسرائيل، وحتى كفالتها، وضمان وقف الحرب.

"جولة غير عادية"

وبرر المصدر طريقة التعاطي مع المفاوضات الحالية، بأن حماس تشعر أن معطيات جعلت الجولة الحالية "غير عادية"، منها أن وضعها التفاوضي "أفضل"، بوصفها "مرتاحة من الضغط أكثر من الجولات السابقة".

وهنا، كشف المصدر أن حكاية التفكير بنقل مكتب حماس من العاصمة القطرية الدوحة إلى مكان آخر، قد تم باتفاق بين الحركة ودولة قطر قبل اشتداد الضغوط السياسية من الولايات المتحدة، وذلك لسحب أي ورقة للضغط من واشنطن أو غيرها. وعندها، تقول حماس لأميركا وإسرائيل: "حسناً، تريدون الضغط..ابحثوا عني في عواصم أخرى".

كما اعتبر المصدر أن ضغط سكان القطاع بات أقل، نظراً ل"تفهم السكان بأن نتنياهو هو من يعيق الصفقة، وأن حماس عليها الضغط لوقف الحرب نهائياً".. وهي عوامل قال المصدر إنها فككت ضغوطاً عن كاهل حماس، وأضيفت إلى عوامل أخرى حسنت أداء الحركة التفاوضي في الجولة الحالية، وفق المصدر.

بالمحصلة، تتعامل حماس مع جولة مفاوضات القاهرة على أساس أنها مُغايِرة لجولات مضت خلال أشهر الحرب السبعة؛ إذ تؤكد مصادر "المدن" من حماس أن إسرائيل تنازلت عن خطوط حمراء كانت متمسكة بها في المفاوضات الماضية، مثل الانسحاب من معبر نتساريم، وعودة النازحين إلى شمالي القطاع، ومروراً بحدوث "حلحلة" في موقف إسرائيل بالنسبة لأسماء أسرى فلسطينيين كانت ترفض تحريرهم بموجب صفقة تبادل قادمة.

وبمنظور حماس، ينبع ارتياحها أيضاً في جولة المفاوضات الحالية من الضغط الداخلي في إسرائيل، بالترافق مع الاحتجاجات في الجامعات الأميركية والأوروبية رفضاً للعدوان الإسرائيلي، إضافة إلى شعور الولايات المتحدة بأنها باتت في قفص اتهام مع إسرائيل، وفي وضع "محرج جداً".

"وقف القتال".. أم "إنهاء الحرب"؟

وكشف المصدر المقيم في القطاع ل"المدن" أن أميركا أكدت أنها ستدفع إسرائيل إلى الموافقة على "وقف القتال"، وليس إنهاء الحرب، بمعنى أن تل أبيب مستعدة لوقف المناورة البرية والقتال على مدار 24 ساعة، لكنها بشرط أن يضمن الاتفاق لها مواصلة النشاط الأمني والعسكري كلما توفر لها "صيد ثمين"، كاغتيال قيادات بالحركة، وتدمير أي محاولة من حماس لإعادة بناء قدراتها العسكرية في القطاع.

ورغم إصرار حماس على وقف الحرب، لم يستبعد المصدر احتمال الموافقة على تعبير "وقف القتال"، في حال كان مرتبطاً بمعطيات ومحددات تقيد العمليات الإسرائيلية في القطاع، وبشروط منها توسيع دائرة الوسطاء والضامنين لوقف الحرب.

أما ورقة الضغط الإسرائيلية باجتياح رفح، تعتبرها حماس "ورقة أخيرة" بيد نتنياهو، وهو أمر يدفعه إلى المحاولة جاهداً لعدم إسقاطها، لكن المصدر شدد على أن عملية رفح تجعل مصر في عين العاصفة، وهو ما يجعلها تقوم بدور إطفائي للحريق، وليس وسيطاً فحسب؛ خشية امتداده إليها.

مع ذلك، تعتقد مصادر من حماس أن الأمل بعقد الصفقة يبقى قائماً، خاصة أنها تقدّر بأن إسرائيل "لم يعد لديها أهداف عسكرية حقيقية"، بينما أكد نازحون من القطاع ل"المدن" أن الترقب يسود مخيمات النزوح بخصوص ما ستحمله الساعات والأيام القادمة لمفاوضات القاهرة، حتى أن البعض بدأ يحزم أمتعته للعودة إلى شمالي القطاع.

وفي حين، تتعامل قيادة حماس في غزة مع خيار اجتياح رفح ك"فرصة أخيرة" بالنسبة لإسرائيل، قالت مصادر من حماس ل"المدن" إن الاجتياح سيعقد الأمور أكثر، وستكون محطة أخرى لتصعيد لا حدود له، أي يتجاوز رفح إلى مصر، وجبهات أخرى من ناحية "تصعيد حلفاء إيران القوة النارية ضد إسرائيل".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها