قيس الخزعلي على الحدود.. "فتح لاند" من جديد؟

أسئلة كثيرة أثارها فيديو الشيخ قيس الخزعلي، زعيم "عصائب أهل الحق" العراقية المنضوية تحت لواء ميليشيا "الحشد الشعبي"، حيث ظهر الخزعلي بلباس عسكري عند بوابة فاطمة الواقعة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وبرفقته عناصر من حزب الله وأحدهم يشرح له الخريطة الحدودية وأين يقع الجولان السورية وكم تبعد عنها المستعمرات الإسرائيلية، في مشهد بدا فيه الخزعلي وكأنه قائد عسكري يجري استعداداته الأخيرة قبل الانطلاق في حرب وشيكة، فيما هو يتحدث عبر جهاز اتصال لاسلكي معلناً "الجهوزية التامة" في "تلبية نداء الإسلام في التمهيد لدولة العدل الالهية دولة صاحب الزمان".

الفيديو الذي اعتبر كثيرون أن مضمونه "مستفز" وأنه يؤكّد أن لبنان مساحة مستباحة لمن هبّ ودب، دفع البعض للسؤال عن سبب عدم وجود لائحة بأسماء شخصيات تشكّل خطراً على لبنان وأمنه، وعليه منعها من الدخول أصلاً، بدلاً من الشجب والاستنكار بعد ظهورها وإطلاقها رسائل تحدٍ للسلطات والقوانين وتسببها بأزمة داخلية، وكأنها عودة لزمن التنظيمات الفلسطينية، حينما كان يُستباح الجنوب اللبناني كلما أراد فصيل منها توجيه ضربة لإسرائيل، في حين يأتي ظهور الخزعلي ليعيد اللبنانيين بالذاكرة إلى زمن "فتح لاند".

ظهور الخزعلي برفقة عناصر من حزب الله ومن ثم لقائه أمين عام الحزب، السيد حسن نصر الله، بعد قيامه بجولته الميدانية على الحدود مع فلسطين، دفع للسؤال أيضاً إن كان هذا ردّ الحزب على إعلان الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، قبل أيام، عن "النأي بالنفس" وخصوصاً تجاه صراعات المنطقة، الأمر الذي عبّر عنه وزير الإعلام ملحم الرياشي، عبر تغريدة قال فيها "الخزعلي مرّ من هنا؛ خرق للنأي بالنفس لا يجب ان يمرّ... من هنا".

تغريدة الرياشي أتت في خضم جدل كبير في مواقع التواصل أثاره ظهور الخزعلي في الفيديو المذكور، حيث عبّر مغردون عن غضبهم مما أطلقوا عليه "اغتصاب حزب الله لقرارات الدولة اللبنانية"، متسائلين "أين كرامة لبنان يوم يدخل بطريقة غير شرعية قيس الخزعلي، أحد أكبر الإرهابيين؟"، و"بأي حق يأتي مسؤول عسكري أو سياسي إلى دولة ذات سيادة مثل لبنان ويعلن استعداده لإرسال مقاتلين إلى لبنان من دون استشارة الشعب اللبناني؟".

الغضب الذي أثاره الخزعلي دفع رئيس الحكومة، سعد الحريري، لإجراء اتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية المعنية لإجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ الإجراءات التي تحول من دون قيام أي جهة أو شخص بأي أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، ومن دون حصول أعمال غير شرعية على صورة ما جاء في الفيديو، ومنع الشخص المذكور من دخول لبنان، خصوصاً وأنه "يشكّل مخالفة موصوفة للقوانين اللبنانية".