"صوت إسرائيل بالفارسية".. للترغيب والترهيب

ويقول القائمون على الإذاعة، بحسب وسائل إعلام عبرية، "إن الهدف منها شرح وتقريب وجهاتِ النظر بين الشعبين الاسرائيلي والايراني من خلال برامج إذاعية سياسية وثقافية تتناول تاريخ العلاقة بين الشعبين". 

لكن الواضح، ان إعادة بث هذه الإذاعة يأتي في سياق التصعيد بين تل ابيب وطهران، واهتمام الطبقة السياسية الإسرائيلية بالتأثير في الشعب الإيراني، بدءاً من اليهود من أصل ايراني الذين يقيمون في اسرائيل، ووصولاً إلى عموم الإيرانيين، تماشياً مع محاولات تل ابيب المتصاعدة في السنوات الأخيرة لعزل المجتمع الايراني عن قيادته السياسية والدينية، وإظهاره بأنه مجتمع علماني ومتفهم، لا يُمثله نظام الخميني العقائدي.

استئناف بث الاذاعة التي أنشئت لها صفحة الكترونية باسم "صوت إسرائيل بالفارسية"، يظهر اهتماماً اسرائيلياً رسمياً لافتاً باللغة الفارسية لاستمالة الشعب الإيراني وإيجاد فجوة مع قيادته، وإيجاد مساحة لمخاطبته، حتى أن أحد المحاضرين الفلسطينيين في جامعة تل ابيب قال لـ"المدن" ان هناك اعلانات بين الفينة والأخرى عن دورات لتعليم اللغة الفارسية.

ويدعي القائمون على هذه الصفحات أن هناك تواصلاً وتفاعلاً من قبل إيرانيين مع الإذاعة الناطقة بالفارسية وصفحتها في الشبكة العنكبوتية.

ويأتي قرار استئناف بث الإذاعة المذكورة في أعقاب تعميم رئيس الحكومة الإسرائيلية على وزارة الخارجية، نشر بيان بثلاثين لغة، بينها الفارسية، على مختلف السفارات الإسرائيلية في العالم، لتوزيعه. وهو البيان الذي يوضح موقف تل ابيب من استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وانها تؤكد ما تحذر منه اسرائيل دوماً حيال الخطر الإيراني وتدخلاته عبر أذرعه في المنطقة.