الأربعاء 2017/11/01

آخر تحديث: 19:21 (بيروت)

"لم الشمل": محاولة مصرية لمنافسة فايسبوك

الأربعاء 2017/11/01
"لم الشمل": محاولة مصرية لمنافسة فايسبوك
increase حجم الخط decrease
أطلق شباب مصريون، الأسبوع الماضي، موقعاً إلكترونياً اسمه "لمّ الشمل" لمنافسة فايسبوك، الذي أصبح، في نظرهم، يهدد الحياة الشخصية لمستخدميه وينتهك خصوصيتهم، وبات يسمح لنفسه بالاطلاع على الرسائل ويحصل على كل المعلومات وتحول إلى كاميرا مراقبة لكل واحد فينا.

ولأن كل اختراع أساسه فكرة، يؤمن أصحابها بها ويعتقدون في نجاحها، أصرّ هؤلاء الشباب على تنفيذ فكرتهم واستطاع موقع "لمّ الشمل" أن يضمّ 100 ألف مشترك في أسبوع واحد.
ويقول أحمد سعد الدين، أحد مؤسسي الموقع، إنه ومعه مجموعة من شباب مدينة كفر الشيخ تحمسوا للفكرة وتحملوا تمويلها بشكل طوعي، في محاولة منهم لإثبات أن الاختراعات الكبرى بإمكانها أن تولد في دول يراها العالم فقيرة ومتخلفة.

ويضيف في تصريحات لـ"المدن": "وصلنا إلى 100 ألف مشترك في نهاية الأسبوع الماضي، وهدفنا هو الوصول إلى 10 ملايين مشترك بنهاية العام 2017. التفاعل جيد جداً ولا يقتصر على مصر، بل حقق هدفنا وبات لدينا عدد كبير من المشتركين من دول عربية مختلفة"، لافتاً الى انه "لدينا خطط كثيرة كي يصبح الموقع أكثر انتشاراً ومنها أن كل مشترك يقدم دعوة لصديق له كي ينضم إلينا سيحصل على أرباح سنحدد قيمتها له، كما أننا بدأنا بضخ عدد كبير من الإعلانات الممولة من خلال جميع وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للموقع. وصلنا إلى 100 ألف مشترك دون أن نسوق له إلكترونياً ونتوقع أن حملتنا الدعائية خلال الفترة المقبلة ستساعد الموقع من الوصول لأرقام ستبهر الجميع". 

ويؤكد سعد الدين "اننا ننافس فايسبوك ونؤمن بأننا قادرون على إزاحته، لن يحدث هذا خلال أيام أو شهور، غير أنه حلم لن نتركه يفلت من بين أيدينا.. بكل الأحوال لم يبقَ لنا سوى الأحلام".

استخدام الموقع ليس صعباً، ويسمح بالتسجيل عبر فايسبوك، ويتضمن خاصية نشر المقالات التي تظهر عليه كما لو كان موقعاً صحافياً، وهو أيضاً متعدد اللغات. إضافة الى العربية، توجد الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية، والإسبانية، ولغات أخرى كثيرة. الموقع يستخدم كذلك التقويم السرياني، فيبدأ اختيار الشهور بـ"كانون الثاني" و"شباط"..  وليس "يناير" و"فبراير"...

ويوضح إبراهيم عبد الخالق، أحد مؤسسي الموقع، في حديث لـ"المدن" أن اللجوء الى هذا التقويم يرجع لأنه مشهور ومنتشر بشكل أكبر يفوق استخدام التقويم العربي الذي ينحصر فقط في المغرب العربي ودول الخليج، ما يؤكد رغبة الموقع في أن يحقق انتشاراً عربياً لا مصرياً فقط.

ولا تعد هذه هي المحاولة الأولى لتأسيس منصة للتواصل الاجتماعي من أجل منافسة فايسبوك، ففي العام 2014 قامت مجموعة من المطورين المصريين بإطلاق موقع اسمه "jidari" يمزج بين مزايا فايسبوك و"غوغل بلس". ميزة الموقع كانت السهولة في الاستخدام وتقديم مزايا التفت إليها فايسبوك في ما بعد، مثل تغيير استخدام زر اللايك ليطرح ثلاثة خيارات بديلة أكثر تنوعاً وهي: مثير للفكر، ظريف، ومؤثر. 

حقق الموقع انتشاراً، ولاقى صدى وقتها وأقبل عليه عدد من المستخدمين، ولكن مع الوقت خفت تأثيره وانصرف مستخدموه عائدين إلى بيتهم القديم: فايسبوك.

وفي العام الماضي 2016، صمم بعض المطورين المصريين موقعاً أطلقوا عليه اسمه "دوبليست" وكان هدفهم تجارياً منذ البداية، وأعلن صاحبه محمد مرزوق، في تصريحات صحافية وقتها، إنه يريد منافسة عالمية وفي خطته أن يدر عليه الموقع ملايين الدولارات من الأرباح بعد مرور عام واحد فقط. وبعد أن وصل عدد مستخدمى الموقع إلى 2 مليون اختفى الموقع، وبرر مؤسسوه المسألة بأن المستخدمين ينجذبون في البداية لاستخدام هذا الموقع باعتباره حدثًا جديدًا، ونحن مشغولون طوال الوقت بكل ما هو جديد وغير مألوف عندنا، ثم يعودون بعد فترة، قصيرة أو طويلة إلى عادتهم القديمة.

ويقول الصحافي المتخصص في شؤون الميديا محمد عبد الرحمن إن محاولات إطلاق مواقع تواصل اجتماعي لن تنتهي، ولكنها تبقى محاولات غير مدروسة وتفتقر للتخطيط السليم، ولذلك تموت سريعاً.

ويشرح عبد الرحمن، في حديث لـ"المدن": "الوصول إلى 100 ألف مشترك في أسبوع واحد ليس عملاً عظيماً، لأن أغلب هذه الاشتراكات وهمية، بمعنى أن أحد الأشخاص يسمع عن موقع جديد بنفس مواصفات فايسبوك فيذهب مدفوعاً بالفضول، لاستخدام الموقع ثم يتركه بعد يومين أو ثلاثة، لذلك لا تستمر هذه المحاولات التي عليها أن تفكر في تقديم شيء جديد، ذلك ان فايسبوك أصبح يمتلك حضوراً راسخاً وغير قابل للمنافسة، ويطور نفسه طوال الوقت، ومؤسسه ليس شخصاً عادياً طبق فكرة بسيطة كي يقلده الشباب كل فترة، ولكنه احتفظ بفكرته وخطط لها وتعامل مع الأمر على أساس علمي ولذلك نجحت تجربته". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

مقالات أخرى للكاتب