الأربعاء 2017/10/04

آخر تحديث: 11:16 (بيروت)

المصالحة تتخطى الشتائم: عمرو أديب ولميس الحديدي في غزة!

الأربعاء 2017/10/04
المصالحة تتخطى الشتائم: عمرو أديب ولميس الحديدي في غزة!
غادة عويس عن عمرو أديب: "مقرف منظره في غزة بعد ذاك التحريض"!
increase حجم الخط decrease
فيما لا يزال هاشتاغ #مع_المصالحة هو الأكثر تداولاً بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي الفلسطينيين، سواء من المقيمين في الأراضي المحتلة أم خارجها، تباينت التغريدات وسياقاتها في كيفية تعليقها ومتابعاتها ومواكبتها لحدث قدوم حكومة الوفاق الفلسطينية من رام الله إلى قطاع غزة، ايذاناً بتوحيد المؤسسات بإدارة موحدة في أعقاب تفاهمات المصالحة الأخيرة بين حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة.
واخترقت زيارة الإعلاميَين المصريَين عمرو اديب ولميس الحديدي، المصالحة، إذ تعالت أصوات صحافيين، انتقدت استقبال عمرو أديب وزوجته لميس، على رأس وفد اعلامي مصري رسمي إلى قطاع غزة لتغطية أجواء المصالحة برعاية القاهرة، وهما سبق أن هاجما قطاع غزة وقاما بشيطنة الفلسطينيين في برامجهما.
 
وفي هذا المضمار، وجه اعلاميون وناشطون انتقادات شديدة لتلفزيون فلسطين الرسمي الذي فتح استديوهاته في غزة لأديب والحديدي، حيث قدما برنامجيهما عبره.

وتداول ناشطون مستقلون، فيديو سابقاً لأديب، ليذكّروا من خلاله بهجومه على حركة حماس، على هامش احدى حلقات برنامجه الحواري، إذ قال حينها: "حماس كَفرة، وتحية لإسرائيل.. انت صح". ثم قاموا بمشاركة صورتين جمعتا رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، بكل من عمرو أديب ولميس الحديدي، وعلقوا عليها بعبارة "صحتين قيادة".

ولامت منشورات كثيرة في "فايسبوك"، حماس وفتح، على ترحيبهما بهذين الإعلاميين بصفتهما أساءا للفلسطينيين، وشكلا نموذجاً للإعلام المصري الذي الذي لعب دور بوق النظام.

كما غردت مذيعة قناة "الجزيرة" غادة عويس، في "تويتر"، حول تواجد عمرو أديب في غزة، بعبارة: "مقرف منظره في غزة بعد ذاك التحريض".

وعدا عن زيارة أديب والحديدي، تمايز المزاج الشعبي العام في الشبكة العنكبوتية إزاء الحدث. وإن رحبت غالبية الفلسطينيين وابتهجت بالتطور الحاصل على صعيد المصالحة، طالبت بإجراءات ملموسة على الأرض لتحقيق الوحدة التي طال انتظارها، كي "لا تعود حليمة لعادتها القديمة" وينتهي مصير الجهد الحالي بالفشل كما المرات السابقة. بينما شكك البعض في نجاحها أساساً؛ ليس من باب رفض المصالحة، وإنما لأنهم فقدوا الثقة في النخب السياسية الفلسطينية، ولأن ثمة وقائع على الأرض ترسخت على مدار عقد من الزمن، فمن الصعب إغماض العيون عنها، إلا إذا كان الحديث عن توافق فلسطيني عبر "الإقتسام" لا الوحدة بمعناها العميق، كتكتيك يهدف الجميع من خلاله إلى عبور المرحلة المعقدة إقليمياً بسلاسة وبأقل الأضرار.

المصور الصحافي والناشط فادي عاروري، المقيم في رام الله، كتب في "فايسبوك" معلقاً على صورة لحشود كبيرة من مواطني قطاع غزة تلتفّ حول موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله لحظة وصوله إلى القطاع: "بصراحة منظر تهافت الناس بيشرح القلب وبيعطيني أمل كبير انه القادم اجمل واتمنى ألا يجرؤ أحد على تخييب آمال الملايين في داخل القطاع وخارجه".

وتداول الفلسطينيون صوراً تجمع عدداً من قادة حماس والسلطة الفلسطينية في غزة، وهم يتبادلون الابتسامات وأطراف الحديث الهادئ. ومن بينها صورة جمعت رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، ورئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار، بينما هما يتبادلان نظرة احترام، ما استثار عاطفة البعض، لكن آخرين قالوا إن الواقعية تجعلهم غير متفائلين لمجرد مشاهد المصافحات والإبتسامات والتصريحات الإيجابية بين الفرقاء؛ ذلك أن هذه المَشاهد تكرار لأخرى مشابهة جمعت قادة فتح وحماس في جولات سابقة للمصالحة، ولم تنجح.

ولوحظت تغريدات حذرة، مثل: "أكيد في ناس بلشت تحضر بصحونها انتظاراً لحصتها من الكعكة"، ثم يستدرك المدوّن ويقول إن المنشور لا يتنافى مع دعمه للمصالحة. واختزلت الشابة العشرينية، خلود من غزة، الدافع من وراء دعمها للمصالحة بتغريدة مفادها: "#مع_المصالحة عشان 11 سنة دمرونا معنوياً واقتصاديا وسياسيا ونفسياً".

وانتقالاً إلى الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، فقد انقسم بين ناقل ومادح لأجواء دخول الحكومة لقطاع غزة والترحيب من جهة، وبين قلة من وسائل الإعلام حاولت الغوص في التفاصيل وتسليط الضوء على ما سيأتي وما ينتظر الملفات العالقة، ليقطع الساسة ومَن لف لفيفهم الطريق على هذا الاعلام، ويرسموا له "تابو" لا يجوز تخطيه، بحجة أن السؤال واستباق الأمور سيفجر جهود المصالحة. وكأن الإعلام الذي ارتأى أن يكون مهنياً هو المُعرقل للمصالحة، فيما الفرقاء السياسيون الذين قسّموا وطناً وشعباً وقزّموا القضية على مدار عشر سنوات هم "براءة"!

واستبقت "فضائية الأقصى"، التابعة لحركة حماس ومقرها غزة، إنجاز حكومة التوافق، بتغيير إدارتها، ما انعكس بشكل واضح في طبيعة مصطلحاتها وترحيبها بالمصالحة التي تُوجت بمجيء حكومة التوافق إلى غزة. فقال مذيع في القناة خلال تغطيته لوصول الحكومة "إن الوطن بحاجة إلى فتح"، بالتزامن مع اختفاء قيادات حماس المعروفة بـ"الصقور" والتي لطالما عبّرت عن مواقف متصلبة إزاء السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، وخصوصاً محمود الزهار وفتحي حماد، الأمر الذي أعطى انطباعاً للرأي العام بأن شيئاً ما ربما تغيّر هذه المرة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها