الخميس 2016/09/15

آخر تحديث: 14:52 (بيروت)

بوتين عريس موسكو.. والجنود الروس يهربون في حلب!

الخميس 2016/09/15
بوتين عريس موسكو.. والجنود الروس يهربون في حلب!
increase حجم الخط decrease
موجة جديدة من البروباغندا "المكشوفة" بدأتها قناة "روسيا اليوم" باللغة الانجليزية، الأربعاء، بنشرها مقاطع فيديو للمخاطر التي يتعرض لها الجنود الروس "المحافظون على السلام" في حلب، رغم اتفاق الهدنة في سوريا بين النظام والمعارضة.


ويظهر المقطع الأول تعرض مراسل روسي لهجوم من "التكفيريين" خلال بث مباشر من منطقة الكاستيلو في حلب شمال البلاد، بينما يظهر المقطع الثاني تعرض عسكريين روس مع ضابط من جيش النظام السوري، لهجوم في المنطقة نفسها، خلال مؤتمر صحافي لمجموعة المراقبة الروسية هناك. ويتشابه التسجيلان في رد الفعل الاصطناعي للجنود والمراسلين قبل الهروب أمام الكاميرا مع بقاء كاميرا المصور ثابتة وكأن شيئاً لا يحدث أمامه.


وأثار المقطعان سخرية واسعة بين ناشطين معارضين عبر السوشيال ميديا، إلى حد تشبيه القناة الروسية الممولة من الكرملين بقناتي "سما" و"الدنيا" المواليتين للنظام، واللتين تقدمان منذ 2011 مجموعة من التمثيليات الدعائية لجيش النظام بطرق مشابهة، علماً أن مستوى التمثيل المتدني واضح في المقاطع الروسية التي جرى تنفيذها بطريقة بدائية، على طريقة الوثائقيات التي تصور الاتحاد السوفياتي خلال فترة الحرب الباردة، أو المقاطع الدعائية له خلال فترة الحرب الباردة.

في السياق، استبعد ناشطون حدوث اشتباكات على طريق الكاستيلو، بسبب ابتعاد فصائل المعارضة المسلحة عن الطريق نحو مخيم حندرات، وبالتالي لا يمكن أن تحدث أي اشتباكات هناك إلا بين قوات الأسد وحلفائه من جهة، ووحدات "حماية الشعب" الكردية المتواجدة في حي الشيخ مقصود المشرف، على الطريق من جهة ثانية.

وتمهد المقاطع الدعائية لحملة أكبر على ما يبدو، لحرف اتفاق الهدنة الهش في البلاد عن مساره، بتصوير المعارضة وهي تخرق الاتفاق وتهاجم الصحافيين والمدنيين وحتى العسكريين الروس الذين يشرفون على نقاط الهلال الأحمر التي تم إنشاؤها مؤخراً، وإقناع المجتمع الدولي والجمهور الغربي تحديداً بتلك الفكرة، مع تسويقها عبر أدوات الدعاية الروسية العالمية.

يأتي ذلك بعد إعلان وكالات أنباء روسية، إنشاء القوات الروسية المتواجدة في سوريا لنقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، لمراقبة "نشاط الجماعات الإرهابية" وتدفق "الإمدادات الغذائية" إلى أحياء حلب الشرقية، بحسب وصفها، من دون توضيح طبيعة وجود جيش النظام هناك، وذلك بهدف "جعل الكاستيلو خالياً من السلاح".

من جهة أخرى، ما زال الإعلام الروسي يصور رئيس البلاد فلاديمير بوتين بمظهر البطل الخارق، وهذه المرة على طريقة جيمس بوند ببزته الرسمية محاطاً بالجميلات من عارضات الأزياء في فساتين الزفاف، اللواتي "تهافتن" على بوتين لالتقاط صورة سيلفي معه في الساحة الحمراء، متجاهلين رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف، خلال احتفالات بعيد مدينة موسكو الـ899.

ويرسم الإعلام الروسي الممول من الكرملين، بوتين، بطلاً يعيد أمجاد روسيا القديمة كدولة عظمى، في سياق الترويج لحقبة "سوفياتية" جديدة حمراء بقيادته، وتشكل جاذبية "القيصر بوتين" للنساء هنا عنصراً مهماً في الكاريزما التي يتم خلقها عنه كأسطورة شعبية حية، وهي دعاية تتجاوز البعد المحلي لخلق أنصار له ولسياساته التوسعية في دول مختلفة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها