الخميس 2016/08/18

آخر تحديث: 15:12 (بيروت)

"داخل سجن صيدنايا".. تجربة ثلاثية الأبعاد لـ"الرعب السوري"

الخميس 2016/08/18
"داخل سجن صيدنايا".. تجربة ثلاثية الأبعاد لـ"الرعب السوري"
increase حجم الخط decrease
لا توجد صور حقيقية لسجن صيدنايا العسكري قرب العاصمة دمشق، لكن منظمة العفو الدولية "أمنستي"، أصدرت مقطع فيديو يصور السجن المخيف من الداخل باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد، بعد أحاديث مكثفة مع بعض الأشخاص القليلين الذين خرجوا من أسوأ معتقلات النظام السوري وهم على قيد الحياة.

وفي عشر دقائق فقط، ينجح فيديو "داخل سجن صيدنايا" في إيصال فكرة عن مستوى التعذيب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتبكها النظام السوري هناك، فيمتزج كلام الشهود بصور ثلاثية الأبعاد تجعل حكايات المعتقلين القاسية والمؤلمة أكثر حقيقية وأقرب للاستيعاب بالنسبة للعقل البشري الطبيعي، الذي قد لا يستوعب بسرعة مستوى الإجرام الممارس داخل السجن.


وفيما تصف "أمنستي" السجن بأنه أسوأ مكان على الكوكب، يمكن القيام بجولة افتراضية داخل السجن توضح خفاياه كافة مع معلومات تفصيلية ومقاطع فيديو وشهادات حية، وتبدأ الجولة من رحلة الطريق الوعرة في سيارات الاعتقال الجماعي إلى السجن، حيث يبدأ الفرز والإهانات والسجن، مع الاعتناء بأدق التفاصيل الصوتية، والتي تتدرج من الصمت المطبق إلى قطرات الماء المتدفقة ببطء من أسقف الزنزانات كحياة المعتقلين تماماً، وصولاً إلى صرخات المعتقلين خلال عمليات التعذيب.

المشروع نتيجة تعاون بين "أمنستي" وخبراء علم العمارة الجنائية في كلية "غولد سميث" التابعة لجامعة لندن بالتشاور مع وحدة علم النفس الجنائي في الجامعة، وتم إجراء المقابلات مع الناجين في تركيا، حيث شكلت ذكرياتهم الأاساس لإعادة تركيب تفاصيل السجن من الداخل، عبر الاستعانة بنماذج معمارية وصوتية محوسبة، واستغرق العمل على المشروع ككل أكثر من ثمانية أشهر.

والحال أن مشروع صيدنايا، جزء واحد فقط من تقرير موسع أعدته المنظمة عن معتقلات النظام السوري، أكدت فيه مقتل حوالي 18 ألف سوري في سجون النظام وفروعه الأمنية منذ انطلاق الثورة في البلاد العام 2011، وتحدثت فيه عن رويات مرعبة للتعذيب الممنهج، بناء على شهادات 65 ناجياً.

في ضوء ذلك، دعت "أمنستي" للتوقيع على عريضة إلكترونية بعنوان "ضعوا حداً للرعب في سجون سوريا"، ستسلم لـ "قادة المجموعة الدولية لدعم سوريا"، وبالتحديد إلى روسيا والولايات المتحدة لمطالبتهما "باستخدام نفوذهما في العالم، وضمان السماح لمراقبين مستقلين بالتحقيق في طبيعة الأوضاع السائدة في السجون السورية، والتي يتعرض فيها المعتقلون إلى التعذيب"، إضافة للضغط على النظام السوري من أجل الكشف عن أعداد وهوية المعتقلين لديه وتقديم معلومات مفصلة بهذا الشأن للمجتمع الدولي، ولعائلات المغيبين قسراً بالدرجة الأولى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها