الأحد 2016/07/17

آخر تحديث: 15:15 (بيروت)

سيلفي "حافظ الصغير": بروباغندا الأبد!

الأحد 2016/07/17
سيلفي "حافظ الصغير": بروباغندا الأبد!
increase حجم الخط decrease

الرئيس القادم، هو الوصف الذي يطلقه موالون للنظام السوري، على الصور الجديدة لحافظ الابن الأكبر للرئيس السوري بشار الأسد، وتحديداً صورة السيلفي "للشاب الصغير" في هونغ كونغ، مع الوفد السوري المشارك هناك في الأولمبياد العلمي العالمي للرياضيات.

وتحمل التسمية السابقة كماً كبيراً من الاستفزاز، فهي قبل كل شيء بعيدة عن أي مفهوم ديمقراطي يتم التشدق بامتلاكه من قبل الموالين أو المطالبة به من قبل المعارضين، كما أن صفات من هذا النوع تبدو أكبر من "الصبي الصغير" نفسه الذي قد يكون غير مدرك أساساً لما يدور من حوله من لعبة سياسية تهيئه لخلافة والده بعد سنوات، وبالتالي يتم تحويله إلى عدو لكثيرين من السوريين على خلفية جرائم والده، وهو ما يلاحظ في تعليقات ناشطين معارضين على الصورة.

وفيما لا يفترض أن تشكل صور أبناء أي رئيس في العالم، قيمة إخبارية بحد ذاتها، يختلف الوضع في سوريا جذرياً بكل تأكيد، حيث يبدأ نشر صور "العائلة الحاكمة" في صفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية" في "فايسبوك" و"إنستغرام"، قبل أن يعاد نشرها على نطاق واسع عبر الصفحات الموالية في السوشيال ميديا، وفي المواقع الإعلامية الموالية للنظام داخل سوريا، والحليفة له في المنطقة (NBN،..).

صناعة البروباغندا الأسدية تفترض الأبدية والدوام في السلطة، رغم الثورة القائمة في البلاد منذ ست سنوات، وعليه يبدأ الضخ الإعلامي من الأب نحو الابن الأكبر الذي يفترض على ما يبدو أن يتسلم الرئاسة عندما يكبر!، تماماً كما كان عليه الحال في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، والذي كانت صور وأخبار إبنه الأكبر باسل تنتشر في الإعلام الرسمي حتى وفاته، ليتم التحول بعدها للترويج للابن الثاني بشار، الذي كان غائباً عن المشهد تماماً.

في ضوء ذلك، تبدو الدعاية المرافقة لحافظ الصغير، مشابهة إلى حد ما لدعاية والده من قبله، فيتم التركيز على إنجازاته العلمية وتحصيله الدراسي، وقيمة التعليم التي يحرص عليها، تماماً كما كانت الدعاية المحلية ترسم صورة بشار قبل وصوله للرئاسة على أنه الطبيب المنفتح الذي سيقود البلاد نحو مزيد من التقدم بعد عودته من الغرب.

وذكرت صفحة "رئاسة الجمهورية" في "فايسبوك" الجمعة، أن "حافظ الصغير" لم يحصل على أي ميدالية في الأولمبياد مكتفياً بشهادة تقدير، فيما حاز الفريق السوري المكون من 20 متسابقاً، على ثلاثة برونزيات ليرتفع الترتيب العالمي للفريق السوري إلى المرتبة 48 عالمياً، بعدما كان 109 عام 2009.

وكان حافظ قد حل سابعاً في مسابقات الرياضيات ضمن "الأولمبياد العلمي السوري" مطلع العام، في حدث نوعي كونه لم يتصدر المسابقة كما كان عليه الحال في أي نشاط تشارك فيه "العائلة الحاكمة" منذ وصول حافظ الأسد للسلطة عام 1970، ما أثار جدلاً واسعاً حينها عبر مواقع التواصل بين الموالين والمعارضين، كأول حدث يشغل فيه "حافظ الصغير" الرأي العام. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها