الخميس 2024/05/02

آخر تحديث: 13:04 (بيروت)

"بي.بي.سي": الشرطة الإيرانية تحرشت جنسياً بالمراهقة شاكارامي..قبل قتلها

الخميس 2024/05/02
"بي.بي.سي": الشرطة الإيرانية تحرشت جنسياً بالمراهقة شاكارامي..قبل قتلها
increase حجم الخط decrease
وجهت النيابة العامة الإيرانية اتهامات جنائية ضد ناشطين وصحافيين في أعقاب تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أفاد بأن قوات الأمن تحرشت جنسياً وقتلت المراهقة نيكا شاكارامي (16 عاماً) خلال الاحتجاجات التي هزت البلاد إثر مقتل الشابة الأخرى مهسا أميني في سجن شرطة الأخلاق العام 2022.

وأثار مقتل شاكارامي غضباً واسع النطاق في ذلك الوقت، في وقت كانت فيه البلاد تشهد احتجاجات غير مسبوقة إثر مقتل أميني (22 عاماً). وقال محققو الأمم المتحدة إن إيران مسؤولة عن العنف الجسدي الذي أدى إلى وفاة أميني، حسبما أفادت وكالة "أسوشييتد برس".

وفي حالة شاكارامي، زعمت السلطات أنها توفيت بعد سقوطها من مبنى مرتفع، ما نفته والدتها على الفور موضحة أن ابنتها تعرضت للضرب. وقالت "بي بي سي" استناداً إلى "تقرير مكتوب للحرس الثوري الإيراني" أن قوات الأمن السرية اعتقلت شاكارامي وتحرشت بها، ثم قتلتها بالهراوات والصواعق الكهربائية بعدما قاومت الاعتداء.

ووصفت وكالة "ميزان" للأنباء الإيرانية، التي تديرها السلطة القضائية في البلاد، تقرير "بي بي سي" بأنه "مزيف وغير صحيح ومليء بالأخطاء"، من دون التطرق طبعاً إلى أي من الأخطاء المزعومة الواردة فيه، علماً أن هذا هو أول اعتراف من الحكومة بتقرير "بي بي سي". وقالت الوكالة أنه تم استدعاء صحافيين وناشطين بشأن هذه القضية.

وفي الدول التي تتواجد فيها عدالة يؤدي ظهور مثل هذه التقارير إلى فتح تحقيقات جنائية بشأن الجريمة الأصلية، لكن في دول مثل إيران تنصب التحقيقات نحو الصحافيين ومن أدلى بمعلومات من أجل معاقبتهم فيما يتم تصويرهم كمجرمين ينشرون المعلومات الكاذبة ضد الدولة. وأضافت "ميزان": "بدأ مكتب المدعي العام في طهران إجراءات قضائية جنائية ضد هؤلاء الأشخاص"، بتهم تشمل "نشر الأكاذيب" و"الدعاية ضد النظام".

ويمكن أن تصل عقوبة التهمة الأولى إلى السجن لمدة عام ونصف وعشرات الجلدات، بينما يمكن أن تصل عقوبة التهمة الثانية إلى السجن لمدة عام. ولم تحدد ميزان تفاصيل الاتهامات ولم يتضح ما إذا كان الادعاء قد اتهم ثلاثة صحافيين من "بي بي سي" كتبوا التقرير. فيما تم استهداف الأشخاص المرتبطين بالخدمة الفارسية لـ"بي بي سي" لسنوات من قبل طهران ومنعوا من العمل في البلاد منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها العام 2009 واحتجاجات "الحركة الخضراء" حينها.

وبحسب "بي بي سي"، يلخص التقرير، الذي يحمل علامة "سري للغاية"، جلسة استماع بشأن قضية شاكارامي عقدها الحرس الثوري، وهو القوة الأمنية التي تدافع عن النظام الحاكم في إيران. ويتضمن أسماء الأشخاص الذين قتلوها وكبار القادة الذين حاولوا إخفاء الحقيقة. كما تحتوي الوثيقة على تفاصيل "مزعجة" للأحداث التي وقعت في الجزء الخلفي من شاحنة سرية حيث كانت قوات الأمن تقيد شاكارامي.

ويشمل ذلك قيام أحد الرجال بالتحرش الجنسي بها أثناء جلوسه عليها، ورغم تقييد يديها، إلا أنها قاومت بالركل والسب، ما دفع الرجال إلى ضربها بالهراوات. وأكدت "بي بي سي" أنه بسبب وجود العديد من الوثائق الإيرانية المزيفة المتداولة على أنها رسمية، أمضت الهيئة البريطانية شهوراً في التحقق من كل التفاصيل من مصادر متعددة.

وتحدثت "بي بي سي" عن بداية الأحداث مع شاكارامي التي انتشرت أخبار اختفائها ووفاتها على نطاق واسع، وأصبحت صورتها مرادفة لنضال النساء في إيران من أجل المزيد من الحريات. وذكرت الهيئة أنه مع انتشار احتجاجات الشوارع في جميع أنحاء إيران في خريف العام 2022، هتف الحشود الغاضبة باسم شاكارامي للتعبير عن رفض القواعد الصارمة التي تفرضها البلاد بشأن الحجاب الإلزامي.

وعثرت عائلة شاكارامي على جثتها في مشرحة بعد أكثر من أسبوع من اختفائها خلال الاحتجاج. لكن السلطات الإيرانية نفت أن تكون وفاتها مرتبطة بالمظاهرة، وقالت، بعد إجراء تحقيقاتها الخاصة، إنها ماتت منتحرة، لكن ظهرت في تلك الفترة مقاطع فيديو بددت تلك السردية الكاذبة.

وجاء في الوثيقة الموجهة إلى القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني أن عدة وحدات أمنية  كانت تراقب التظاهرة، ومن بينها "الفريق 12" الذي اشتبه في أن المراهقة "تتولى قيادة الاحتجاجات، بسبب سلوكها غير التقليدي ومكالماتها المتكررة بهاتفها المحمول". وأرسل الفريق أحد عناصره إلى الحشد، متظاهراً بأنه متظاهر، للتأكد من أن شاكارامي كانت بالفعل إحدى قادة المظاهرة. وبعد ذلك، تم إلقاء القبض عليها، لكنها هربت. وقالت عمتها في وقت سابق أن شاكارامي اتصلت بصديقة لها في تلك الليلة لتخبرها بأن قوات الأمن تطاردها.

وبعد مرور ساعة تقريباً، تم رصد شاكارامي مرة أخرى، عندما تم احتجازها ووضعها في سيارة الفريق، وهي شاحنة تجميد لا تحمل أية علامات. وكانت شاكارامي في المقصورة الخلفية مع ثلاثة أعضاء من "الفريق 12" هم أراش كالهور وصادق منجازي وبهروز صادقي. وكان قائد فريقهم مرتضى جليل في المقدمة مع السائق.

وحاولت المجموعة الأمنية العثور على مكان لأخذها، وحاولوا إقامة معسكر مؤقت للشرطة في مكان قريب لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب الاكتظاظ، لذلك واصلوا طريقهم إلى مركز احتجاز، على بعد 35 دقيقة بالسيارة. وقال مرتضى جليل في شهادته للمحققين أن أحد أعضاء الفريق "تحرش" بشاكارامي في المقصورة الخلفية، وبعدها بدأت تسب وتركل، قبل أن يعتدوا عليها "بالضرب بالعصا".

ومن مقصورة الشاحنة، أمر مرتضى جليل السائق بالتوقف، وفتح الباب الخلفي ليكتشف جثة شاكارامي هامدة. وقال أنه قام بتنظيف وجهها ورأسها من الدم، "وهما لم يكونا في حالة جيدة". واعترف قائد الفريق في الوثيقة مرتضى جليل بأنه لم يحاول معرفة ما حدث.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها