الثلاثاء 2016/02/23

آخر تحديث: 20:00 (بيروت)

أحمد ناجي إلى سجن طرة.. والتضامن مصري وعربي ودولي

الثلاثاء 2016/02/23
أحمد ناجي إلى سجن طرة.. والتضامن مصري وعربي ودولي
ومن المقرر أن يتسلّم بذلة السجن الزرقاء ويسلم كافة متعلقاته الشخصية وملابسه كونه محكوماً عليه (رسم: دعاء العدل)
increase حجم الخط decrease
قال محمود عثمان، محامي الروائي أحمد ناجي، إن مأمورية خاصة رحّلت الروائي أحمد ناجي إلى سجن طرة -عنبر الزراعة. 


وناجي المحكوم عليه بالسجن لمدة سنتين بتهمة "خدش الحياء العام"، لنشره فصلا من روايته "استخدام الحياة" في "أخبار الأدب"، كان محتجزاً منذ صدور الحكم في قسم بولاق أبو العلا، قبل أن يتم ترحيله إلى سجن طرة، عصر اليوم الثلاثاء.

وأكد مصدر أمنى، أن القوات الأمنية رحلّت ناجى إلى سجن طرة، تنفيذاً لقرار المحكمة بحبسه سنتين، وأشار المصدر فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" أن قرار الترحيل جاء عقب وصول نماذج الحبس الخاصة به، حيث تم اصطحابه فى مأمورية أمنية وإيداعه سجن طرة، ومن المقرر أن يتم تسليمه بدلة السجن الزرقاء داخل غرفة أمانات السجن وتسليم كافة متعلقاته الشخصية وملابسه الخاصة، نظرا لكونه محكوما عليه.

وقد أثار خبر ترحيل ناجي غضب جمهور عريض من المتضامنين معه ومع قضايا الحريات الإبداعية، خصوصاً وقد تزامن ذلك مع انتشار خبر آخر مفاده أن محكمة جنايات القاهرة أمرت بإخلاء سبيل محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، على ذمة التحقيق في تأسيس "خلية الطائفة المنصورة" الإرهابية مع اتخاذ التدابير اللازمة. وكان الظواهري قد اعتقل في آب/أغسطس 2013، واتهم في قضية عرفت إعلاميا باسم "خلية الظواهري" قبل أن يبرّأ منها، إضافة إلى التحقيق معه في إنشاء خلية "الطائفة المنصورة" الإرهابية التي أخلي سبيله على ذمتها اليوم.

والجدير بالذكر، أن رئيس محكمة مستأنف بولاق أبو العلا لم يصدر حيثيات الحكم على أحمد ناجي بالحبس حتى لحظة كتابة هذه السطور، ما يعطل من إجراءات استشكال وقف تنفيذ العقوبه وإجراءات النقض.

وأصدر عدد من أعضاء "لجنة الخمسين" التي عدلت دستور 2014 بياناً رفضوا فيه الحكم بسجن الروائي أحمد ناجي وغيره من أصحاب الفكر والرأي بموجب قوانين غير دستوية. وطالب البيان مجلس النواب بـ"مراجعة كافة  القوانين التي تهدد الحريات لتنسجم مع دستور مصر العظيم الذي شاركت كافة فئات المجتمع في صياغته".

وأعلنت مؤسسات صحافية وإعلامية مصرية تضامنها مع الروائي والصحافي أحمد ناجي بعد صدور حكم بسجنه سنتين إثر نشره مقتطفاً من روايته "استخدام الحياة" في جريدة "أخبار الأدب". فكان أن امتنعت جريدة "القاهرة" الثقافية في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، عن إدراج مانشيت وعناوين في الصفحة الأولى، وتركتها صفحة بيضاء كأسلوب احتجاجي، مذيلة الغلاف بعبارة "لا لمحاكمة الخيال".


وصدر عدد "القاهرة"، التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية، بغلاف الصفحة الأولى باللونين الأبيض والأسود، فيما تأتي هذه المبادرة استجابة لدعوات  مثقفين مصريين طالبوا الصحف الثقافية بالاحتجاب او الصدور مع اعلان موقف،  ويتضمن العدد تحقيقاً موسعاً واستطلاع رأي لقانونيين بحثاً عن مخرج للأزمة.

وكتب سيد محمود، رئيس تحرير الصحيفة، داعياً لاتخاذ موقف لحماية الثقافة المصرية من التيارات المحافظة التي تستهدف حرية التعبير، وقال في افتتاحية العدد: "الأمر الذى ينبغي التفكير فيه يتعلق بالصورة الذهنية التى يقدمها نظام الدولة عن نفسه فى الداخل والخارج، فعلى الصعيد الداخلي بات واضحا أن النظام بدأ يفقد أنصارا حقيقيين بدأوا معه، وهم اليوم غير قادرين على الاصطفاف خلفه فى قضايا باتت موضوعا للاستقطاب السياسي حينا وللتضليل حينا آخر". وأضاف "المثقفون المصريون فى مقدمة الفئات التى بدأت تراجع موقفها من هذا الاصطفاف الذى بدأ بتوحد لافت لإقصاء الإخوان المسلمين عن الحكم واستعادة الهوية المدنية للدولة المصرية والحاصل الآن أنهم الفصيل الأول الذى يعانى الخسارة ودفع الثمن، وبالتالي فقدان الثقة بالدولة الآن وبقدرتها على تحقيق طموحات التنمية والعدالة وتطبيق القانون".

في السياق، نشر الكاتب والباحث في الشؤون السياسية عمار علي حسن، مقالاً، الإثنين، في العمود المخصص له في جريدة "الوطن"، بعنوان "تضامناً مع سجناء الرأي"، تاركاً مساحة المقال فارغة في إشارة منه للتضامن مع أحمد ناجي والتنديد بقمع حرية التعبير.

من جانبها، دعت دار "دوّن" للنشر والطباعة إلى مؤتمر صحافي، الأربعاء المقبل، للتضامن مع أحمد ناجي، فيما لاقت هذه الدعوة ترحيباً بين المثقفين والمفكرين، ممن تفاعلوا أيضاً مع دعوة "دار التنوير" لعقد مؤتمر صحافي في اليوم عينه، للدفاع عن أحمد ناجي والدفاع عن حقه وحق غيره بحرية التعبير. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر كل من جابر عصفور وشاكر عبد الحميد وصنع الله ابراهيم وسيزا قاسم ونبيل عبد الفتاح وعادل السيوي ومحمود الورداني ومحمد سلماوي وإبراهيم المعلم.

إلى جانب ذلك، تنشط الصفحة الفايسبوكية التي كان قد أطلقها الكاتب والصحافي المصري، وائل عبد الفتاح، تحت عنوان "ضد محاكمة الخيال"، في مبادرة للدفاع عن أحمد ناجي الذي يواجه محاكمة غير عادلة، حيث تنشر الصفحة كل ما يتعلق بالقضية من أخبار ومقالات وروابط لحملات تضامنية مع ناجي. وذلك بموازاة ما تنشره صفحة "مؤسسة حرية الفكر والتعبير" في "فايسبوك" التي أعادت بث فيلم قصير أعدته في وقت سابق يناقش مشكلة الرقابة والحريات الإبداعية في مصر، والذي يظهر أحمد ناجي متحدثاً عن الموضوع.


وفي سياق حملات التضامن، أطلق "معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط" عريضة الكترونية، بالانكليزية، موجهة إلى "المجتمع الدولي من أكاديميين وروائيين وصحافيين"، ووقّعت عليها مجموعة واسعة من المثقفين العرب والأجانب للمطالبة بالإفراج عن أحمد ناجي، باعتبار أن الحكم الصادر بحقه جائر وغير قانوني، حيث صارت السلطات المصرية تمارس دور الوصي على الاخلاق والدين على حساب حقوق المواطنين وحريتهم.

وتحت عنوان "افتحوا المجال العام" أصدر مثقفون مصريون بياناً جمعت له توقيعات يدين حبس الروائي أحمد ناجي، جاء فيه "نحن الموقعين أدناه من كتاب ومثقفين ومبدعين ظللنا نتابع بقلق حالة التدهور المستمرة في أداء أجهزة الدولة، وتزايد الممارسات القمعية، وما نتج عن ذلك من عصف بالحريات العامة والشخصية والأكاديمية والإبداعية، إضافة إلى الحوادث المتواصلة التي تضع البلاد في موقف شديد الحرج أمام المجتمع الدولي، في وقت تحتاج فيه مصر إلى القبول والاندماج في ذلك المجتمع".

ويضيف البيان "نحن، من واقع إحساسنا بالمسؤولية تجاه هذا البلد، نشعر بخوف شديد على مستقبله، في ظل استمرار هذه الرعونة والاستخفاف في التعامل مع الحريات، وتسييد خطاب قمعي يتشدق بمفردات مثل "الأخلاق"، بينما يفرغها- بأفعاله هو- من معناها في كل دقيقة، وينتهك الدستور يوما بعد يوم.في هذا السياق، حُكم بالحبس على الروائي والصحافي الشاب أحمد ناجي لمدة سنتين على خلفية نشر فصل من روايته في جريدة أدبية متخصصة، وذلك بعد هجمة متعددة الأذرع على عدد من الكتاب والصحفيين بسبب آرائهم، وهو ما يدل على استهانة كاملة بدستور 2014 الذي استفتي عليه الشعب، والذي نص صراحة على منع الحبس في قضايا النشر والإبداع".

وكانت صحف غربية كبرى، مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الأميركيتين، و"مترو" البريطانية، قد سلطت الضوء على قضية ناجي بنبرة ناقدة للسلطات المصرية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها