حرب غزة تهيمن على جوائز "بوليتزر" للصحافة

وحصدت "نيويورك تايمز" ووكالة "رويترز" جائزة "بوليتزر" عن تغطيتهما لهجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وتداعياته الأسوأ منذ عقود، حسبما أوضحت وكالة "أسوشييتد برس"، وحصلت "بروبابليكا" على جائزة "بوليتزر" المرموقة في الخدمة العامة لتقريرها الذي "اخترق جدار السرية السميك" حول المحكمة العليا في الولايات المتحدة لإظهار كيف قدم المليارديرات الهدايا والرحلات إلى القضاة.

وجوائز "بوليتزر" التي قدمت لأول مرة العام 1917، هي أرفع الجوائز في الصحافة الأميركية، وتكرم الجوائز أفضل الصحافيين للعام 2023 في 15 فئة، بالإضافة إلى ثماني فئات فنية تركز على الكتب والموسيقى والمسرح. والفائز بالخدمة العامة يحصل على ميدالية ذهبية، فيما يحصل جميع الفائزين الآخرين على 15 ألف دولار.

وحصدت "رويترز" جائزة صور الأخبار العاجلة عن الصور المؤلمة لصراع إسرائيل وغزة، بالإضافة إلى جائزة الصحافة الوطنية عن سلسلة من التحقيقات في إمبراطورية إيلون ماسك الصناعية. والتقط مصورو "رويترز" الذين يعملون في ظل مخاطر كبيرة على سلامتهم الشخصية في أحيان كثيرة، صوراً وصفتها لجنة الجائزة بأنها "خام وعاجلة" وثقت الأيام الأولى للحرب في غزة.

وتتضمن الصور الفائزة صورة التقطها مصور "رويترز" محمد سالم في تشرين الأول/أكتوبر لامرأة فلسطينية تحتضن جثة ابنة أخيها البالغة من العمر خمس سنوات في غزة. وفازت تلك الصورة سابقاً بجائزة أفضل صورة صحافية عالمية للعام 2024.

وكشفت سلسلة "رويترز" عن ماسك بعنوان "مجمع ماسك الصناعي"، مجموعة من إصابات العمال ووفاة عامل في شركة "سبايس إكس" المتخصصة في صناعة الصواريخ، بالإضافة إلى سوء معاملة الحيوانات في شركته "نيورالينك" لزراعة شرائح في الدماغ. ووجدت "رويترز" أيضاً أن شركة "تسلا" الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية تسترت على عيوب خطيرة، وتلاعبت في تقديرات نطاق المسافات في لوحة قيادة السيارات، وشاركت صوراً حساسة سجلتها مركباتها من دون علم السائقين. وأدت السلسلة إلى فتح تحقيقات في الولايات المتحدة وأوروبا وأثارت دعوات من مشرعين أميركيين إلى اتخاذ إجراءات.

وتقاسمت "رويترز" جائزة الصحافة الوطنية مع "واشنطن بوست" التي فازت بها عن تحقيقها في بندقية "إيه.آر-15" ودورها في أعمال العنف المسلح في الولايات المتحدة. وقالت رئيسة تحرير "رويترز" أليساندرا غالوني: "تظهر جوائز بوليتزر بعضاً من أعظم نقاط القوة لدى رويترز، وهي التغطية العاجلة والماهرة والواقعية للأحداث العالمية خلال حدوثها، والصحافة الواضحة التي تخدم جمهورنا العالمي والمصلحة العامة".

وأشارت غالوني إلى أن العديد من المصورين الفائزين خاطروا بحياتهم وفقدوا منازلهم وأصدقاءهم وأقاربهم خلال أعمال العنف، فيما قتل مصور الوكالة اللبناني عصام عبدالله في قصف بدبابة إسرائيلية، في تشرين الأول/أكتوبر خلال تغطية الأحداث على الحدود اللبنانية الجنوبية.

إلى ذلك، فازت "نيويورك تايمز" بجائزة الصحافة الدولية لتغطيتها للصراع بين إسرائيل وغزة، في حين حصلت الصحافية هانا درير على جائزة الصحافة الاستقصائية لكشفها استغلال الأطفال المهاجرين في العمل بالولايات المتحدة، في ثاني جائزة "بوليتزر" تحصل عليها.

وتدير جامعة كولومبيا الأميركية، الجوائز التي سميت نسبة إلى الناشر جوزيف بوليتزر، الذي توفي العام 1911، وترك المال لمنح الجوائز وإنشاء مدرسة للصحافة في الجامعة.