الثلاثاء 2015/03/17

آخر تحديث: 16:35 (بيروت)

هيا العلي: "متمردة من الرقة".. بكاميرا خفية

الثلاثاء 2015/03/17
هيا العلي: "متمردة من الرقة".. بكاميرا خفية
increase حجم الخط decrease
عرضت سينما "لارلوكان"، في باريس، أمس، فيلم "متمردة من الرقة" من إنتاج قناة "فرانس 24" قبل عرضه على شاشات القناة في 21 آذار/مارس الجاري.

والفيلم يسلط الضوء على فتاة رقاوية عادت إلى مدينتها بعدما أحكم تنظيم "داعش" سيطرته على كافة تفاصيلها، موثّقة ما يحدث هناك بكاميرا خفية. واللقطات التي عرضت أجزاء منها قبل أشهر، من دون الكشف عن هوية الفتاة المنقبة "رزان"، أثارت الجدل في الأوساط الفرنسية، لا سيما تسجيل حوار عفوي يدور في أحد مقاهي الانترنت بالرقة، بين فتاة فرنسية انضمت إلى "داعش" ووالدتها التي تتحدث معها من فرنسا وهي تبكي.


يبدأ فيلم "متمردة من الرقة"، بمقاطع صوّرت بالكاميرا المخفية من داخل المدينة، تبعه حوار مع "رزان" على قناة "الجديد" عبر الأقمار الصناعية، لينتقل التصوير إلى "بيت الصحافيين" في باريس، مميطاً اللثام عن هيا العلي، لتظهر الشخصية والاسم الحقيقي لـ"رزان"، وهي فتاة في العشرينات من عمرها بوجه حنطي وشعر أسود، وهي ملامح لا يمكن أن يتوقعها مَن رأى عبر النقاب عيني "رزان" الخضراوين، فبدا الفرق جلياً، لمن لا يعرف هيا العلي، بين الصورة المتخيلة لما يخفيه النقاب والصورة الحقيقية لمن "تعيش" خلفه.

وينتقل الفيلم لاحقاً إلى تُظهرها في أماكن مختلفة في باريس، قبل أن تعود للتحدث عن استدعائها من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السوري، بعد مشاركتها في تظاهرات الثورة السورية بمدينة الرقة. ثم تتحدث عن كيفية اكتشاف "داعش" لشخصيتها المنقبة سابقاً، وكيف توجهت، بسبب ذلك/ من تركيا إلى فرنسا، حيث تظهر في لقطة أمام مبنى المحكمة المعنية بمنح اللجوء على الأراضي الفرنسية، قبل تسليم جواز سفرها، وهي تبكي وتقول: "هذه آخر وثيقة سورية لدي سأسلمها الآن".

الفيلم، وإن صوّرت غالبية مشاهده في باريس، جاء مفعماً بالتراث الفراتي الموسيقي والذي شكل الخلفية الموسيقية للمَشاهد، خصوصاً تلك التي تصور نظرات تائهة تبحث عن وطن.
الجديد في الفيلم، من حيث التصوير، وفي الرقة تحديداً، هو التظاهرات التي شاركت فيها العلي ضد تنظيم "داعش" قبل سيطرته على المدينة. ويظهر هذا الجزء بعد أن يأتي صديقها الناشط، محمد شعيب، من ألمانيا، لزيارتها في باريس. فيتحدثان عن مدينتهما، وتظهر صور التظاهرات ضد التنظيم، خصوصاً تلك التي أعقبت تحطيم "داعش" لرموز كنيسة البشارة في الرقة.

يتحدث شعيب، المعتقل السابق لدى "داعش"، عن التعذيب البشع الذي تعرض له، وتسأله العلي عن المدة الزمنية للتعذيب، فيجيب: "فقدتُ وعيي واستمروا في ضربي.. لذلك لا أعلم كم استمر التعذيب.."، ويتوقف عن الحديث، ويبكي.

عقب عرض الفيلم، الذي ينتهي بلقطة لهيا العلي ومحمد شعيب وهما يمشيان بمحاذاة نهر السين، فُتح الباب لأسئلة الصحافيين، ولعل أبرز الأسئلة التي وجهت إلى العلي هي: في حال خُيِّرتِ بين تنظيم "داعش" ونظام الأسد ماذا ستختارين؟ لتجيب بأنها ليست ضليعة في السياسة، لكنها بالطبع لن تكون مع الأسد، الأمر الذي أعقبه تصفيق حار من الحضور. فيما فضّل محمد شعيب الإجابة عن السؤال ذاته بصورة أخرى، معتبراً أن حصر الشعب السوري بين خيارين، كل منهما أسوأ من الثاني هو أمر غريب! متسائلاً: لماذا لا يكون هناك خيار ثالث؟

وطرحت "المدن"، خلال النقاش، سؤالاً حول غياب لقطات جديدة بالكاميرا المخفية لمدينة الرقة تحت سيطرة "داعش"، فأجاب مدير "فرانس 24" مارك صيقلي بأن الفيلم جاء فقط لكشف هوية "رزان" الحقيقية، وتصوير حياتها في فرنسا.

ولاحقاً، أعادت "المدن" طرح السؤال على هيا العلي، فأجابت: "هناك فيلم آخر سيركز على تنظيم داعش وسيظهر المقاطع التي لم تُعرض بعد". وعن منزلها في مدينة الرقة الذي صادرته "داعش" لإسكان عائلة صينية مهاجرة، وفيما إذا أحست بالندم في ما بعد، قالت العلي: "لم أكن أفكر في العواقب، ولم أكن حتى أتوقعها، لكني غير شاعرة بالندم، فقط شعرتُ بالمسؤولية تجاه عائلتي".
 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها