الأحد 2015/09/27

آخر تحديث: 08:14 (بيروت)

كالييه..270 لاجئا سورياً يترقبون الحلم البريطاني

الأحد 2015/09/27
كالييه..270 لاجئا سورياً يترقبون الحلم البريطاني
مخيم كالييه حيث ينتظر المهاجرون فرصة للتسلل إلى بريطانيا (المدن)
increase حجم الخط decrease

يضم إقليم كالييه أكبر المخيمات غير الشرعية في فرنسا، وذلك عند نقطة العبور إلى بريطانيا، حيث يحاول المهاجرون  كل يوم التسلسل إلى سفن الشحن في الميناء، أو القفز إلى القطارات السريعة التي تعبر نفق المانش.

المخيم يبعد عن أقرب موقف للحافلات في مدينة كالييه مسيرة ثلاثين دقيقة، عبر طريق معبّد ينتهي بالأحراش. هناك نصب آلاف المهاجرين خيامهم البلاستيكية. ثلاثة خيام كبيرة، واحدة لسودانيي إقليم دارفور، وأخرى للبدون القادمين من الكويت، وثالثة لأفغان وباكستانيين وغيرهم. السوريون مؤخراً نصبوا خيمة خاصة بهم هدمها المطر، فعادوا إلى الخيام الصغيرة وعددهم 270 شخصاً، بحسب ما يقول وليد لـ"المدن"، وهو مهاجر سوري وصل من درعا. يتابع "أسماؤنا مكتوبة على ورقة قدمناها لصحافيين بريطانيين بعد أن صرح مسؤول بريطاني أن عددنا خمسة آلاف سوري في كالييه".


المخيم الذي يحتوي على آلاف اللاجئين ومئات الخيام تغيب عنه الخدمات البلدية بشكل كامل، حيث يحرق المقيمون فيه بقايا الطعام والأوساخ للتخلص منها، الأمر الذي يجعل الأدخنة تنبعث بشكل متواصل، ولا يخلو المخيم من خدمات متواضعة تقدمها المنظمات الحقوقية والمدنية التي توزع وجبات الغذاء والصابون على اللاجئين، بالإضافة إلى مستوصف أقيم في إحدى الخيام لمعالجة المرضى والجرحى، الذين فشلوا في الوصول إلى سكة القطار ومن ثم القفز اليه بغية الاستقرار في بريطانيا.


حسام في العقد الثالث من عمره من مدينة حلب، روى لـ"المدن" عن محاولات العبور المستمرة، حيث يذهبون مساءً سيراً على الأقدام مسافة 35 كيلومتراً، وقبل أن يصلوا إلى الجدار الذي يطل على سكة القطار عليهم أن يجتازوا العديد من الأسلاك الشائكة، التي تقوم الحكومة الفرنسية بزيادتها كل يوم، عدا عن الشرطة والحرس المنتشرين هناك بصحبة كلابهم البوليسية التي تتعقبهم. وإذا ما اجتاز اللاجئ كل ذلك ينتظر القطار ثم يقفز إليه، وإما أن يحالفه الحظ فيظل ممسكاً بالقطار، أو أنه يخسر حياته. يقول حسام: "هناك رجل سوداني مات البارحة، وقبله سوري صعقته الكهرباء".


أحد أسباب محاولة اللاجئين التسلل إلى بريطانيا هي استحالة لم الشمل للذين يحصلون على لجوء هناك. كما تعد لغة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس السبب الآخر. وقد التقى في المخيم أشخاص من ثقافات وأعراق ولغات مختلفة، حفزت مطاعم عربية وهندية وأفريقية وغيرها على العمل في هذا المكان. وهذا ما يستفيد منه اللاجئون من خلال عملهم في هذه المطاعم، ممن لم يحالفهم الحظ في العبور، خصوصاً أن بعضهم يعمل لجمع النقود ومن ثم العبور بواسطة المهربين بمبلغ أقله 4 آلاف باوند.


ونظم مئات المتضامنون، السبت الماضي، تظاهرة سارت إلى بوابة ميناء كالييه، حيث تحدث اللاجئون عن سوء أوضاعهم المعيشية وهتفوا منددين بمنعهم من الانتقال إلى ذويهم للعيش معهم.



وقال لاجئ من دارفور لـ"المدن" عن السبب في عدم تقديمه طلب لجوء في فرنسا "هنا يتأخرون كثيراً ومن الممكن جداً رفضي كما حدث للعديد من الشبان الذين جاؤوا من دارفور".


وكان لافتاً تحلق مجموعة من السوريين حول سيدة فرنسية، وعند سؤالهم عنها، أجاب وليد: "نحن بضع عشرات نسكن في إحدى الحدائق أمام أحد المطاعم، وقد حاول صاحب المطعم إبعادنا عن طريق استدعاء الشرطة، وعندما لاحظت هذه السيدة ما يحصل، تدخلت وطلبت من الشرطة ورقة من البلدية تعطيهم حق العمل، فقامت بطردهم، ومنذ ذلك اليوم وهي تأتي إلينا كل يوم، واليوم جاءت لتتضامن معنا في التظاهرة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها