الأحد 2015/11/08

آخر تحديث: 18:48 (بيروت)

جبران باسيل والخدعة البرتقالية المفضوحة

الأحد 2015/11/08
جبران باسيل والخدعة البرتقالية المفضوحة
#معالي_الحرامي و#باسيل_عنصري_أصيل من الهاشتاغات المتداولة.. والسرّ في "حكي جالس" (غيتي)
increase حجم الخط decrease
مواقف جبران باسيل و"زلاته"، على اختلافها، أصبحت خارج إطار المستغرب أو غير المتوقع. ما يصدر عن الرجل صار مفهوماً بخلفياته ومراميه، فيما هو يسير على خطى عمّه، ليس بالمعنى السياسي فحسب، بل بأسلوبه المتماثل بـ"حذاقة" الجنرال البرتقالي في انتهاز الفرص واقتناص المواقيت، للخروج بأي موقف أو تصريح، فيه ما يكفي من شررات لإشعال سجال ذات طابع شعبوي في وسائل الإعلام ومواقع التواصل.

تصريح جبران باسيل الأخير لا يحيد بمضمونه عن سلسلة مواقف ودعوات سابقة أطلقها الوزير في أكثر من مناسبة و حدث، ووصفها كثيرون بـ"العنصرية" و"الطائفية"، حيث تحيي تغريدة باسيل أمس السبت، حين قال "لن نقبل مقايضة إعادة الجنسية اللبنانية للبناني أصيل بإعطاء الجنسية لفلسطيني وسوري"، موجة الغضب ذاتها تجاهه. ذلك أن الذي طالب يوماً بإغلاق الحدود في وجوه النازحين السوريين والفلسطينيين لأسباب "أمنية وسياسية"، مستلهماً حملته عليهم من رؤية العماد عون للثورة السورية التي وصفها بـ"ثورة التكفيريين"، لم تثنه ردود الأفعال الشاجبة حينها، عن الخروج بالقول إنّ "كلامي وطني وأفتخر به وليس عنصرياً".

على أن التصريح التويتري الأخير، وبرغم ما يحمل من أبعاد يربطها باسيل بالتوازن الطائفي وحقوق المغتربين وما إلى هنالك من مزاعم وطنية، يُضاف إليها بُعد آخر، إذا ما نظر إلى توقيت الإدلاء بالتصريح المذكور، الذي أتى في خضّم  السجال الممتد في مواقع التواصل منذ مطلع الأسبوع الحالي، والمتمحور حول ممتلكات باسيل ومصادر أمواله، وتحديداً عقب حلقة برنامج "حكي جالس"، الإثنين الماضي، التي كشف فيها الإعلامي جو معلوف ملف الأملاك العقارية الخاصة بباسيل، والذي تبيّن فيه أن لدى "معاليه" 38 عقاراً مسجلة في الدوائر العقارية، تتوزع بين البترون، سمار جبيل، كفر عبيدا، وقرنة شهوان، والتي تثمّن اليوم بعشرات ملايين الدولارات، وهو اشترى معظمها بعد دخوله المجال السياسي.

المعلومات والأرقام الموثقة التي قدمها معلوف عن ثروة باسيل العقارية، أعادت إلى الأذهان ما كُشف سابقاً عن مفاوضات الوزير لشراء طائرة خاصة تقدّر بـ21 مليون دولار أميركي، وذلك إلى جانب استعادة ما كُشف أيضاَ عن المنازل التي يملكها في عدد من الدول الأوروبية وحجم الأموال التي تتكدس في جعبته بوقت قياسي، وهو ما وضع باسيل مرة جديدة في موضع المساءلة، خصوصاً في مواقع التواصل. فراح ناشطون ومغردون يخاطبون وزير خارجية لبنان بـ #معالي_الحرامي، الذي لا شكّ أنه ارتبك إزاء هذا الأمر وما سيؤول إليه على أكثر من صعيد، فقرر تحويل مسار السجال والأنظار نحو قضية استعادة الجنسية اللبنانية، التي تتيح له التستر والتلطي خلفها، بإطلاقه الشعارات والخطابات الشعبوية الفئوية المكرورة. فكان أن رمى قنبلته التويترية الأخيرة، بعدما التمس أنّ حجة "الميراث" لم تنطلِ على من يسائله عن مصادر ثروته، وعلى من  ينتظرون عرض الجزء الثاني من حلقة "حكي جالس" مساء غد الإثنين.

ناشطو "تويتر"عبروا عن مواقفهم إزاء تصريح باسيل الأخير عبر هاشتاغ #باسيل_عنصري_أصيل، لكن يبدو أن ذلك لن يؤثّر في الوزير المعتاد أساساً على نعته بهذا اللقب، إذ هو "يستخدم جُملاً من الصيغ الشعبوية المبتذلة حين يتطرق إلى القضايا العامة، وكمّاً من العبارات العنصرية حين يتحدث عن السوريين والفلسطينيين، والتي تستحق في الكثير من الأحيان الملاحقة القانونية"، بحسب ما كتب المحلل السياسي زياد ماجد في إحدى مقالاته.

على أن ذلك كله لم يستوقف الرجل المهجوس، منذ توليه مناصب وزارية، بالمؤامرة الكونية المحاكة ضده. أما ردود الأفعال تجاه إخفاقاته في الوزارات التي تولاها، وما يصدر عنه من مواقف ذكورية وعنصرية، فقد اعتاد باسيل مواجهتها برده الشهير "إنني مستهدف".

وليكن استغلال قضية الجنسية اللبنانية تحت عنوان "حماية التوزان الطائفي" للظهور أمام المسيحيين، في هذا التوقيت أكثر من غيره، بمظهر المدافع عن حقوقهم ووجودهم. علّهم يقدرون "وطنيته" فيساندونه في دحض ومواجهة "الأكاذيب" و"الافتراءات" بخصوص ما يحكى عن ثروته العقارية، والتي بدلاً من أن يقابلها الوزير "الوطني" بتقارير شفافية، قرر أنه سيتعامل معها برفع دعوى ضد "كل من يتناول شخصه والتيار الوطني الحر". علّه بذلك كله يستلحق تداعيات الفضيحة الأخيرة، خصوصاً في الشارع المسيحي، محذراً من الالتحاق بشعار "كلن يعني كلن"، الذي "قتل الحراك المدني" و"قتل كل إمكانية للإصلاح في لبنان"، على ما قال في مؤتمره الصحافي الأخير.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها