التغيير والإصلاح: إستثمار التمديد بالرئاسة

مرّة جديدة خلال سنتين يمدّد المجلس النيابي لنفسه فيما يبقى تكتل التغيير والإصلاح معارضاً له، قاطع التيار الوطني الحرّ جلسة التمديد فيما شارك فيها حلفاؤه المسيحيون والمسلمون.  لم يعلن التكتل موقفه حول المشاركة في الجلسة إلّا صباح اليوم الأربعاء، داعياً إلى إجراء الإنتخابات النيابية التي قد تكون مقدّمة لإجراء الإنتخابات الرئاسية، تزامناً مع إنعقاد الجلسة كان للتكتل موقف جاء على لسان وزير الخارجية جبران باسيل، في طيّات الموقف شنّ هجوماً ضمنياً على تيّار المستقبل، وحمّله وحده مسؤولية التمديد، علماً أن حزب الله وحركة أمل وتيار المردة واللقاء الديمقراطي أيّدوا التمديد وصوتوا له.

اعتبر باسيل، في مؤتمر صحافي عقده في الرابية، أننا "شهدنا اليوم عملية سطو على المجلس النيابي بالتمديد دورة كاملة والخطورة تكمن أنه يمكن أن يتكرر" وأكد ان المسؤولية يتحملها فريق في الحكومة ممسك بحقائب معينة، وقال: "ان إجراء الانتخابات كان من الممكن ان يشكل حلّاً للإنتخابات الرئاسية وليس العكس".

عاد باسيل في كلامه إلى إلقاء اللوم على إتفاق الطائف،  معتبراً أنه "لمرة جديدة هناك خرق للإجماع المسيحي مثل ما حصل في اتفاق الطائف، وفي الماضي الحديث هناك خرق من خلال الخروج عن قانون اللقاء الأرثوذكسي للانتخابات، والخروج عن إرادة اكثرية المسيحيين التي صوتت لعون في 2005 و2009 في الملف الرئاسي وما حصل اليوم في جلسة التمديد".

وفي ردّ اعتبرته مصادر سياسية بارزة أنه رسالة من باسيل إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي بوصفه من يعطّل الإنتخابات الرئاسية قال باسيل:" عندما يحترمون خيارات المسيحيين نستطيع مواجهة الفكر الداعشي الإلغائي التكفيري"، مضيفا: "نفهم ان نذبح من "داعش" ولكن لا نفهم أن نذبح سياسيا من الشريك في الوطن".

ترفض  القوات اللبنانية هذا الكلام، يقول النائب فادي كرم لـ"المدن" إن عون وحلفاءه هم من يتحمّلون مسؤولية التمديد للمجلس، بسبب تعطيلهم للإستحقاق الرئاسي، ويضيف:" بالأمس أطلق الدكتور جعجع مبادرة لإنتخاب رئيس جديد، فلماذا لم يحضروا؟" وإتهم كرم عون بالعمل على تطيير الصيغة اللبنانية لأجل تحقيق مصالح الشخصية.

ورداً على إتهام باسيل للمستقبل بعدم العمل لإجراء الإنتخابات يقول أحد نواب المستقبل لـ"المدن" إن هذا الكلام لا يعلّق عليه، فلماذا لم يؤنّب عون حلفاءه الذين شاركوا في صناعة التمديد الجديد والتصويت عليه؟ وما هو البديل عن التمديد؟ هل يريد عون الفراغ؟

تعتبر مصادر التيار الوطني الحرّ لـ"المدن" أن التيار وجد إستثماراً جديداً في إطار حمايته لحقوق المسيحيين، لا سيما أن التمديد أظهر من لا يحترم الإستحقاقات، وتشير إلى أن المعادلة الآتية بعد موقف باسيل الممثل للتكتل ستكون على الشكل التالي:" فيما فريق الرابع عشر من آذار يصرّ إعلامياً على المطالبة بعدم تعطيل الإستحقاق الرئاسي وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، سيقابله طرح من تكتل التغيير والإصلاح بأن خصومه عطّلوا الإنتخابات النيابية وأيدوا التمديد." وإنطلاقاً من هنا فإن الأمور ستدخل في مرحلة مراوحة جديدة إلى أجل طويل خصوصاً أنه لم يحصل أي تقارب جدّي لتحريك الإستحقاق الرئاسي على الرّغم من الإعلان الكلامي عن الإستعداد للحوار ولكن من دون أفق.