الأربعاء 2014/11/05

آخر تحديث: 13:38 (بيروت)

سوريا: نقص الأدوية يتفاقم والحكومة تستنجد بروسيا وايران

الأربعاء 2014/11/05
سوريا: نقص الأدوية يتفاقم والحكومة تستنجد بروسيا وايران
يواصل عدد من المشافي في مناطق سيطرة النظام تقديم العلاج لمرضى السرطان (ا ف ب)
increase حجم الخط decrease


في ظل المعاناة الكبيرة لمرضى السرطان من السوريين، سواء المقيمين في سوريا أو اللاجئين في دول الجوار، يتزايد الخوف من عجز المنظمات الدولية عن مساعدة المصابين، وخصوصاً اللاجئين. في حين تعمل الحكومة السورية، بالتعاون مع روسيا وإيران، على تجاوز الأزمة في المناطق التي تسيطر عليها.
وبحسب صحيفة "تشرين" الحكومية، فقد بحثت وزارة الصناعة السورية أول أمس الإثنين، خلال اجتماع "اللجنة المشتركة السورية - الروسية للتعاون التجاري والإقتصادي والعلمي والفني"، إقامة مشروع لإنتاج "الأدوية النوعية السرطانية والكيميائية، في سوريا، حيث تم تقديم المعلومات التفصيلية المتعلقة بهذا المشروع، بما فيها بطاقة تعريف المشروع ودراسة الجدوى الإقتصادية الأولية". ووعد الجانب الروسي بطرح هذا المشروع على "الشركات الروسية المهتمة، وموافاة الجانب السوري بإسم الشريك الروسي المناسب لإقامة مثل هذا المشروع من أجل التباحث المباشر معه".


وقد أدى الدمار الكبير الذي لحق بمعامل الأدوية في سوريا، وصعوبات عمليات الإستيراد، إلى حدوث نقص في عشرات أصناف الأدوية، ومنها أدوية علاج الأورام السرطانية. وبالرغم من الدمار الحاصل، يواصل عدد من المشافي في مناطق سيطرة النظام تقديم العلاج لمرضى السرطان، وأهمها "مشفى البيروني" الحكومي الذي يعد الأكبر لمعالجة السرطان. حيث بلغت المراجعات السنوية قبل اندلاع الثورة، نحو 300 ألف حالة كانت تتلقى مختلف أنواع العلاج، سواء عبر العمل الجراحي أو العلاج الشعاعي والكيميائي. ورغم انخفاض أعداد الزوار اليوم مع لجوء ملايين السوريين إلى دول الجوار، لا يستطيع المشفى تأمين الكميات اللازمة من الأدوية، وهو ما يتسبب بمعاناة كبيرة للمرضى الذين يأخذون على عاتقهم البحث عن الدواء.
عملت منظمة الصحة العالمية طيلة السنوات الماضية على تأمين الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية والأدوية المضادة للسرطان في سوريا. وقد أشارت تقديراتها إلى أن ذلك تطلب منها في العام الحالي 2014، ما لا يقل عن 900 مليون دولار أميركي، وذلك لتأمين الأدوية المطلوبة بصورة عاجلة لإنقاذ الحياة، ومنها 33 صنفاً من أدوية السرطان. لكن جهود المنظمة باتت مهددة اليوم مع إعلانها عن وجود عجز مالي بسبب عدم وفاء المانحين الدوليين بالتزاماتهم تجاهها، ما اضطرها إلى تخفيض المساعدات المقدمة للسوريين.
كما اعتمدت الحكومة السورية على إيران في تأمين حاجاتها الدوائية خلال الفترة الماضية. إذ وقعت المؤسسة العامة للتجارة الخارجية خمسة عقود مع الشركات الإيرانية من خلال القرض الإئتماني الإيراني، لتأمين وتوريد الأدوية والمستلزمات الطبية، ويبدو أنها بصدد تكرار التجربة نفسها مع الجانب الروسي.


لكن أزمة مصابي مرض السرطان من السوريين اللاجئين في دول الجوار تبدو أعمق وأشد قسوة. إذ وثقت دراسة نشرت في وقت سابق في المجلة الطبية "The Lancet Oncology"، مئات الحالات لسوريين لا يحصلون على علاج للسرطان، بسبب محدودية التمويل لمساعدة اللاجئين في الأردن وسوريا. وقال الدكتور بول شبيغل، الذي أجرى الدراسة، أنه يمكن معالجة جميع المصابين بالحصبة "إلا أننا لا نستطيع معالجة كافة المصابين بالسرطان. نحن مضطرون لرفض طلبات المصابين بالسرطان الذين يعتبر أملهم بالشفاء ضئيلاً، نظراً لأن رعايتهم مكلفة للغاية. ويواجه المصابون بالسرطان، بعد خسارة كل ما يملكونه في بلادهم، معاناة أكبر في الخارج، وغالباً ما يشكل ذلك عبءاً عاطفياً ومالياً على عائلاتهم".
وأظهرت الدراسة أن عدد حالات الإصابة بالسرطان الموثقة بين اللاجئين في المنطقة قد ارتفعت بسبب الزيادة الكبيرة التي طرأت على أعداد اللاجئين السوريين. كما وجدت أن سرطان الثدي هو النوع "الأكثر شيوعاً بين اللاجئين، فهو يستأثر بحوالي ربع عدد الطلبات المقدمة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها