الخميس 2014/11/27

آخر تحديث: 13:06 (بيروت)

عودة وضاح شرارة إلى حنا بطاطو

الخميس 2014/11/27
عودة وضاح شرارة إلى حنا بطاطو
increase حجم الخط decrease
دعت جمعية "أشكال ألوان" إلى حفلة توقيع كتاب "العراق مثالاً وحنا بطاطو دليلاً"، للباحث وضاح شرارة، خلال معرض الكتاب العربي (بيروت)، الأحد ٣٠  تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. ويتضمن الكتاب ثلاثة فصول: "بناء الدولة الوطنية (العربية) في قبضة جهاز الاستيلاء العصبي الريعي والبيروقراطي"، "من أهل الدولة الى دولة الأهل"، و"معضلات الدولة الوطنية... الأهلية".

وحنا بطاطو (1926-2000) متخصص في تاريخ المشرق العربي الحديث. ربما يكون الأكثر أهمية بين أعماله الأكاديمية، بحثه التاريخي الاجتماعي عن العراق الذي يعتبر أهم مرجع عن تاريخ وتطور العراق الحديث، وترجم له قبل أيام كتاب "فلاحو سوريا: أبناءُ وجهائهم الريفيين الأقل شأنًا وسياساتهم" عن المركز العربي للأبحاث، ويعد هذا الكتاب مساهمة تحليلية مركزية لطبيعة السلطة السياسية القائمة في سوريا، بالعودة إلى الجذور التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للفئات المشكّلة لها، ويشمل ذلك تسليط الضوء على الجوانب العقائدية والمذهبية لتلك الفئات.

في هذا الكتاب، نجح حنا بطاطو في رسم لوحة شاملة لطبيعة النظام السوري وتركيبته وسياساته، وتناول ذلك كله من جوانب وزوايا غير مسبوقة في الدراسات التي تناولت تاريخ سورية الحديث أو نظام الأسد على وجه الخصوص.

يأتي الكتاب في25 فصلاً، موزعة في أربعة أقسام، إضافة إلى ملحق وقائمة بالمصادر. وقدّم بطاطو في القسم الأول (4 فصول)، "ظروف الفلاحين الاجتماعية والاقتصادية"، عرضاً للشروط الاجتماعية والاقتصادية للفلاحين بما في ذلك التمايزات في ما بينهم من حيث العقيدة الدينية والملكية والخلفية التاريخية والارتباط بالأرض والاستعداد للقتال، وغير ذلك من التمايزات التي كان لها شأن في تشكيل وعي الفلاحين وسياستهم.

ويطرح المؤلف في القسم الثاني (6 فصول) - "أنماط الوعي والتنظيم والسلوك السياسي الفلاحي قبل البعث" - عرضاً لأنماط وعي الفلاحين وتنظيمهم وسلوكهم السياسي قبل تسلم حزب البعث السلطة في العام 1963، فيعرض الأشكال المبكرة من التنظيم الحرفي للفلاحين، والأفكار الصوفية والمذهبية التي سادت بينهم، وثوراتهم وتمرداتهم على الحكم العثماني وفي فترة الانتداب الفرنسي، ومن ثم أشكال الوعي والتنظيم الحديثة، ويعرض تجربة الحزب العربي الاشتراكي بزعامة أكرم الحوراني بوصفه أول حزب فلاحي حديث منظّم، وتجربة الشيوعيين والبعثيين.

وفي القسم الثالث (3 فصول)، "البعثيّة في جوانبها الريفية والفلاحية"، ينصبّ الاهتمام على الجوانب الريفية والفلاحية في عقيدة حزب البعث وسياساته، بما في ذلك الأصول الريفية لكثيرين ممن انضموا إليه، وأصبحوا قادته في ما بعد، ويبين انقسام التجربة التاريخية لحزب البعث إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى من البدايات حتى تسلّم البعث السلطة في العام 1963، وتمتد بعض خصائصها حتى العام 1966. والمرحلة الثانية، وهي مرحلة انتقالية تمتد بين حركة 23 شباط/فبراير 1966 واستيلاء حافظ الأسد على السلطة في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، وتعود بعض خصائص هذه المرحلة إلى العام 1963. أما المرحلة الثالثة فتبدأ باستيلاء حافظ الأسد على السلطة. ويبيّن بطاطو الاختلافات العميقة بين هذه المراحل، ليستنتج أن بعث حافظ الأسد يختلف تماما عن بعث المرحلتين الأولى والثانية، وهو اختلاف يصل إلى حد التناقض أحيانا.

أما الجزء الأكبر من الكتاب، القسم الرابع (12 فصلا) "حافظ الأسد أول حاكم لسوريا من أصول فلاحية"، فيتناول مرحلة حافظ الأسد، الذي يرى يعدّه المؤلف أول حاكم لسوريا من أصل فلاحي. وفيه يعرض للنظام الذي بناه الأسد ومراحله وأزماته، والشخصيات والأجهزة السياسية والعسكرية التي شكلت ركائزه، وسياسته الداخلية والإقليمية والدولية. ويحلل بنيته الطائفية والعشائرية والمناطقية، ومستويات السلطة، في السياسة العامة للنظام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها