الجمعة 2015/03/27

آخر تحديث: 16:26 (بيروت)

ورليكوفسكي في يوم المسرح: نهاية العالم

الجمعة 2015/03/27
ورليكوفسكي في يوم المسرح: نهاية العالم
الجدران التي نثابر على تشييدها بعناد، ولم تعد قادرة على حمايتنا من أي شيء
increase حجم الخط decrease
نشرت الهيئة العالمية للمسرح كلمة "اليوم العالمي للمسرح" للعام 2015، التي كتبها وألقاها هذا العام المخرج البولندي كريستوف ورليكوفسكي، وترجمتها إلى العربية نهاد صليحة رئيس المركز المصري للمعهد الدولي للمسرح.

وكريستوف ورليكوفسكي واحد من أبرز المخرجين الأوروبيين في جيله، ولد في بولندا العام 1962، وأبدع، بالتعاون مع مصمم المناظر المسرحية شيشسنياك، صوراً مسرحية مبهرة. ويعتمد أسلوب عمله على قيادة ممثليه إلى استكشاف أعمق مستويات إبداعهم والوصول إليها، كما ابتكر أسلوباً جديداً في تقديم شكسبير على المسرح.

وقال ورليكوفسكي إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية بشرط أن نبحث عنهم بعيدا من خشبته، فهم غير معنيين بالمسرح كآلة لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة، بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية التي غالبا ما تتجاوز قاعات التمثيل، وحشود البشر المنكبين على استنساخ واحدة أو أخرى من صور العالم.


وأضاف: "نحن نستنسخ صورا للعالم بدلاً من إبداع عوالم ترتكز على الجدل مع المتفرجين أو تستند إليه، كما تركز على الانفعالات التي تموج تحت السطح، والحق أنه لا شيء يضاهي المسرح في قدرته على الكشف عن العواطف الخفية".

وقال ورليكوفسكي: "كثيرا ما ألجأ إلى النثر عله يرشدني إلى الحقيقة، ففي كل يوم أجدني أفكر في هؤلاء الكتاب الذين تنبأوا على استحياء منذ ما يقرب من مائة عام باضمحلال الآلهة الأوروبية، وبذلك الأفول الذي غيب حضارتنا في ظلام لم نبدده بعد، وأنا أعني كتابا مثل فرانز كافكا وتوماس مان ومارسيل بروست، ويمكنني اليوم أن أضيف إلى قائمة هؤلاء المتنبئين جون ماكسويل كويتزي". "لقد أدركوا جميعا بفطرتهم السليمة أن نهاية العالم قادمة لا محالة، ولا أقصد هنا نهاية كوكب الأرض، بل نهاية النموذج السائد في العلاقات بين البشر، ونهاية النظام الاجتماعي والانتفاضات الثورية ضده، وما أدركوه بحسهم المشترك هو ما نعانيه الآن بصورة شديدة الحدة، فنحن من عاصرنا نهاية العالم وما زلنا على قيد الحياة، نحيا وجها لوجه مع الجرائم والصراعات التي تندلع يوميا في أماكن جديدة بأسرع مما يمكن أن تنقله لنا وسائل الإعلام المنتشرة في كل مكان ثم لا تلبث هذه الحرائق أن تغدو مملة وتختفي من الأخبار إلى غير عودة. نحن نشعر بالعجز والرعب والحصار".

وقال ورليكوفسكي: "لم نعد قادرين على تشييد الأبراج، والجدران التي نثابر على تشييدها بعناد، ولم تعد قادرة على حمايتنا من أي شيء، بل إنها على العكس تطلب منا الحماية والرعاية مما يستهلك جزءا هائلا من طاقتنا الحياتية. لم تعد لدينا القوة على محاولة استراق النظر إلى ما يجرى خلف البوابات، وخلف الأسوار. ولهذا السبب تحديدا يجب أن يوجد المسرح وأن يستمد قوته من مغالبته، أي من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة".

واعتبر ورليكوفسكي إن المسرح القائم على الحقيقة والذي يجد غايته فيما يستعصي على الشرح والتفسير، هو ما يصبو إليه ويتمناه لكل العاملين بالمسرح، سواء كانوا على خشبته أو بين جمهوره.

وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بقرار من الهيئة العالمية للمسرح في باريس منذ العام 1962، وبات من التقاليد المسرحية أن تكلف في كل عام مسرحياً مميزاً لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف في 27 آذار/مارس من كل عام، وعادة ما تلقى كلمة اليوم العالمي للمسرح من مقر منظمة اليونسكو في باريس وتتم ترجمتها إلى أكثر من عشرين لغة، وتقرأ في آلاف القاعات المسرحية حول العالم.

ومن بين من كتبوا رسالة اليوم العالمي للمسرح، آرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، مارتن أصلان، سعد الله ونوس، فتحية العسال، وسلطان بن محمد القاسمي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها