"سلطانة" غالب هلسا... من فتاة ريفية إلى تاجرة الحشيش

في روايته هذه، وهي من آخر ما كتب قبل رحيله المبكر في منفاه الدمشقيّ، يتنقّل بنا غالب هلسا، بين القاهرة والأردنّ، لكنّ "سلطانة" هي أكثر رواياته ارتباطًا ببيئته الأردنيّة التي ولد فيها وترعرع في أحضانها. البيئة الريفيّة الممزوجة بالبداوة، والمتطلّعة إلى حياة المدينة.

يبني غالب شخصيات الرواية وحوادثها، من خلال بناء شخصية سلطانة قبل أن تبلغ الرابعة عشرة من عمرها، وكان أبوها دائم المرض، ولم يكن لها أخ يردعها، ويُلزمها البيت، فكانت تفعل ما تشاء. تذهب مع الصِّبية، لتصطاد العصافير، وكانت لها مغامراتها في طفولتها ومراهقتها، وحين كبرت وامتلكت إرادتها، وانتقلت إلى عمّان، وباتت شخصية ذات كاريزما مؤثرة. لكنّ الأخطر في شخصيّتها هو نهايتها كمساهمة في تجارة الحشيش، مع إسرائيل ومصر، عبر ميناء إيلات، وما يجسّده هذا الدور من إضاءات على عوالم سريّة سيتعرف القارئ عليها.

وكما تضيء الرواية على عالم الريف وهمومه، فهي تضيء على جوانب من حياة العاصمة عمّان من وجهة نظر جريس (ابن مأدبا)، وسلطانة بتحولاتها ووصولها لتكون "سيّدة أعمال"، مقاهيها وشوارعها ومكوّناتها الأساسيّة، والحياة السريّة في بيوت الليل.