الجمعة 2024/03/29

آخر تحديث: 10:36 (بيروت)

بات توماس...الثروة المادية: تنقيب في الأرشيف الشخصي لآلن غينسبرغ

بات توماس...الثروة المادية: تنقيب في الأرشيف الشخصي لآلن غينسبرغ
1صورة الغلاف
increase حجم الخط decrease
في كتابه الأخير الذي يستمد مادته من أرشيف الشاعر والكاتب الأميركي آلن غينسبرغ، يقوم المؤلف بات توماس باختيار وشرح بعض المقتطفات.

لم يكن آلن غينسبرغ في الواقع مهتماً بـ"الثروة المادية" -فقد عاش بسيطا واقتصد في الانفاق حتى في أوج شهرته، حيث كان يغدق من ماله على شعراء أقل شهرة ويدعم الحقوق المدنية ويحارب الظلم. لذا، فإن عنوان كتابي الجديد "آلن غينسبرغ الثروة المادية": التنقيب في الأرشيف الشخصي لآلن غينسبرغ مستوحى من تعقيب بوب ديلان: "رؤية غينسبرغ كانت أشبه بالذهاب لرؤية عرافة دلفي. لم يكن يهتم بالثروة المادية أو السلطة السياسية. كان ملكاً من طراز فريد".

يحتوي هذا الكتاب على ثروة غينسبرغ الفكرية والتاريخية والأدبية كمجموعة مذيلة بصرية من الوثائق والرسومات والصور الفوتوغرافية والمخلفات غير المنشورة التي توثق تجارب غينسبرغ الحياتية كشاعر منشق وروح مرحة ورحالة مثقف ومتحمس ومحب للاستطلاع لا يكل عن مساع مثيرة وروحية في الكتابة والفن والموسيقى والثقافة.

لو أن آلن قد احتفظ فقط بمخلفاته الشخصية الغير المهمة لكان ذلك رائعاً -إلا أنه احتفظ أيضاً بكل ما يرتبط بأصدقائه. ملصق لأول قراءة شعرية لباتي سميث، أكوام من المراسلات تؤرخ لفترة عمل ألين كوكيل أدبي لويليام س. بوروز، العديد من بيانات حركة الحزب الدولي للشباب، ما تبقى من تذكرة حفل موسيقي لبوب ديلان وفرقة  دباند عام 1974 مع رقم هاتف يوكو أونو مكتوب على ظهرها. ملصقات توثق القراءات المبكرة لجيل البيت في خمسينيات القرن الماضي في سان فرانسيسكو بالإضافة إلى ملصقات لاحقة توثق حقبة الهيبي في هيت آشبري وغيرها كثير -بما في ذلك مقال مفصل عن أعمال جينسبرغ التي سجلها مع موسيقيين أمثال بوب ديلان وبول مكارتني وإلفين جونز ودون شيري وليني كي وفيليب غلاس وديفيد أمرام وآرثر راسل ومارك ريبوت.
 


(صفحة 68-69: ملصقات مختلفة من 1950-1960)

تلتقط هذه الملصقات التي تعود إلى أواخر الخمسينات وأوائل الستينات في مدينتي سان فرانسيسكو ونيويورك صورة لآلن وزملائه الكتاب في ذروة شهرتهم كمؤسسي حركة جيل البيت. للأسف، سرعان ما أصبحت أجواء البيتنيك المختصرة في اللحى والطبول مبتذلة -ولكن لم تكن أبدا أجواء آلن غينسبرغ أو غريغوري كورسو أو ليروي جونز (عُرف فيما بعد باسم أميري بركة) فقد كان هؤلاء تحركهم الكلمات والفكر (مع إيحاءات روحية)، ولم يكونوا يبحثون عن المتعة على الطريق السيار رقم 66. يجب ألا ننسى أيضًا حضور عازف البيانو سيسيل تايلور -كانت موسيقى الجاز تمثل الموسيقى التصويرية لهذه الحركة، وقد وصفها جاك كيرواك في عدة كتب وجون كليلون هولمز في روايته "الساكسفون".


(صفحات 88-89: صور لرواد جيل البيت في شمال إفريقيا)

تعود العلاقة بين آلن غينسبرغ وويليام بوروز وبول مكارتني إلى منتصف ستينيات القرن الماضي. كان بول، وليس جون لينون، أول من استكشف فكرة التسجيلات الطليعية. وقد اكتملت هذه الصلة في عام 1995، عندما زار آلن عضو البيتلز السابق في منزله في إنجلترا. ألقى آلين قصيدة جديدة بعنوان "أغنية الهياكل العظمية" على بول الذي اقترح عليه أداء الأغنية في قاعة ألبرت هول الملكية في لندن، تلاها تسجيل في الاستوديو رفقة فيليب غلاس وليني كي ومارك ريبوت. وقد تم مؤخرا إصدار هذا التسجيل على قرص مدمج بعنوان "ثروة مادية"، مرفوق بكتاب ألين غينسبرغ.


(صفحات 224-225: صور دون شيري وإلفين جونس)

في وقت مبكر من العام 1969، كان دون شيري وإلفين جونز يسجلان مقاطع مع آلن غينسبرغ، وقد شاركا في حصص تسجيل ألبوم "أغاني البراءة والتجربة"، الذي أدى فيه غينسبرغ قصائد ويليام بليك مرفوقة بالموسيقى. يتضمن القرص المدمج الجديد "الثروة المادية" تسجيلاً لم يصدر من قبل لألين وإلفين في معركة شعرية ضد الطبول بعنوان "هم بوم!" وهو رسالة حماسية مناهضة للحرب. كان دون شيري يغني من حين لآخر على الهواء مباشرة مع ألين في الثمانينيات والتسعينيات.


(صفحات 236-237: صور ستيفن تايلر وفيليب غلاس)

"الصندوق الموسيقي الهيدروجيني" أوبرا تجمع بين موسيقى فيليب غلاس وكلمات آلن غينسبرغ وتم أداؤها العام 1990 وصدرت لاحقًا في قرص مضغوط. استوحي عنوان الأوبرا من قصيدة غينسبرغ الشهيرة "عواء" التي نشرها عام 1955. تسجل أسطوانة "الصندوق الموسيقي الهيدروجيني" تفاصيل المشهد الثقافي الأميركي من خمسينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي مع تأملات حول الحركة المناهضة للحرب في فيتنام، والثورة الجنسية، والمخدرات، والفلسفة الشرقية والقضايا البيئية.

(*) نشر كتاب "الثروة المادية: التنقيب في الأرشيف الشخصي لآلن غينسبرغ" من قبل شركة باورهاوس وتتكلف دار تيرناراوند بتوزيعه في المملكة المتحدة، وتم إصدار قرص موسيقى مرافق للكتاب من قبل شركة "هاي داي" وتتكلف "بروبر" بتوزيعه في المملكة المتحدة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها