الخميس 2020/12/10

آخر تحديث: 17:08 (بيروت)

جاك كيرواك.. الهايكو الأميركي المليء بالفراغ الجامع

جاك كيرواك.. الهايكو الأميركي المليء بالفراغ الجامع
"ملك جيل الإيقاع"
increase حجم الخط decrease
ولد كيرواك في مدينة لويل بولاية ماساتشوستس العام 1922 من أبوين مهاجرين يتحدران من منطقة كبيك كندا. عرف بحبه وتفوقه في رياضة كرة القدم الأميركية خلال سنوات دراسته بجامعة كولومبيا حيث سيلتقي بكل من ألن غينسبرغ ووليام بوروز، ويليام هانك ونيل كاسدي. عرف بكونه أحد مؤسسي جيل البيت، ولُقّب في كثير من المناسبات بـ"ملك جيل الإيقاع" بعد نشره لروايته "على الطريق" العام 1957. اشتهر بطريقته الفريدة في الكتابة التي عرفت بالنثر العفوي، بحيث يعمد إلى ما سماه بأفكار النفس التي استغنى فيها عن النقطة واستعمل العارضة أو الشرطة بدلها. وعلى هذا النحو، تشبه العبارات التي تحدث بين الشرطات لعقات موسيقيي الجاز المرتجلة على الساكسفون أو الترامبيت. وتدور معظم رواياته حول الروحانية الكاثوليكية، موسيقى الجاز، البوذية، المخدرات، الفقر والسفر. كتب روايته "البحر أخي" أثناء خدمته العسكرية مع مشاة البحرية الأمريكية. من أهم مؤلفاته "على الطريق"، "البلدة والمدينة"، "الدكتور ساكس"، "ملائكة الوحشة"، "أغاني البلوز من العاصمة المكسيكية"، بالإضافة إلى "كتاب الهايكو".

حاول جاك كيرواك أن يخلق نموذجا أميركياً للهايكو الياباني أطلق عليه اسم "بوبس"، وهو النوع الأدبي الذي عرفه بأنه "قصائد قصيرة مكونة من ثلاثة أسطر". وقد عرّف كيرواك الهايكو بقوله: "الهايكو الأميركي ليس بالضبط هو الهايكو الياباني. الهايكو الياباني يحترم بشكل صارم سبعة عشر مقطعًا، لكن بما أن بنية اللغة مختلفة، فلا أعتقد أن الهايكو الأميركي (قصائد قصيرة مكونة من ثلاثة أسطر تهدف إلى أن تكون مليئة تمامًا بالفراغ الجامع) يجب أن يقلق بشأن المقاطع لأن الكلام الأميركي شيء آخر... انفجار موسيقى البوب ... أقترح أن يقول "الهايكو الغربي" ببساطة الكثير في ثلاثة أسطر قصيرة بأي لغة غربية. قبل كل شيء، يجب أن يكون الهايكو بسيطًا جدًا وخالياً من كل الحيل الشعرية وأن يصنع صورة صغيرة ومع ذلك فهو متجدد الهواء ورشيق مثل معزوفة Pastorella لفيفالدي. تتوفر مجموعة كبيرة من قصائد هايكو تعود لكيرواك على موقع Terebess Asia Online . وقد قال الصديق كور فان دن هوفل، محرر  أنطولوجيا الهايكو والسنريو بالإنكليزية، عن كيرواك والهايكو أنه ربما أكثر قربا من أي من شعراء البيت Beat إلى جوهر الهايكو. على غرار الهايكو الياباني، خلق كيرواك ما يسمى بالهايكو الأميركي غير أنه لم يتقيّد بحرفية الشكل المعروف للهايكو، لكنه حافظ على بساطته، وسلاسته الرائقة في التقاطه لمشاهد الواقع اليومي الأميركي. توفي عام 1969 بسبب نزيف داخلي من جراء إفراط زائد في تناول الكحول.

جانكيزخان ينظر بشراسة
نحو الشرق، بأعين حمراء،
متشوقا إلى إنتقام خريفي 
***

أيتها النحلة
لماذا تحدّقين بي
ما أنا بزهرةٍ؟ٍ
***

العشب يتماوج،
الدجاجات يضحكن
لا شئ يحدث
***

الريح
ارسلت ورقةً
على ظهر دوريّ
***

ليلٌ خريفيّ هادئ
وهؤلاء الحمقى
يشرعون في المجادلة
***

طوال اليوم أرتدي
قبعة لم تكن
على رأسي
***

لا برقيات اليوم
فقط مزيد من الأوراق
سقطت
***

ليل مكتمل مضيء
أفسدته
شجاراتٌ عائلية
***

الطيور تغني
في الظلام
فجرٌ مطير
***

تلك الطيور
الجالسة على السياج
ستموت
***

زهرة واحدة
على الجرف
تُومِئ للوادي
***

الحظيرة، تعوم
في بحرِ
أوراقٍ عصَفَت بها الريح
***

البغل
هادئاً يستدير
حاكاً ظهره بجذع
***

النجوم
تتسابق مسرعةً
عبر الغيم
***

يومٌ مشمس – أثرُ طائرٍ
وقطّةٍ
في الثلج
***

كرسي الصيف
يتحطم وحده
في العاصفة الثلجية
***

جيران جدد
- ضوء
في البيت القديم
***

هل أنا وردةٌ
لتنظري إليّ
أيتها النحلة؟
***

نسمة صباحٍ باردة
قطّة تتدحرج
على ظهرها
***

كل صباح
الزهور الصفراء
تفكر بالسكارى في المكسيك
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها