الخميس 2024/02/29

آخر تحديث: 18:27 (بيروت)

الجنس والنبيذ و"المفارقة الفرنسية"

الخميس 2024/02/29
الجنس والنبيذ و"المفارقة الفرنسية"
جوديت غودريش وبونوا جاكو في مؤتمر صحافي لفيلم "La Désenchantée" العام 1990 (باري ماتش)
increase حجم الخط decrease
في العام 1969، أدهشت العالم أصوات صادحة من الراديو: جين بيركين تتنفس بصعوبة، وبدت في طريقها إلى النشوة الجنسية بمصاحبة لحن حسّي. كانت فرنسا المكان المنطقي الوحيد لإنتاج أسطوانة "بوب" مثل Je t'aime…Moi Non Plus لسيرج غينسبورغ، والتي "صوّرت" ثنائياً يمارس الحب بجوار ميكروفون مفتوح. وحُظرت الأغنية آنذاك في العديد من البلدان، ما زاد من شعبيتها من دون أن يعني ذلك بالضرورة أن أحداً أنصت فعلاً إلى كلماتها الأقرب إلى الشِّعرية الصافية منها إلى الإباحية.


استذكار هذه المحطة الفنية، اليوم، وبمعيّة أشباهها الكثيرة في التاريخ الثقافي والفني الفرنسي، ربما يحمل تفسيرات لتناقضات محيرة في خضم الجدل الذي أفرزه تصاعد حركة "أنا أيضاً" الفرنسية، بعد أكثر من ستة أعوام على انفجارها في الولايات المتحدة، لا سيما في عالم السينما وبدءاً من القُطب الهوليوودي هارفي وينشتاين. دوائر صناعة السينما الفرنسية تلهج راهناً بالبَوح عن انتهاكات جنسية قديمة ومتجددة، ودعاوى قضائية بمفعول رجعي، وفضح أسماء مخرجين وفنانين كبار طبعوا الفن السابع الفرنسي والعالمي، وها هم يُطبَعون الآن بدورهم بقصص تحرشهم واعتداءاتهم على ممثلات وعاملات في "سينماهم".

لقد اجتازت الموجة، المحيط الأطلسي، أخيراً. لكن، لماذا تأخرت هذه الثورة الجديدة في بلاد يحفل ماضيها وحاضرها بالانتفاضات السياسية والفنية والاجتماعية؟ وهل تقدم الفرنسيات صورة مرآة لـ"مي تو" الأميركية؟ ولماذا ما زالت تُسمع أصوات ناقدة، أو أقلّه مشككة، في ضرورة "تنظيف" الصناعة السينمائية الفرنسية من الكمائن الجنسية/الإبداعية للنساء؟

فرنسا طبعاً ليست مُحافِظة ولا رجعية، بل أقصى العكس هو الصحيح. ومعروف كم أن سياقات ثقافتها وفنونها أبعد ما تكون من الذكورية ومن الخضوع لأي منظومة "أخلاقية". أغنية غينسبورغ أعلاه هي سليلة إرث طويل، وإحدى أمهات سريان مستمر من التحرر الفكري والفني، والأهم: الجنسي. وهنا التناقض الدالّ. فلشدة تمسك الوجدان الفرنسي بحرية الجسد و"الإيروس"، تبدو حركة "Moi Aussi" اليوم، لكثيرين في عوالم الفن، نوعاً من "الرقابة". تبدو هي الرجعية. هذا ليس للتقليل من آلام النساء الضحايا، ولا لتقويض صواب قضيتهن، لكن لفهم الديناميات التي تجعل هذه الثورة الجديدة محط اهتمام الحقوقيين والمناضلين/ات نسوياً ونقابات القطاع السينمائي، بدلاً من تحولها حركة ثقافية داخل أحد أهم دوائر الفنون في البلاد أي السينما الفرنسية التي حفرت نفسها نمطاً ومدرسة  قائمة بذاتها، خصوصاً "الموجة الجديدة" بكل تجرّؤها على تقنيات السينما التقليدية وكذلك على الأفكار "المقبولة" والمحرَّمات.

فرنسا التي صوّت مجلس شيوخها، أمس، لصالح تكريس حق المرأة في الإجهاض ضمن الدستور، كان الدافع الأساس لمجموعات ضغطها في هذا الملف، قيام المحكمة العليا الأميركية، قبل عامين تقريباً، بإلغاء القرار التاريخي المعروف بـ"رو ضدّ وايد" والذي صدر العام 1973 ليكرس حق المرأة في الإجهاض. الفرنسيون روّعهم النكوص الأميركي هذا، فحموا حق الإجهاض بالدستور... وفي موضوع التجاوزات الجنسية ضمن صناعة  السينما، تُسمع أصوت مثقفين فرنسيين يخشون "غزوهم" بالأفكار البيوريتانية الأميركية (نسبة إلى البروتستانت المتزمتين).

هكذا، أصبحت فرنسا أول بلد في العالم يحمي في دستوره حرية المرأة في التصرف في جسدها، لكن الأوساط السينمائية الفرنسية ما زالت تحبو في أول طريق حماية نسائها من التحرش والاعتداءات. كأننا أمام إضافة معاصرة لـ"المفارقة الفرنسية" التي تداولها طويلاً أطباء حول العالم ومفادها أن الفرنسيين أقل إصابة بأمراض القلب، رغم أن مطبخهم غني بالدهون المشبعة...والفضل للنبيذ الفرنسي الحاضر دورياً على المائدة من دون إسراف.

وبعيداً من نظرية الوصمة "التطهرية" الأميركية ذات الجذر الديني، يتفاعل المناصرون لنساء السينما في حراكهن، بشكل مختلف عن المقابل الأميركي. هؤلاء يقاتلون/يقاتلن، بموازاة الإعلام متنوع المشارب والنَّفَس السجالي الفرنسي الذي لا ينقطع، ببُنيَتهم التحتية النقابية القوية، وبالقضاء الذي يحظى باحترام عميم، كما بمجتمعهم المدني الحيوي.

فقد أصدرت نقابات المنتجين الكبرى في فرنسا (API وSPI وUPC) بياناً يطالب المجلس الوطني للسينما (CNC) ووزيرة الثقافة، بوضع مبادئ توجيهية تشمل تعيين "خبراء متخصصين في الوقاية من العنف الجنسي وإدارته لتهيئة بيئة آمنة عند بداية كل جلسة تصوير"، إضافة إلى تخصيص موارد إضافية للمنظمات التي تكافح الانتهاكات الجنسية، واستحداث بوليصة تأمين إلزامية تسمح بوقف الإنتاج فوراً عند ظهور حالة عنف جنسي. وتضغط منظمات، من بينها "50/50"، على مجلس السينما أيضاً، لفرض ندوات إلزامية للممثلين وطاقم العمل، حول مكافحة التحرش قبل كل جلسة تصوير. 

الأمر كله بدأ مع الممثلة جوديت غودريش(52 عاماً) كأولى المحفزات على فضح الانتهاكات والاعتداءات الجنسية في عالم السينما الفرنسية، وتحديداً ضد المخرج بونوا جاكو(77 عاماً) الذي تقول إنه اعتدى عليها جنسياً عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها ومثّلت في أحد أشهر أفلامه. فقد كانا في علاقة عاطفية امتدت سنوات، لكن جوديت، القاصر آنذاك، لا تعتبرها علاقة بالتراضي، بل تقول إنها كانت طفلة "مخطوفة" من رجل ذي سلطة أسَرَها في علاقة "مفترسة"، وكذلك جاك دويون الذي "اخترع" مشهداً جنسياً لم يكن موجوداً في السيناريو وتلذذ بتنفيذه. وللمفارقة أن غودريش نفسها كانت من أوائل مُفرقِعات "مي تو" في الولايات المتحدة، حيث أقامت لفترة، فتحدثت لصحيفة "نيويورك تايمز" عن تعرضها للاعتداء من قبل هارفي وينشتاين في أحد الفنادق خلال مهرجان "كان" السينمائي عندما كانت في الـ24 من عمرها. وتتعلق اتهامات غودريش بالفترة من 1986 إلى 1992، ما يعني أنه من غير المرجح أن تؤدي إلى المحاكمة بسبب سقوطها بالتقادم. ومع ذلك، فإن قرار السلطات بفتح تحقيق، يشير إلى رغبة جديدة في تسليط الضوء على الاعتداءات الجنسية في الفنون.

وقال ممثلو الادعاء إنهم طلبوا أيضاً محاكمة المخرج السينمائي كريستوف روجيا(59 عاماً)، والمتهم بالاعتداء الجنسي على الممثلة أديل هاينيل عندما كانت قاصراً، وسيُترك للقضاة أن يقرروا ما إذا كانوا سيواصلون المحاكمة. وكانت هاينيل(34 عاماً) تقدمت بشكوى ضد روجيا في العام 2020، متهمة إياه بـ"للتحرش الجنسي المستمر" من سن 12 إلى 15 عاماً. وفي وقت لاحق من ذلك العام، انسحبت من حفلة توزيع جوائز "سيزار"، عندما مُنحت جائزة أفضل مخرج للمخضرم رومان بولانسكي، الذي كان هدفاً لادعاءات متعددة بالاعتداء الجنسي على قاصرين. وقد جعلها هذا الانسحاب من أوائل مناصري حركة "مي تو" في فرنسا. لكن قرارها، بعد ثلاث سنوات، وفي ذروة شهرتها، بالانسحاب من الصناعة بسبب "التهاون" الدائم تجاه الاعتداءات الجنسية، اعتبره ناشطون دليلاً على مقاومة المؤسسة السينمائية الفرنسية للتغيير.

تقول الكاتبة والناقدة السينمائية، هيلين فرابا، في مقالتها الافتتاحية في صحيفة "لوموند"، أن ثمة "نظرة للعالم مبنية على عملية احتيال، خدعة للنساء، وليس لأولئك الذين يُسمّون مبدعين عظماء ويدافعون عن أنفسهم قائلين أنه في الموجة الجديدة (تيار سينمائي فرنسي يعود لخمسينات وستينات القرن العشرين)، كان يجب على المخرج أن ينام مع نجمته من أجل العثور على الإلهام... رؤيتنا الرومانسية مبنية على التحرش".

هذا التاريخ الذي تتحدث عنه فرابا، أصيل ومتجذر. وإن كانت تُعاد زيارته راهناً في ضوء "Moi Aussi"، فإنه ليس مدعاة نكران وتبرؤ. تكسير الأطر والقوالب، التمرد، التجريب حتى النهاية، ومتعة التطاول على المُتوافَق عليه... كلها نصال متعددة المَجارِح، خطرة، لكنها براقة ومذهلة وأنجزت ما لا يُنسى ليس فقط لفرنسا بل للعالم كله.

فعصر النهضة الذي بدأ في إيطاليا، ازدهر في فرنسا في القرن الخامس عشر. وفي باريس، اشتدّ عود الفن الأوروبي الحديث. وبينما ازدهر فن المناظر الطبيعية والرومانسية في الأدب في وقت سابق في إنجلترا، كانت الرومانسية الفنية هي التي سيطرت بقوة على فرنسا، ما أدى إلى إعادة تقييم معنى الفن والغرض منه، من أجل تحريره من قيوده القديمة. وباريس ولدت للعالم الحركة الانطباعية، التي كرج من بعدها الفن الحديث.

الواقعية أيضاً كانت فرنسا مهدها في أربعينيات القرن التاسع عشر، حينما رفض الواقعيون، الرومانسية التي هيمنت على الأدب والفن الفرنسي منذ أوائل القرن نفسه، فسعَوا إلى تصوير الأشخاص والمواقف المعاصرة الحقيقية والنموذجية بدقة، والتخلي عن تفادي جوانب الحياة المحبِطة أو الدنيئة. باريس، التي لطالما عجّت بالمواهب الملتجئة إلى أفيائها من أنحاء العالم: بابلو بيكاسو، أميديو موديلياني، ومارك شاغال... منها انطلقت الحركة السوريالية ببيان أندريه بريتون لتصبح حركة فكرية وسياسية دولية.

فرنسا أيضاً "ماركيز دوساد" و"فولي برجير" و"قصة أو" و"إيمانويل".
القُبلة، باللغة الانكليزية، تصبح "قُبلة فرنسية" حينما تشتعل شهوانية.
وقد صنع الأميركيان، هنري ميلر وأناييس نين، شهرتهما ككاتبين ومؤلِّفَين إيروتيكيَين، في باريس التي لجأ إليها أيضاً أوسكار وايلد بعدما نبذته بريطانيا بسبب مثليته الجنسية.
والأرجح أنه لم يكن ممكناً، إلا في باريس، نشر رواية "يوليسيس" لجيمس جويس، والتي اعتُبرت فاحشة في بريطانيا والولايات المتحدة.

ولعل المؤسسات الفرنسية، إضافة إلى المعنيين بقضايا الجندر، لهذا السبب بالذات، وبوعي أو من دونه، تكافح الانتهاكات الجنسية في الأوساط الفنية بطريقتها التي تشبهها، كما تعرف وتُجيد، أي بالوسائل الحقوقية والقضائية، المدنية والسجالية، والتعاضدية العمالية... في حين أن كل هذا الإرث من الحرية المُلهِمة، بثوريتها المدهشة وصولاً إلى سِحر تهتّكها، ربما يبطئ نشوء تيار ثقافي فرنسي مُسايِر للصواب السياسي المعاصر.

تعتبر بيرينيس حميدي، أستاذة علم الاجتماع والجندر في جامعة لوميير في ليون، إن علاقة السينما الفرنسية المضطربة بحركة "مي تو" تنبع من سمات خاصة بالسينما الفرنسية نفسها: "الفنون، والسينما على وجه الخصوص، معرضة بشكل مفرط للعنف الجنسي، لأنها مهن تبدو منفصلة عن المجتمع وقواعده، حيث يتشابك الاختيار والإغراء بشكل وثيق للغاية، ويؤدي انعدام الأمن الوظيفي إلى وضع العديد من الشابات في موقف ضعف...لكن هناك أيضاً ثقافة فرنسية جداً في تبجيلها للفنانين والعملية الإبداعية... هناك فكرة أنك، كي تبدع، عليك أن تكون في علاقة تنتهك الأعراف الاجتماعية".

تحت هذه الأضواء تُعاد قراءة البيان الذي نشرته "لوموند" العام 2018، وكانت أيقونة السينما الفرنسية، كاترين دونوف (التي كانت في العشرينات من العمر حينما بلغت "الموجة الجديدة" أوجها)، من بين مئة من الكاتبات والفنانات والأكاديميات اللواتي وقّعن عليه، مُتّهمات "مي تو" وقتذاك بالذهاب أبعد من اللازم: "نحن ندافع عن الحق في المضايقة، وهو أمر حيوي للحرية الجنسية". ورغم أن دونوف عادت واعتذرت من ضحايا الاعتداءات الجنسية، نائية بنفسها عن بعض أسماء المُوَقّعات من دون أن تتراجع بالضرورة عن مضمون البيان، إلا أن المخرج بونوا جاكو تناول البيان نفسه في دفاعه قبل أيام، معرباً عن أسفه لاستيراد "البيوريتانية الجديدة المخيفة" من الولايات المتحدة. وعن علاقته مع غودريش قال لصحيفة "لوموند": "لقد أرادت أن تكون الممثلة، وكان لديها مخرج سينمائي في متناول اليد".

وفي مقابلة العام 2006، مع مجلة Les Inrockuptibles، تحدث جاكو عن "اتفاق" ضمني ظلّل تعاونه مع غودريش العام 1990: "إذا أعطيتها الفيلم، فإنها تعطي نفسها بالكامل. وهو ما يمكن فهمه بأي معنى تريده". وبعد تسع سنوات، قال لصحيفة "ليبراسيون": "عملي كمخرج يتألف من دفع الممثلة إلى تجاوز العتبة. مقابلتها والتحدث معها وتوجيهها والانفصال عنها ثم العثور عليها مرة أخرى، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي أن نكون في السرير نفسه".

تتحدث جنفييف سيلير، أستاذة دراسات السينما في جامعة مونتين في بوردو، عن ظاهرة "عبادة المؤلف" الفرنسية التي تضع العبقرية الفنية فوق المُساءلة، مشيرة إلى عريضة مثيرة للجدل نُشرت قبل أسابيع في "لوفيغارو" تدين "إعدام ديبارديو من دون محاكمة"، ووقعها العشرات من أصدقاء وزملاء الممثل، وبينهم المغنية وزوجة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي كارلا بروني، والممثلة البريطانية شارلوت رامبلينغ، وشريكة ديبارديو السابقة الممثلة كارول بوكيه. وجاء في النص: "عندما يتم استهداف جيرار ديبارديو بهذه الطريقة، فإن فن السينما هو الذي يتعرض للهجوم"، محذراً من حملة "محو" ديبارديو، لأن "حرمان أنفسنا من هذا الممثل الهائل سيكون مأساة وهزيمة. موت الفن. فننا". وهنا تلفت حميدي إلى "خلط الواقع بالخيال.. وكأن معاقبة ديبارديو تعني حرماننا من سيرانو(دوبيرجوراك)" الذي أدى ديبارديو شخصيته في أحد أفلامه.

هكذا، مجدداً، تتجلّى "المفارقة الفرنسية". نبيذ نُخبتها يختمر على مهل، فيما خفقان قلبها الحقّاني يؤكد بأنه بكامل صحته.
_______________

(*) هامش:
ما زالت قضية جيرار ديبارديو تتفاعل، ليس فقط التحقيق الرسمي معه والذي ما زال جارياً بتهمة الاغتصاب، بل باتت تجاوزاته مسجلة بالصوت والصورة في فيلم وثائقي (ديبارديو: سقوط الغول)، عرضته "فرانس2" قبل أيام، بعدما تحدثت 12 امرأة عن انتهاكاته الجنسية بحقهن. وفي الفيلم، لقطات لديبارديو في رحلة إلى كوريا الشمالية العام 2018 للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس نظامها الديكتاتوري. وديبراديو الذي سافر مع طاقم تلفزيوني، وكان يعلم أنه يُصوَّر، أدلى بتعليقات بذيئة للنساء وعن النساء، وتحرش جنسيًا بشكل متكرر بمترجمة، وأدلى بتعليقات جنسية عن طفلة في نادٍ للفروسية رآها تمتطي حصاناً.

منذ ذلك الحين، تقدمت آنا موجلاليس، وإيسيلد لوبيسكو، وفاهينا جيوكانتي، وجوليا روا، بادعاءات جديدة ضد دويون وجاكو. وأطلقت غودريش حملة في وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المزيد من الضحايا على التحدث. وإلى جانب دويون وجاكو، اتهمت خمس ممثلات، المخرج السبعيني فيليب جاريل، بالاعتداء الجنسي.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، دافع الرئيس إيمانويل ماكرون عن ديبارديو في مقابلة تلفزيونية، قائلاً إن الممثل "جعل فرنسا فخورة"، وذلك بعدما طالبت وزيرة الثقافة  السابقة، ريما عبد الملك، بتجريده من أحد أرفع أوسمة التكريم الذي منحته إياه الدولة الفرنسية العام 1985. في حين أن الضغط الإعلامي ضد المخرجين جاك دويون وبونوا جاكو لم يُعِق بعد عمل صانعَي الأفلام. إذ نال أحدث أفلام دويون، "الصف الثالث"، استحسان السيدة الأولى بريجيت ماكرون، وتأكّد عرضه في فرنسا الشهر المقبل. وبيعَ فيلم "Belle" لجاكو، بالفعل، في أكثر من اثنتي عشرة منطقة، إذ أن صورة المخرج المُلاحَقة بالفضائح لم تخرج بعد عن حدود فرنسا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها