الثلاثاء 2018/01/23

آخر تحديث: 11:54 (بيروت)

محمد خضير: عن تجارب خارقة للرؤية

الثلاثاء 2018/01/23
محمد خضير: عن تجارب خارقة للرؤية
increase حجم الخط decrease
يعمل الفنان عدنان سلمان على كسر أفق المشهد البصري بتجارب فوتوغرافية، تأتي بعد تجاربه في اللون والكتلة والشكل في مشروع مسرحة الاشكال تحت تسمية "أبعاد الرؤية".

لا يشكل عمله الجديد "وراء الخيال" إضافةً كمية للمساحة التي يمسرح عليها أشكاله ومشاهده اللونية السابقة فحسب، بل هي قطعٌ وتحوّل في رؤية الابعاد وتوجيهها لتمثّل العنصرَ الشخصي للفنان بما فيها اليد والوجه وظلّ الجسد، كنايةً عن الوجود المسرحي الذي كان ينشد تجسيده في توزيع أشكاله على فضاء ديكوريّ. إلا أن التوزيع المشهدي في التجربة الجديدة يعتمد الطباعة التسلسلية لأشكال مسطّحة بتقنية "الفوتو سكرين" بما يشبه النسخة السلبية لفيلم كاميرا. وفي كلا العملين يحضر اللون باشتعالاتٍ تضئ ما حولها وتشيع الدفءَ والبهجة.

يريد الفنان أن يشير الى حضور دائم وتفصيلي وراء/ في/ أمام/ فوق المشهد الذي يصمّمه. وهذا هدف مغاير للرؤية الواقعية التقليدية التي تؤكد موضوعية الشكل وانفصاله عن ذات الفنان الفاعلة في التفاصيل والخطوات التي تنتج اللوحة، من الفكرة حتى العرض الأخير. الفنان هنا/ بصمةٌ حيّة، خارطةٌ طباعية بأبعاد لا نهاية لتجسداتها. كما أن اللوحة التي تكرر ذاتها بطبعات متعددة إنما تكسر وهمَ الوجود السطحي للشكل والوجود الطارئ للفنان. هنا الجسد ينسج وهجَهُ الروحي بغرزات الظلّ والهيئة المشتعلة في "طابعة" الوجود الرسمويّ/ النسخةَ الثانية من الوجود البشري الحيّ/ نسختَه الرقمية/ الافتراضية.

في هذا العمل يتجسد الواقع التشكيلي، "الطابعة" التي تنتج نسخاً تشكيلية رقمية، سماتٍ أصيلةً لأي ظهور فني يهدف الى كسر أفق الخيال وتوكيد البصمة الحية للفنان المُصوَّر (مع) عمله.
الفنان يبرهن في هذا العمل على أنّ الأنموذج المعتم لذرّة الوجود الواحدة تتوزع بشكل تكراري على النُسَخ اللونية المصوَّرة بأقصى اشتعالاتها وأصغر جزئياتها. الشكلُ التجريدي اللا متناهي يحلّ في صميم الحضور العياني المتناهي في واقعيته وآنيته المؤقتة، والصورة العكسية للفنان يُظهِرُها الخيالُ المصمِّم عوضاً عن العقل المتكلِّم.

يوضح الفنان عدنان سلمان أبعاد هذه التجربة بقوله: "إنها بمثابة مرحلة مابعد الصورة او مابعد اللقطة. إن التغيير الذي يحدث على الصورة =اللقطة بمثابة إنتاج اخر. بما أن الصورة ذات زمن معين فإن إعادة إنتاجها يعني أن يكون هناك زمن مضاف، الزمن الذي تكونت فيه. من جانب آخر فإن المؤثرات الرقمية على اللقطة تمنحها بعداً او أبعاداً أخرى عديدة. أنا في هذه التجربة إزاء صورتي لكن في اخراج طباعي نوعا ما، انتاج نص بمحاذاة النص الاصلي".

ويضيف عن التجربة: "إنها صناعة لوجود آخر غير الوجود المادي العادي للاشكال، يكون للخيال الدور المهم في صناعته. عند التصميم الطباعي للنص يعمل العقل والخيال معا".
 (ملاحظة خارج المتن: للفنان adnan salman ست صفحات شخصية على الفيس بوك).


(*) مدونة كتبها القاص العراقي محمد خضير في صفحته الفايسبوكية
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها