السبت 2017/06/17

آخر تحديث: 11:50 (بيروت)

عبدالله العمري يرسم رثاثة زعماء العالم

السبت 2017/06/17
increase حجم الخط decrease
يستمر معرض "سلسلة ضعف"(*) لعبدالله العمري حتى 6 تموز 2017، ويضم مختارات لوحات البورتريه لتي نفذها الفنان مؤخراً، أعاد من خلالها تخيل قادة العالم المثيرين للجدل، مجسداً أياهم بهيئة رثة. ثم رسم لوحات البورترية المتخيلة تلك باتباع أسلوب مؤثر من الواقعية، رغم استخدام هذا المنهج عادة لغرض تصوير شخصيات تستحق التعاطف، إلا أنه استقى من الثقافة البصرية السياسية وبشكل خاص في مجال استخدام الصورة، طابع البروباغندا كالبوسترات واللافتات الدعائية.

فبدلاً من إظهار هيبة أبطال لوحاته ذوي الوجوه المألوفة، جردهم عمري من جميع مظاهر القوة، والجاذبية والحق. وعمل على تجسيدهم في لحظات من اليأس متخلياً عن السمات البصرية التي تميز الصور الرمزية والتقليدية.

بداية، كان لتأثر الفنان بتجاربه الشخصية في التهجير ومشاعر الغضب التي تتملكه الدافع في خلق هذه الأعمال في الوقت الذي تستمر الاوضاع بالتدهور في وطنه الأم سوريا. يوضح الفنان في بيان مرافق للمعرض: "أردت أن أجردهم (قادة العالم) من سلطتهم، لا لغاية شخصية أو لتخفيف ألمي الخاص، بل لأعيد لهم انسانيتهم ولأمنح المشاهد نظرة الى مدى الأثر الذي يمكن للضعف ان يتركه في النفس".

علي سبيل المثال، ضمن العمل الذي يحمل عنوان "البحر الابيض المتوسط"، رسم عمري الرئيس السوري بشار الاسد على هيئة لاجئ مصاب بحالة من الذهول وهو مغمور جزئياً بالماء ومحاط بأمواج البحر العاتية، وتظهر فوقه السماء مليئة بالغيوم. ضمن العمل، يبدو الأسد مرتبكاً وهو يحدق في البعيد، باتجاه المشاهد، كما لو أنه غير قادر على استيعاب ظروفه تلك، إذ كان رد الفعل الأول للمشاهد متجسداً بمظاهر التعاطف تجاهه، فإن الشخص موضوع العمل يؤدي الى تعقيد هذه اللقاء. مما يثير الكثيلر من الأسئلة الحرجة.. بالنسبة للفنان، لحظة الهشاشة تلك تذكرنا بمعضلتنا الجماعية، مهما اختلفت ميولنا وولاءتنا.

وتظهر إحدى اللوحات، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كلاجئ في هيئة رثة، يحمل طفلته وأغراضه على ظهره وصورة لعائلته، إلى جانب كيس أسود، في مشهد يذكر باللاجئين عابري ممر البلقان الذي يوصلهم إلى شمال أوروبا.

وتتضمن لوحات معرض "الهشاشة" الزيتية أيضاً، شخصيات كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيسين السابقين الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون، كأشخاص فقراء أو مشردين أو سكارى، فيما يبدو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فلاحاً بسيطاً في الزي الشعبي، يحمل عصا إلى جانب بقرته.

وفي المعرض، زعيم كوريا الشمالية كيم جون أون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإيراني حسن روحاني، مترقبين توزيع الطعام وهم يحملون صحوناً، في إحدى لوحاته، الشبيهة بصورة لتوزيع الطعام على اللاجئين في مخيم.


(*) المعرض في "غاليري أيام" - دبي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها