ولكن، وهو اﻷهم، كان الحكم اﻷخير برهاناً على أن الدولة تحاول بكل ما أوتيت من قوة تدمير عقول أبنائها، تخويفهم وحبسهم وتطويعهم في قالب واحد، وإن أعداءها ليسوا المعارضين السياسيين وقادة التظاهرات فحسب، وإنما أي شخص قادر على التفكير بشكل مختلف.
في بلد فقد كل قوته الاقتصادية والسياسية بسبب حكامه، ولم تعد باقية فيه سوى ثقافته، فإن الحكم على أديب بالحبس بسبب فقرات من رواية كتبها لا ينبغي أن يُنظر له باستهانة، وإنما تجب رؤيته في سياق محاولة بث الخوف التي دأبت عليها دولة الضباط الحاكمين، مما ينتج في النهاية بلداً فقد كل مقدراته، بما فيها المقدرات الثقافية التي ظلت لفترة طويلة واجهة مصر في العالم العربي والعالم. وحتى اﻷمن الذي يدعي النظام الحالي الحفاظ عليه، تشهد اﻷوضاع الحالية كونه قابلاً للانفجار في أية لحظة، إن لم يكن قد انفجر بالفعل.عن أي شيء تدافع الدولة التقليدية إذن؟
إن اﻷقلية الفاعلة التي ينتمي إليها ناجي، اﻷقلية القادرة على التغيير وعلى طرح حلول جديدة لا تخطر في بال السلطات الشائخة، متوحدة اليوم دفاعاً عنه، دفاعاً عن مساحتها الخاصة من الخيال والتي لا تزاحم أحداً. ولن يهدأ لها بال حتى اﻹفراج عنه، وحتى تبرئة الخيال من تهمة "خدش الحياء العام".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها